الثلاثاء, 11 فبراير 2020 03:15 مساءً 0 348 0
موازنات
موازنات

الطيب المكابرابي

تغيير الولاة

مما يشير إلى أننا سنستمر في هذا الحال المائل وانعدام التوازن وحالة الفوضى هو تلك المطالبات غير المبررة بتغيير الولاة في الولايات وتعيين ولاة مدنيين دون إدراك أن مثل هذه المطالبات وهذه الفوضى هي التي أوقعتنا في صفوف الخبز والوقود بسبب انعدام الرقيب وتنصيب كل نفسه مسؤولًا غير ميال لأن يكون محكومًا على الإطلاق.
نعيش في بلد مضطرب وفي فترة انتقالية لم تستطع حكومتها حتى الآن البت في قضية واحدة أو حل مشكلة من مشكلات السودان المتراكمة والمترسبة منذ العهد السابق بل تفاقمت بعض تلك الإشكالات بفضل هذا الحكم المدني الذي تولاه مدنيون بلا خبرات ويسعى من ينادون بتغيير الولاة لتكرار التجربة.
نحن في أمس الحاجة لحاكم مرتب منظم مدرب يعرف كيف يدير وكيف يقود وكيف يخاطب قضايا الناس قبل أن نكون في حاجة لحاكم مدني وكفى.
نحتاج في كثير من ولاياتنا إلى حاكم يملك السلطة والقوة حتى لا يصبح أضحوكة لا حيلة له ولا يستطيع تحريك أي قوة لسد أي من الثغرات أو إيقاف أي من المتفلتين فرادى أو جماعات وهم من أصبحوا سادة الموقف الآن.
ما المشكلة في أن يظل الوالي عسكرياً إن كان ذا فهم وقدرة على إدارة شأن الولاية وتحقيق مطلوبات مواطنيها ومحققاً للأمن والأمان.
ما المشكلة أن يتولى العسكري إدارة الشأن العام إن كان أقدر على ذلك من المدني والحال يتطلب أن نتكئ على ذوي القدرات لا على ذوي الولاءات والمتنطعين المتطنقعين مثلما هو الحال في وزراء حكومتنا الآن؟
لا يجب الالتفات لكثير من الأصوات النشاز التي تدعو لتغيير كثير من الأشياء دون علم أو دراية كما لا يجب أن تكون الحكومة رخوة إلى حد الخوف من كل صيحة حتى وإن كانت الصيحة على باطل.
ندعو الحكومة إلى أخذ كل الأمور بقوة القانون الذي نصبها حاكمًا وأن تضع في الحسبان أنها المسؤول عن أمن الناس ومعاشهم وتحقيق طموحاتهم قبل أن تأخذ في الحسبان صيحات من لا يودون التوقف عن الصياح ولا يودون ترك الحكومة تعمل وهم يظنون أن في صياحهم خلاصًا للبلاد ولايدركون حقيقة كم أضاعوا بهذا زمانًا وجهدًا وموارد يصعب تعويضها في زمان السودان الصعب هذا.
وكان الله في عون الجميع

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق