الخميس, 09 يناير 2020 01:59 مساءً 0 388 0
هندسة الفوضي
هندسة الفوضي

صديق
الشم

هاتريك (العربية)1 ـ 2

دعونا نفترض (هاتريك) العربية، نقداً ذاتياً، مكاشفة، شفافية. في الزمن الضائع، من مكاسب (الهاتريك).. أنه قون صافي ما فيه شك.. وغلاط بعد انتهاء مراسم الدفن، ولا عايز تقنية (الفار).. لأنه ذي الجاب قون في نفسو، وقلع (فنيلته) وشارة الكبتنية، وخرج من الملعب، في  الثواني الأخيرة من عمر المباراة، والغريبة لسه في جمهور بصفق، على شنووو؟ نسأل العنبة الرامية فوق بيتنا. قالوا في واحد شكت بيته قلة (الجرذان).. مفلس والحال ضاق عليه، وأولاده جيعانييين، الراجل عفيف بس في الزمن (الفقر) حاج عبد الرحيم، قرر يمشي يستدين من الجزار، يديه حتى ولو (كوارع).. المهم الأستاذ.. ركب الصعب، وأسر لزوجته الصابرة جرجر رجولة، على استحياء. تمتم وتم، والرسالة وصلت (للجزار): أبشر بالخير.. يا أستاذ؟ .. الخير .. الخير، تذكر، وليته لم؟ وسالت الدموع مدراراً، كان العهد قريباً، لقصاص طال ثلاثون وسقط واحد سهواً، إلى حين، ونظر إلى سقط المتاع، يبدو أن الجزار سيعطيه من (المشاش)، تذكر شعر (الصعاليك)، ولم يدر.. كيف ربط بين حاله وحالهم وأصبح يردد، لحى الله صعلوكاً:
لحى اللهُ صُعلُوكًا إذَا جنَّ ليلُهُ
مُصَافي المُشَاشِ آلفًا كُلَّ مَجزَرِ
يعُدُّ الغِنَى مِنْ دهرِهِ كُلَّ ليلَةٍ
أصابَ قِراهَا مِنْ صدِيقٍ مُيسَّرِ
(المشاش).. العظم اللين،. فجأة! شاهد الجزار يعمل سكينه في لحم سمين، شك في الأمر، ولا أحد غيره، ناوله اللحم (الفخيم) ممسكاً به. شوف يا أستاذ: أنا بديك اللحم بس عندي طلب: شفت الشيخ دااك، القاعد تحت الشجرة، مع الناس الكتار ديل، ايوه شايفه! تمشي تديه كف قدام الناس ديل، الأستاذ: مجبور.. ولسان حاله يقول :
وَلَوْلاَ بُنَيَّاتٌ وَشِيبٌ عَوَاطِلٌ    لما قرعتْ نفسي على فائتٍ سني
فيا قلبُ صبراً إنْ جزعتَ؛ فربما    جرتْ سنحاً طيرُ الحوادثِ باليمنِ
المهم الأستاذ: كفت شيخ العرب، قدام قبيلته، فكَشَّرت القبيلة أنيابها، واسْتُلت السيوف من أغمادها، فمنعهم الشيخ الحكيم، من ذلك وقرب الأستاذ: نجيا.. ليه يا الأفندي ضربتني كف ليييه!؟ الأستاذ: ما تعود كذباً: الجزار دااك، قال لي أديك كف، وبديني لحمة لعيالي وهم لا يملكون قوت يومهم، فما كان من شيخ القبيلة إلا أن أمره باللحاق بأهله، وإطعامهم، وأرسل له، بقرة وعجلاً سميناً، وذهب الأستاذ لأهله، غانماً شاكراً حامداً، واستجلب الشيخ الجزار فجاء (كسخلة) حديثة الولادة.. يجرجر أذياله؟! فاقتص منه (للأستاذ) وأمره أن يرسل كل يوم لحماً سميناً إلى منزل الأستاذ.
انتهينا إلى شيخ حكيم، لثورة عظيمة، وشعب كريم، يرد الصفع قصاصاً وعدلاً، وسلاماً وبقي المتفرجون، (تمومة الجرتق)، مغلوبين ومنتظرين أشواط إضافية. والثورة أكبر من الضغائن. مازلنا تنتظرهم.. ولو بعد حين.
وانحترت وانبترت

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق