الاربعاء, 11 مارس 2020 10:29 مساءً 0 506 0
خطى البشاير
خطى البشاير

من ذوي الأبصار عميانا

بشائر خليل فتحي خليل
ليس الكفيف الذي أمسى بلا بصر  إني أرى من ذوي الأبصار عميانا..
لقد خلقنا الله مختلفين شكلاً، نوعاً، خلقاً، طباعاً، متفاوتين في الخلق، فمنا من اكتملت حواسه وهناك من نقصت، من أصناف البشر ذاك الذي يفتقر إلى حاسة البصر، أو كما يسمون المكفوفين، كما نعلم  أن من كف الله بصره يفقد القدرة على الإبصار، كما أن فقدانه ليس مقتصراً على فئة معينة أو جنس أو عمر.
أخذ منه شيء لكن الله أعطاه أشياء، أخذ البصر وأهداه البصيرة والعزيمة والإصرار.
كم من إنسان يرى بعينيه ولكن بصيرته لا تجيد مشاهدة الحياة بشكل صحيح، أن تكون مؤثراً وناجحاً لابد أن ترى ببصيرتك قبل عينيك.
كم من كفيف سطر اسمه في التاريخ، شاعراً و أديباً، رساماً وعازفاً ورياضياً بارعاً، تحدوا الصعاب، وكلما تكابلت عليهم الحياة ازدادوا توهجاً وجمالاً وبهاء .
يعيشون بقناعة تامة أن فقدان أي شيء لا يعني عدم القدرة على مواصلة الحياة، يخلقون طرقاً ممتدة تشع من نور قلوبهم، يقفون متحدين كل العوائق، قادرون على تلمس طريقهم بأنفسهم، يملئهم الشغف ليصلوا لأقصى طموحاتهم ويعلنوا الفوز على عتمة العين بنور المحبة الذي يضيء من قلوبهم.
لهم منا كل الحب والسلام والتقدير، نسأل الله أن يرزقنا نعمة البصيرة المنيرة والهدي المستقيم.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق