الثلاثاء, 11 فبراير 2020 03:27 مساءً 0 635 0
الخبير الاقتصادي د. نبراس حسين محمد يدلي بإفادات مهمة حول منتجات الصادر السوداني (2/3)
الخبير الاقتصادي د. نبراس حسين محمد يدلي بإفادات مهمة حول منتجات الصادر السوداني  (2/3)

عائدات الصادر يمكن أن تتخطى حاجز الـ( 9)  مليارات دولار في هذه الحالة

إنشاء بورصة بمواصفات عالمية أضحت ضرورة ملحة لعودة السودان للسوق العالمية

حوار/ بهاء الدين أحمد السيد

حينما يتم الحديث حول الصادر السوداني ربما تحتفظ الذاكرة فقط  بمحاصيل الصمغ العربي والقطن والسمسم، في الوقت الذي تظهر وتتجلى فيه حقيقة صادمة حول مساهمة منتجات الصادر في الدخل القومي، والتي تراجعت بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة الماضية، ليفقد السودان بريقه بشكل لافت للانتباه لتصعد دول إفريقية أخرى إلى ساحات السوق العالمي.
واقع مرير في هذا الملف قلبنا صفحاته مع الخبير الاقتصادي المعروف د.نبراس حسين محمد الذي وضع النقاط فوق الحروف، وصوب بدقة مكامن الخلل، والفرص المتاحة للسودان ليعود من جديد للسوق العالمية ويحتل موقعه الريادي الذي فقده خلال السنوات الماضية، لمعرفة المزيد من التفاصيل تابعوا معنا إفاداته.
 # المحاصيل السودانية الخاصة بالصادر ربما يحصرها البعض في الصمغ العربي والقطن والسمسم؟
في واقع الأمر السودان به موارد ضخمة يمكن أن تساهم في الصادر والدخل القومي وتوفير السيولة (العملة الصعبة) الآن في ظني نحن لم نتجاوز حاجز الـ(4) مليارات للصادر.
وفي تقديري مساهمة الصادر ليست بالحجم المطلوب وهذا يرجع لعدة أسباب أهمها (السياسات المتعلقة بالصادر نفسه، إضافة إلى أن المساحات المزروعة الكلية أصبحت تتقلص عاماً بعد عام، كما أنه ليست هناك جدوى للمزارع، وتعدد السماسرة في كل مراحل الصادر من دون إحداث قيمة مضافة، أو استيعاب عدد من العمالة، بجانب الضعف البين في البنوك المتخصصة وهذا يظهر واضحاً في ضعف التمويل والمعينات والمعدات).
إضافة إلى هذه الأسباب نحن نصدر مواد خام وبالتالي هناك فاقد كبير في (الربح) كمثال لذلك سلعة الصمغ العربي التي يوجد لها سوق كبير عالمياً بسبب الطلب المتزايد من شركات الأدوية والبيبسي كولا، هذه الشركات تريد الصمغ العربي بعد معالجته أي (رزازي) الآن يوجد مصنع واحد قامت بإنشائه شركة دال.
المثال الثاني محصول القطن، هذا المحصول تقلصت مساحاته بصورة كبيرة جداً، كما حدث تدمير كامل لبنية (المحالج) مما أثر بشكل كبير بفقداننا للريادة في مجال التصدير، بالرغم من أن القطن شكل مساهمة كبيرة في معادلة الدخل القومي.
الآن هناك طلب متزايد عالمياً على القطن خاصة من الصين والهند.
ثالثاً: تصدير اللحوم على الرغم من وجود مسالخ حديثة لكنها ليست بالرقم الكافي إلا أننا نصدر اللحوم حية حتى أن دولة مجاورة أصبحت تستفيد بصورة كبيرة من الجلود السودانية وتحدث فيها قيمة مضافة.
الآن نحن نستورد كميات كبيرة من الفواكه (البدرة) من الهند في حين أن السودان يمتلك حزاماً من البستنة يمتد من الدمازين حتى منطقة أبو جبيهة فقط تنقصه القيمة المضافة بتجفيفه وتعبئته.
السودان يمكن أن يكون ذو موقع مميز لزراعة محاصيل (الاورجنيك) التي يمكن أن تصدر بدورها وتباع بـ(6) أضعاف سعرها العادي في السوق الأوربية.
كل هذه المحاصيل التي ذكرتها تصدر كمواد خام لمصانع عالمية، وبالمقابل هناك نمو في السوق العالمي مفترض أن يقابله نمو في الداخل، وعليه يمكن أن يضيف الصادر السوداني من هذه المنتجات ما يقدر بـ(9) مليارات دولار إذا وضعنا الأسس السليمة التي أهمها إنشاء بورصة  للمحاصيل والصادر السوداني بما في ذلك الذهب.
# ما هي فكرة البورصة؟
هي عبارة عن حوسبة لكل إجراءات الصادر عبر نظام مركزي يعمل على ربط حلقة الإنتاج والمصدر والشركات العالمية، وأن تقوم بالبيع  في الوقت المناسب للزبون المناسب بالسعر المجزي.
فكرة البورصة تبدأ بإنشاء مخازن بالمواصفات العالمية في  مناطق الإنتاج وبها ضمان للجودة، على مستوى التخزين والفحص وبالتالي تنتفي إعادة الصادر لعدم مطابقته للمواصفات العالمية).
# ماذا عن بورصة الأبيض؟
ينبغي أن تكون الأبيض موقعاً للتخزين والإنتاج، ليتم التداول مركزياً في العاصمة الخرطوم أو أي ولاية أخرى.
# هل تعتقد أن المساحة الكلية لهذه المحاصيل مناسبة لعملية الصادر؟
إمكانات السودان كبيرة وبالتالي المساحة الحالية متواضعة للغاية مقارنة أيضاً بحجم الطلب العالمي، وأنا أعزو ذلك لعدم التنافسية في السعر وإنتاجية الفدان.
# هل هناك مبادرات حكومية أو خاصة لتطبيق فكرة نظام البورصة التي ذكرتها سابقاً؟
نعم، هناك مبادرة قامت بها مجموعة روتانا مع مجموعة عالمية متخصصة في مجال البورصة، حيث تم التأكيد على أهمية قيام بورصة للمنتجات الزراعية للدفع بعملية زيادة عائد الصادر ومساهمته في الدخل القومي، الآن هناك تنسيق متكامل مع الأجسام الحكومية المعنية بهذا الأمر، وهذا في ظني فتح كبير للبلاد إذا تم تنفيذه.
وبالتالي قرار إنشاء البورصة قرار حكومي ومجلس إدارتها ينبغي أن يتكون من الجهات الحكومية ذات الصلة، لكن الشركة التي ستدير البورصة شركة مساهمة عامة فيها كل الأطراف من القطاع الخاص والمصدرين، وجمعيات المنتجين، جميعهم شركاء في هذه الشركة.
# على ذكرك لموضوع البورصة كثير من الدول الإفريقية نجحت في هذا المجال وأخذت موقعاً متقدماً عالمياً في هذا الجانب؟
نعم، أوافقك الرأي، أكثر ما ضرنا التفكير داخل الصندوق والتقليدية، الآن إثيوبيا لديها بورصتان واحدة للبن وأخرى للسمسم، كما لدى كينيا بورصة للشاي وغيرها من الدول الإفريقية التي تميزت في هذا الجانب.
# محصول الصمغ العربي دار حوله حديث مكثف حول عدم استفادة السودان منه بالصورة المطلوبة ما تقويمك لذلك؟
على الرغم من أننا من أكبر المنتجين لمحصول الصمغ العربي لكن كما ذكرت لك آنفاً لازلنا نقوم بتصديره كخام للمصانع والشركات العالمية، إضافة إلى ذلك هناك أسباب كثيرة أسهمت في هذا التراجع من بينها هجرة العمالة إلى الذهب، التهريب، الحرائق، القطع الجائر، والهجرة من المدن إلى الريف، الآن سيطرت على الصمغ العربي شركة فرنسية عالمية وأصبح لديها مخزون ثلاث سنوات هذه الشركة تأخذ الصمغ لفرنسا وتقوم بإعادة إنتاجه وتعبئته وبيعه في الأسواق العالمية بأضعاف مضاعفة.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة