الأحد, 26 يناير 2020 01:53 مساءً 0 687 0
البصمة
البصمة

المصرف المركزي وجد رُبَّان سفينته الماهر

لم أتفاجأ بالمستوى الذي ظهر به السيد رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبد الله حمدوك، ولم يكن كما يشاع عنه، ذكاء خارق ويجيد عملية التفكير خارج الصندوق، وقد بنى لنفسه مسافة بينه وبين التقليدي، فاللقاء الذي أجراه مع المهندس عثمان ميرغني كان يشكل خصماً كبيراً من رصيده الذي تراكم في الفترة الماضية، مع كل الاحترام للذين يخالفونني الرأي، ولعل ما يمكن أن يشار إليه في ذلكم اللقاء هو موضوع إلى أي جهة يتبع بنك السودان (المصرف المركزي) بنك السودان الذي كان يتبع لرئاسة الجمهورية في فترة النظام السابق، فهل هو الآن يتبع للسيادة أم يكون تحت سلطات وصلاحيات رئيس الوزراء! والذي ربما ما يطلع عليه السيد رئيس الوزراء، مع تجربته الواسعة في المنظمات الدولية، معلومة بسيطة يمكن الحصول عليها بضربة غوغل، وهي أن أول مصرف مركزي على مستوى العالم قد كان في مدينة أمستردام عام 1609 حيث كانت هولندا تمثل في ذلك الوقت إحدى أقوى الدول في مجال التجارة العابرة للمحيطات، وأي غازيته وطنية تعرف المصرف المركزي بأنه مؤسسة مستقلة لا تتبع للسلطة التنفيذية، على الرغم من وجود العلاقة الوثيقة بين عمله وعمل وزارة المالية التي تتبع للحكومة كسلطة تنفيذية، ومن المحاذير التي تجعل البنك المركزي لا يتبع للحكومة بشكل مباشر، هو وقوعه تحت تأثير السلطة التنفيذية بشكل مباشر ربما يؤدي إلى انتهاج سياسات نقدية خاطئة في إطار تداخل سياساته مع سياسات الحكومة ويضطر لدعم الحكومة أحياناً لحل المشكلات الاقتصادية الطارئة، بالمعاملات المعروفة المحسوبة على سلامة التوازن النقدي كالسحب على المكشوف والطباعة من غير تغطية وغير ذلك من العمليات التي تضرب الاقتصاد وتؤدي إلى انهيار قيمة العملة الوطنية، الأمر الذي في كثير من الأحيان يخلق نوعاً من النزاع بين السلطات التنفيذية والبنوك المركزية، ويضع مسألة الفصل بين السلطان على المحك، والأصل أن يكون البنك المركزي أحد مؤسسات الدولة التي لا تخضع للتوجهات الحكومية أو أوامرها المؤقتة، إلا وفقاً للأسس واللوائح القانونية وما تجيزه السلطة التشريعية. بالنسبة للقطاع المصرفي، وتتلخص واجبات البنك المركزي  في الرقابة على أعمال المصارف والتأكد من سلامة المعاملات المصرفية وإدارة الأموال واستثمارها بطريقة لا تضر بمصالح المودعين، والبنك المركزي هو الذي يقوم بإصدار التراخيص للبنوك الجديدة، وكذلك يمكنه أن يسحب هذه التراخيص، أو يمتنع عن تجديدها، أو يوقع العقوبات على البنوك المخالفة، للوائح والقوانين، والتوجيهات التي يصدرها بشكل دوري....
بنك السودان المركزي يمثل قارب النجاة للاقتصاد السوداني، وقد أضر به كثيراً التدخل السياسي إبان النظام السابق، هذا القارب يحتاج إلى ربَّان ماهر يقود دفته وسط هذه العواصف والأنواء ليصل بالاقتصاد السوداني إلى بر التعافي، ولعله قد وجده بعد طول انتظار، فيا دولة رئيس الوزراء ووزير ماليته، ويا أيها المجلس السيادي ورهطه، أتركوا البنك المركزي ومحافظه الجديد لاستقلاليته إذا أردتم لفترتكم الانتقالية أن تنجح، فالبروفيسور  بدر الدين عبد الرحيم هو ذاك الاختيار الذي صادف أهله، هو نفسه ربَّان السفينة الماهر الذي انتظره البنك المركزي كثيراً، تاريخه يحكي عن ذلك، أهم ميزات القائد تتوفر فيه، الرجل من حيث الخبرة فليس أدل علي ذلك من توليه منصب مدير ادارة التمويل الأصغر التي تهتم بصغار المنتجين ولعل هذه هي الشريحة الأهم، اما من حيث الانفتاح الواعي والتفكير خارج الصندوق ومواكبة التطور ومواجهة التحديات، فليس هنالك ما هو أدل من المناصب الدولية التي تقلدها الرجل، اما علي مستوي الوعي والذكاء وما يدل علي كفاءة الرجل فجامعة الخرطوم والجامعات والمعاهد العالمية التي نال منها أفضل الشهادات تعتبر خير ما يمكننا إن نستدل به، الرجل من القلائل الذين ينطبق عليهم القول الشائع اصلب العناصر لأحلك الظروف وما يعضد حديثي حول هذا المثل هو قبوله للمنصب في ظل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد وتركه للمنصب الرفيع الذي كان يتولاه باحدي الدول الشقيقة ويتلقى مقابل ذلك الاف مؤلفة من الدولارات ويعمل دون ضوضاء ، وقطعاً هذا يدل علي تجرد الرجل وعشقه للوطن واحساسه بالمسئولية، البروفيسور بدر الدين عبد الرحيم هو ربَّان السفينة والسهم المنتقي بعناية والذي اذا صبروا عليه واعانوه وتركوه يعمل بما لديه من خبرات حتماً سوف يصيب، عموماً اذا عمل السيد رئيس الوزراء بذات النهج والأدوات ووضع ذات المعايير التي بها اختير  بدر الدين في بقية أعضاء حكومته لعبرنا لبر الأمان، عموماً هذا قليل من كثير في حق الرجل، كل هذا دون معرفة بيننا أو صداقة تجمعنا، فقط استوقفتني السيرة الذاتية الغنية للرجل، وما حُكي عنه من بعض الذين يعرفونه، صدقاً وأمانة وتجرد مما يجعله شعاعاً من شفق في الحلكة التي تمر بها الانتقالية.
 للتواصل (0900909299)
كسرة:-
حمدوك في الاتجاه الصحيح، د. نصر الدين شلقامي رئيساً لمجلس الجهاز القومي لحماية المستهلك،خيار صادف أهله ونعود له بمادة في الأعمدة القادمة،، مبروووووووووك للسودان وللمستهلك وربنا يعينك يا شلقامي.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق