الأحد, 09 فبراير 2020 03:24 مساءً 0 682 0
بذرة الحياة
بذرة  الحياة

وفاء
جميل

(الرجال دناقر ما كُبر عناقر) !!

التمييز الإيجابي على مستوى الحكومات الأكثر ديموقراطية يقاس بمبدأ الشفافية و التكافؤ على مستوى القاعدة و كل فئات المجتمع ، بحيث يكون هناك بسط للشفافية و النزاهة و الوضوح في تصريف جميع المهام ، و ما نراه سابقاً و الآن أن الشعب إنخدع تماماً بحيث لا وجود للشفافية التي تؤسس للديموقراطية في منهاج حكومة الثورة ، و الشعب المسكين لا يدرك ما يدور من حوله سوى أنه يشعر بالجوع و الفقر ، ففي خضم حالة التعثر للآداء الحكومي الراهن ، و سوء الإدارة و كل الأزمات التي تمر بها البلاد يحين وقت ساعة الصفر ، و يدق ناقوس الخطر الأكبر بإنهيارها كلياً ، هذا ما لم تقم بإسناد نفسها من جديد مستخدمة كل الوسائل الممكنة و المتاحة لإنعاش حياة المواطنين التي ضغط عليها عامل الحوجة القاتلة ..
ثم ماذا بعد ..!!؟
أهلنا بدارفور ذكرهم الله بالخير ، يقولون في الماضي : (كن نادوك  لا تباطئ و كن ما نادوك قوم قاطع) ، أصبحت هذه المقولة لا تفرد حيز لبعض أعضاء الحكومة الإنتقالية للإدلاء بالأعذار و البكاء على اللبن المسكوب بأنه (إحنا ما كلمونا و أنا زاتي ما كلموني و سمعت من الواتساب ، و هذا ليس من شأني) و التهرب من المسؤولية،  و قتها البكاء لا يرجع الضائعة ..!! ، و يجب أن يعي كل مسؤول دوره تماماً و يملأ خانته و إلاّ فليقدم إستقالته و لا شكراً له ، لأن البلد لا تحتمل الفشل لا سيما أن الثورة جاءت لتصحيح المسارات جميعها ، بمعنى أتت من اجل التغيير و ليس الهلاك ، و يجب أن يكون التغيير للأفضل و ليس الأسوأ ، فكيف لها أن تتحمل و تصبر على الأمرّين و أحلاهما مُر ، و هو وجود الضنك و الفشل معاً ، إلى متى نظل نسمع تلك الإسطواة المشروخة بأن الدقيق يهرب ، الذهب يهرب ، الوقود يهرب ، كل الموارد تهرب ، و الشماعة هي (عناصر النظام السابق) ..؟؟!!
أصبحنا لا نصدق أن الثورة لها أهداف ، إلى متى يظل بعبع  العهد البائد يطارد هذه الإنتقالية ، بل حقيقة وصلنا مرحلة اليقين أن النظام ما زال يترنح بيننا ، كيف يكون الإصلاح و كيف نستفيد من عامل الزمن و نحن نتراجع و نتخلف يوماً بعد يوم ، الآن المشهد السياسي يعاني نذر شؤوم نتيجة التخبط السياسي و عدم الإنفاق بين القادات ، بل كيف يمكن أن نسميهم قادة و هم ليسو كذلك ، إنما القائد هو الذي يعكس سلوكه و طريقة أسلوبه الإيجابية للغير ليثبت أنه كذلك ، لأن (الرجال دناقر ما كُبر عناقر) ..
نريد إصلاحاً فالأوضاع الخدمية تتأزم في ولاية الخرطوم و غيرها من ولايات السودان ، و إغلاق تام للطرقات و الممرات و مطالبات شعبية بالتدخل العاجل لإنقاذ البلاد من السقوط الكلي ، و ثورة ديسمبر المجيدة لم تفلح في إخراج جيد الصفات بقدر ما أخرجت أسوء ما في نفوس السودانيين من يساريين و جمهوريين و تعري و تريد إنهاء حِقبتها بالتطبيع مع أعداء الله و الإسلام و العروبة ، كنا نظنها ثورة مبادئ توجيهية لتهيئة المناخ الفكري و الأيديولوجي لتحول ديموقراطي سلس و لكن نجدها تارةً حرب دينية و تارةً أخرى حرب محاصصات حزبية و نخب ، إذ لا فرق بينهم و بين ما سبقوهم ، فلابد من مراجعة الذات و إطلاق القدرات ، و الإستفادة من الموارد البشرية بحيث توظف حسب الكفاءة المهنية و المصداقية و التجرد التام لضمان الخروج من هذه الأزمة المتفاقمة المتلاحقة و المعقدة ، و تكريس المنظومات و تفعيلها للحصول على أفضل الإنجازات و الخدمات التي تؤسس للإصلاح العام..
للحديث بقية

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق