صخب الأنفس
تيسير عثمان ابنعوف
إن الأنفس التي يسودها صخب الأنا ، نجد أنه كلما اتسع الفراغ ارتفع الصدى، الغرف الفارغة الا من الصوت ، تُسمعك صدى عالي لصوتك في الوقت الذي ما إن تمتلئ تدريجيا حتى يفرغ الصدى مرتخيا إلى أن يأفل .
هكذا هو الإنسان الخاوي داخلياً لايستطيع أن يسمع سوى صداه، الذي يحدث ضجيجا في زاويته وكل ما عدا صوته يعتبر مبعثر لصداه فلايستطيع تقبله .
فلايقنع بما دون رأيه ومن وافقه واتبع نهجه وماعدا ذلك لايثمر .
تطغى ضوضاء المرء كلما كان مفرغاً مهما تزين من الخارج بإدعاء الإمتلاء إلا أن ارتفاع الأنا يخذله ، تماما كالطبول إنما ارتفاع صوتها نسبة لكونها جوفاء .
فالمجتمعات والأشخاص والأسر التي يغلب الفراغ العقلي والداخلي على فئاته ، تجدها قائمة على القيل والقال والكذب والنميمة والحسد ويصبح المظهر والشكل والمادة والمصالح هي أساس التواصل والود في علاقاتهم المجتمعية.
البحث عن النواقص وإكمالها بالمظهر .
في حين يمتلئ العقل والقلب خواء ليس له مقياس ولا أساس .
عقلك وقلبك إذا لم تملأه بمايثمر ويغني دواخلك لامتلأت سراباً حتى تفنى .
توت