السلم التعليمي
حديث كثير دار يدور هذه الأيام عن السلم التعليمي في المدارس السودانية ويختلف الناس حول السلم التعليمي خاصة أنه مرّ بثلاث تجارب التجربة الأولي المرحلة الأولية أربع سنوات المتوسطة أربع سنوات وكذلك المرحلة الثانوية وبين كل مرحلة والأخري امتحان شهادة وكان لكل شهادة قيمتها وكانت موحدة لكل أنحاء السودان مما يجعل التنافس بين أبناء الوطن عادلاً للالتحاق بالمرحلة الأعلى.
يتميز هذا النظام حسب المنهج المعد والمجرب في كل أنحاء السودان قبل البدء في إقراره وتطبيقه بتوزيع الأدوار بين المراحل الثلاث ففي المرحلة الأولية تتم إزالة الصعوبات الآلية في القراءة والكتابة ليخرج التلميذ وقد تعلم أساسيات الكتابة والقراءة التي يعاني منها طلاب اليوم في المرحلة الثانوية ثم معرفة أساسيات الرياضيات الجمع والطرح والضرب والقسمة إضافة لمعلومات في الجغرافيا والتأريخ والعلوم وحفظ جزء عم وتبارك وطلابنا اليوم لا يعرفون الفرق بين الصورة والخريطة وربما لم يسمعوا بحمدان أبوعنجة ولا عبد الرحمن النجومي دعك من بعانخي وتهراقا ولا يعرفون عاصمة كردفان بلاد شمال وجنوب وغرب ولا اين يزرع القطن طويل التيلة ولا قصيرها ولم يسمعوا بالقولد ولا الجفيل ولا بابنوسة ولا يحفظون نشيد بلادي بلادي فداك دمي
التجربة الثانية كانت المرحلة المتوسطة وهي مرحلة تطبيق المعلومات وترسيخها وزيادة المعارف حولها وحفظ القرآن إلى سورة يس في الصف الرابع
ويتعلمون اللغة الانجليزية ويقرأون القصص والروايات بها إضافة لدراسة الفيزياء والكيمياء والاحياء والتخصص في الرياضيات لطلاب القسم العلمي والتأريخ والجغرافيا والأدب الإنجليزي واللغة الفرنسية إضافة لدراسة الأدب العربي والعصور الأدبية ويحفظون المعلقات مع إكمال منهج النحو والصرف والبلاغة والنقد الفني للشعر فيقولون بثقة إن قول الشاعر في هذا البيت ضعيف وإن قال الشاعر:
أمطرت لؤلؤاً من نرجس
وسقت ورداً وعضت على العناب بالبرد.
ولا يعرفون إن من قال :
يا من يعزّ علينا أن نفارقهم
وجداننا كلّ شئ بعدكم عدم
هو أحمد بن الحسين المكنى بابي الطيب الملقب بالمتنبئ
ليتنا عدنا بالسلم التعليمي إلى هذا النظام وراجعنا المناهج لتحقيق اهدافها خاصة أننا نجمع بين طلاب أعمارهم متقاربة والفرق اربع سنوات لا يتغير والرجوع للحق فضيلة .