الثلاثاء, 31 ديسمبر 2019 00:35 مساءً 0 344 0
موازنات
موازنات

الطيب المكابرابي

لخبطة وتمزيق ملف السلام

ضمن وعلى رأس أولويات الحكومة الحالية تحقيق السلام في ربوع البلاد وذلك عبر طرح كل القضايا لمناقشتها في منابر للتحاور بدأت بلقاءات تمهيدية قادها المجلس السيادي ممثلًا في الشخص الثاني في قيادة المجلس الفريق محمد حمدان (حميدتي) حيث أجرى لقاءات مع بعض الحركات في تشاد وجوبا بما انتهى إلى إقرار جوبا مكانًا للمفاوضات.
المفاوضات في جوبا حضرتها الحركة الشعبية بشقيها وسط خلافات في وجهات النظر بين الجناحين مما عقد الأمر وأضاف للمشهد صورة أكثر قتامة حول مصير هذه المفاوضات وهو ما كان نتاجه فعلًا المطالبة بتقرير المصير للمنطقتين أو إقرار الدولة العلمانية التي ترفضها الأكثرية في الشمال ومن ثم تم تأجيل التفاوض بعد الوصول إلى هذه العقدة العصية.
ذات المفاوضات وفي محاولة للقول بأنها حققت بعض النجاح اقترحت أن يتم التوقيع على اتفاق لما سمي بمسار الوسط الذي يضم ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وسنار بحسب رأي شخص واحد هو السيد التوم هجو الذي نصب نفسه ممثلًا لهؤلاء ووضعهم ضمن حاملي السلاح في وضح النهار وهم ينظرون لما يفعل ويقول مشدوهين.
ذات المفاوضات اتجهت نحو فصل ملف الشرق وتحويل التفاوض حوله إلى الخرطوم بدلًا عن جوبا وسط انشقاقات وتباين في الآراء حول من يمثل الشرق ومن يفاوض عنه.
أخيرًا ظهر وسط ملف ومسار دارفور من يقول إن المفاوضات لا جدوى منها في ظل إصرار الحكومة على تعيين ولاة الولايات ثم أخيرًا جدًا ظهر السيد عبد الواحد نور الأشد معارضة لأي تفاوض أو تفاهم ليطرح على الناس تحويل المنبر من جوبا إلى قرية الشيخ الياقوت بمحلية جبل أولياء.
كل هذه المتناقضات وكل هذا التشاكس لا يبشر بأن هذا النهج من التفاوض وأن هذه الجولة ستثمر اتفاقات توقف الحرب وتحقق أول أولويات حكومة حمدوك.
نحن في حاجة ماسة لإيقاف الحرب أينما كانت وتحقيق التوافق والسلام في كل بقاع البلاد حتى ننطلق نحو التنمية وإعمار البلاد، ولكن لكل المعطيات الموجودة نقول يجب على الحكومة البحث عن خبراء وخبرات في مجالات التفاوض وشخصيات عجمت كل هذه الأطراف وتعرفت عليها عن قرب وقرأت نفسياتها ورغبتها ومفاتيحها حتى يتحقق السلام المنشود وهو سلام نجزم أنه لن يتحقق بهذا النهج وهذا السبيل المسلوك الآن.
وكان الله في عون الجميع

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة