قواتنا الأبية الحضور بلا انصراف
محمد جادالله بخيت
نيف وستون عاما من تأريخ السودان الحديث ولم تغب القوات المسلحة السودانية عن المشهد العام في السودان بل كانت حضورا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودبلوماسيا باهرا
وقد لعبت الدبلوماسية العسكرية إزاء ذلك أدورا مقدرة في كثير من القضايا علي مر تأريخ السودان فتعاونت القوات المسلحة من أجل الأمن والسلم العالميين قبل أن يعرفهما العالم أقصي أنواع التعاون من لدن كتيبة المكسيك مرورا بمشاركاتها في الشرق الأوسط والشرق الأقصي والحرب العالمية الثانية فإندفعت بقواتها باذلة الأرواح و الدم سخيا للجيران والأصدقاء تناصر الشعوب المظلومة تغيث الملهوف وتسند الضعيف وتقدم العون والمشورة والتدريب بل وتؤسس كليات و معاهد العلم العسكرية والأكاديميات في عدد من البلدان.
كل القضايا الجوهرية في تأريخ السودان كان الجيش جزءاً منها وحاضرا فيها مثل فلق الصبح الأبلج بمواقفه المشرفة ونجاعة أدوارة البطولية.
فالجيش هو الذي بدأ بنشاط حركات التحرر ضد المستعمر الإنجليزي ومظاهرة الطلبة الحربيين في ثلاثينيات القرن الماضي و نشاط جمعية اللواء الأبيض التي كان قادتها من ضباط في قوة دفاع السودان وأفرادها غالبيتهم جنود الجيش أنذاك مرورا بالإستقلال المجيد الذي تحتفل به البلاد هذه الأيام كأحد أهم مناسبات السودان مرورا بالكثير من تجليات الجيش وحكوماته المتعاقبة التي أقامت العديد من مشروعات البني التحتية في السودان.
إن الإنتماء للقوات المسلحة والإرتماء في كنف الجندية لا يضاهيه إنتماء من واقع أن العلاقة محورها التضحية والفداء للوطن العظيم والموت دون ترابه المقدس فالأمر ليس وظيفة يرتادها العاملون بل حياة يعيشها فرد القوات المسلحة وهو مستعد للخروج دون عودة
وكم قدم الجيش من شهداء روت دماؤهم الزكية ثري السودان الطاهر كانوا ولا يزالون وسيظلون مفخرة الوطن المجيد.
6 يناير 2020