الاربعاء, 08 يناير 2020 02:32 مساءً 0 414 0
واقعنا
واقعنا

نجاة الحاج

الأحزاب السودانية بين الانهيار والبعث في المرحلة الانتقالية

واقع الساحة السياسية السودانية الان لا يسر  كما يقولون لا عدو ولا حبيب الثورة تعثرت في الطريق علي الرغم من وصولها الي الذروة في  مليونيات ٣٠ يونيو ٢٠١٩  وامتلاك الشارع لكل أوراقها لآخر مرة وكان ذلك بسبب سيطرة وتأثير الاحزاب رغم ضعفها وارتباكها علي قرار الحرية والتغيير  فكان  ان اصبح الحوار مع العسكر سيد الموقف وكان البيان السياسي المعيب وإيقاف تعيين السلطة التشريعية و تعطيل تعيين الولاة المدنيين وشبه انفراد  حمدوك وأعوانه بتكوين الحكومة الانتقالية  وكان ان حافظ النظام القديم علي مواقعه او معظمها وخسارة المواقع التي  كانت بالفعل قد استنفذت أغراضها بالنسبة لهم بل اصبح مطلوبا التخلص منها مثل عمر البشير والزمرة القريبة منه في دايرة سلطته وحتي عائلته الي المؤتمر الوطني الذي اساء إدارة الحكم وسقط بسهولة بسبب الفساد والانشغال بكنز الأموال وتحويل معظم كوادرهم من هي لله الي هي للسلطة والجاه والمال والأعمال ومن فعلها وكنز  يتحول الي اجبن البشر في مواجهة اي خطر في سبيل اي مبدأ  لذا كان الانهيار الداخلي الذاتي في تجربة الحركة الإسلامية اهم عامل في سقوطه مما قد يحتاج الي زمن ليس بالقصير في ترميم ماهدم والعودة
هذا حال تنظيمات وأحزاب الحركة الإسلامية في الساحة الداخلية مما صعب حتي دفاع التنظيم العالمي عنها بل وقفت بعضها ضد نظام البشير علنا لعلها تنقذ مايمكن انقاذه من بقايا التنظيم الإسلامي في السودان من مساويء تجربة ثلاث عقود لم تضف الا سلبا علي كل تجربة الإسلام السياسي في العالم
اما الاحزاب التقليدية الامة والاتحادي الديمقراطي فحدث ولا حرج فقد انقطعت صلتهما بجماهيرهم في اماكنهم التقليدية نتيجة الانقلاب ثم الحرب الأهلية ففقدوا معظمها لحساب الفصائل المسلحة في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان كما ان  الانقاذ اكتشف تنافسهما حتي في مشاركته في السلطة فسرب لكل رئيس حزب علي حدة انه قرر تعيين ابن الآخر مساعد لرئيس الجمهورية فتسابقا في تقديم ابنائهم وان ندموا فيما بعد فمنهم من اعتذر ومنهم من في الطريق ولما اكتشف الحزبان ضعفهما وقرب النهاية الحتمية لهما  قابل احدهم صلاح بوش للتقوي به وغازل الحلو بذكري دوائر الاستقلال الاتحادية في جبال النوبة وأعلن الآخر استعداده للاندماج مع حميدتي القوي علي الأرض وان علي حساب الحلفاء من حملة السلاح في دار فور والنيل الأزرق
وفي سلسة الواقع الذي لا يسر من احوال أحزابنا نجد المؤتمر السوداني ليس باحسن حالا فبالرغم من انه حزب نشا في فترة حكم الانقاذ جديدا الا انه كان مستهدفا كالأحزاب الاخري  و مع ان السلطة كانت تريده حزبا بديلا لاحزاب الوسط الكبري الا ان طبيعة تكوين الحزب من الطلاب المستقلين وشعاراتها غير المنحازة كان عاملا مساعدا في اختراق الحزب وظلت محاولات السلطة في تلميع قيادتها عاملا
سلبيا عمل في غير صالح الحزب وكان العامل الذي قصم ظهر الحزب هو تحالف الحزب مع الصادق المهدي وخروجه من قوي الإجماع الوطني في مبادرة امبيكي للحوار غير المشروط مع النظام ومشروع الهبوط الناعم والدعوة للاشتراك في انتخابات ٢٠٢٠ثم سلوك القيادات ابراهيم الشيخ وخالد سلك حتي بعد الثورة كان سببا في خلق مأخذ علي الحزب
اما احزاب البعث الأربعة والناصري فقد كانوا الحصان الأسود بعد الثورة وحققوا لأنفسهم مكاسب اكبر كثيرا من حجمهم  كانت مواقفهم  (البعض )قبل الثورة علي طول الخط ضد الفصائل المسلحة  ورفضوا الانضمام للتجمع المعارض للنظام واصبحوا الان من صناع الثورة و السلام  مع الفصائل المسلحة وأكبر فصيل منهم قدرة وافرادا وإمكانات (العراقي )بقيادة السنهوري لم يشارك في معارضة النظام بجدية بعد دخول صدام للكويت وتحيز النظام لموقفه رغم انهم قدموا تضحيات كبري في البداية مع شهداء رمضان وعندما كنت ضمن ممثلي الحزب الاتحادي الديمقراطي في التجمع الوطني الديمقراطي كان معنا فقط  البعث السوداني بقيادة الأستاذ جادين وفي اخر الأيام كان البعث السوري بقيادة أستاذ تجاني . اما بعد قيام الثورة فانهم جميعا اندفعوا للمشاركة بل قيل انهم  دفعوا بكثير من العسكريين بينهم طيارين لصفوف حميدتي ولم يتسني لي تاكيد ذلك منهم  بل ان احد قيادات الفصائل البعثية من ابناء الرزيقات اصبح شبه مقيم مع حميدتي ولان خط القيادة القومية لحزب البعث العراقي عدم سحب القوات من اليمن لمواجهة إيران هناك فقد كان التنسيق عاليا مع العسكر وحميدتي لتلاقي الطرفين في الموقف وسيطر علي السنهوري علي ممثلي قوي الإجماع ( الاحزاب الاتحادية الصغيرة ) والناصريين في الحرية والتغيير وحصل للبعثيين ومن معهم علي نصيب الأسد في السيادي والتنفيذي  في غياب الشيوعي وضعف الاتحاديين وقلة خبرة من تولوا قيادتهم اثناء الثورة والآن يعمل علي  الولاة والتشريعي حتي مرشحي الولاة من الاتحاديين والآخرين يتحكم في تمريرهم البعثيين . نواصل ......

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق