الأحد, 29 ديسمبر 2019 01:13 مساءً 1 397 0
حبر التوت
حبر التوت

صفوة العلم

تيسير عثمان ابنعوف

الممرات التي تدرجنا فيها علماً سواء عبرنا أم تعثرنا ، هذه الممرات كانت كفيلة بغربلة الحامل والمحمول ، من طالب النفع أو رسل الرسالة التعليمية .

قبل التطرق لكونها الأمانة ربانية إلا أنها إنسانية خالصة والتي إذا ما أجيد توظيفها برمزيتها الإنسانية والثقافية بين مدرجات التعليم والمجتمع لأفضى ذلك بالتأكيد إلى خلق مجتمعات عامرة بالكثير من المعاني الجوهرية الحية القادرة على تحديد بوصلة الرسالة التعليمية بين الطلاب إلى الحد الذي يؤهلهم إلى تقليص مساحة التناقضات والأخطاء التي تعصف بالطلاب أثناء مراحلهم الدراسية والتي تعد من أبرز ملامح يوميات حياتهم الجامعية بشكل خاص .

فالمجتمعات الجامعية الوظيفية أصبحت منغمسة من رأسها حتى أخمص قدميها بفلسفة الانتماء للسلك التعليمي كنوع من (البرستيج ) أو الكسب المادي ، وغياب الوعي بأهمية هذه المهنة المختلفة عن بقية المهن اختلاف تام .

هذه المشكلات التي طغت على السطح ، وشح دور القدوة الذي تفشى بكثرة في دور التعليم ، هذه الظاهرة لم تبق فضاءً دراسياً إلا وإلتهمته تحت مسوغات وعناوين ومسميات عدة ، إلا أنه رغم التفشي مازال هناك قادة من رسل المعرفة الذين يجيدون دوزنة عقلية المتلقي الذي يعد ضرورة.

فلابد من استثمار هذه الشريحة البسيطة الذين توسدوا المقام المحمود وخلدوا في الذاكرة تبجيلاً ، لتأهيل البعض، معرفياً وسلوكياٌ في السلم التعليمي والأكاديمي أكثر من غيرهم ، نحن بحاجة إلى من يتلقف صدى رؤاهم ويشاركهم في تشكيل تلك الرؤى .

أخذ الأمر مساحة  فضفاضة بفعل الكثير من تجاذبات الروايات بل وما شهدناه بأنفسنا وما آلت إليه الجامعات مؤخراً والمسببات التي أدت إلى اندثار المعاني والقيم الجميلة الكامنة بين ثنايا مفردة (مربي وتربوي وقدوة) أصبحت مرهونة الآن بحسابات تحكمها المصالح الضيقة والحسابات الشخصية .

لذلك فإن وجود من حملوا فوق عاتقهم حزمة الأمانة ورصانة العلم يعتبر مكسباً عظيماً في وقت طغى فيه دور المصلحة على الرسالة.

إذ أنني ممن خاضوا تجربة المسار الجامعي والتي مازالت راسخة وكأنها الأمس القريب ، منذ أربعة أعوام ، عايشنا الكثير من الصور الجلية للمعنى الحقيقي للرسل من خلال المواقف البارزة والسلوكيات الصادرة من حملة هذه الأمانة (صفوة العلم) ، رسالاتهم وكلماتهم ما زالت حية تجدد صداها بذاكرتنا.

بل نجد في شخصهم الوقار الكافي والسداد التام في العلم والمعرفة والرأي القويم .

أتوقف بعد كل هذه السنوات عند معين الذاكرة الذاخر بخرائط الطرق التي عبرنا خطاها برفقة عطائهم . وكان لنا في القديرة ، الدكتورة إخلاص التني ذات الباع العملي والعلمي ؛ والدكتورة لمياء صلاح الدين محمد إبراهيم أسوة وفي كل من حمل لنا حملاً آمناً وأميناً في هذا الجانب .

فالله أشهد أنهم ممن بذلوا ليدوٌنوا لنا كل ما يتصل بالثقافة والعلم دون أدنى مقابل وبصدق العطاء ، وما أن أزفت مسيرتنا التي مضت عنهم حتى بات جوهر كلماتهم يصاحبنا أينما خطت رحالنا في هذا المجال .

توت

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة