الخميس, 02 ابرايل 2020 11:52 صباحًا 0 503 0
اللفة الاخيرة
اللفة الاخيرة

يسرية محمد الحسن

من مراجع تاريخية بتصرف من الكاتبة الشاعرة  والقيثارة وشجره الدر

كان  جنديا  التحق بجيش لويس التاسع  ملك فرنسا  لكن غرضه ماكان  لاجل خوض غمار  الحروب  وقطع الرقاب  بل لاثاره  حماسه  الجند  بما حباه الله  من ملكه شعرية  فذه !!...رقيقه هي أشعاره  والحانه عذبه  تنساب من قيثارته  حين مداعبه اصابعه لها !!... وما كان  ل ( جان  دي بوليو ) ان يلتحق  بالجيش الصليبي  الا وفاءا لنذر نذره  وقطعه علي نفسه  تحقيقا لرؤيه مناميه  افضت فيها اليه  امه الورعة  التقية  بتحقيق رغبه لها دنيويه  ولوالده الشجاع  الذي لقي حتفه في الحروب !!... كان ذلك الشاب النبيل  متلاحقة عليه مصائب الدنيا.  ففقد امه وابيه.  وبعدها فقد مجبوبته التي كاد بسببها ان يفقد عقله  وهو ما زال في معيه الصبا ...قرر حينها اعتزال الدنيا باسرها وان يقض بقيه عمرا راهبا في الدير بعيدا عن الناس !!... وجاءته امه ثانيه في منامه توبخه.  وتثنيه عن قراره هذا.  وفكرته المجنونه  طالبه منه ان يذهب للملك  ويطلب منه الحاقه مجددا  بالجيش  فهو يعد لحرب صليبيه جديده  وعند التحاقه يمكنه تحقيق أمنية والديه  في زيارة قبر السيد المسيح  في الأرض المقدسة  فهي امنيتي ووالدك اودعناها عنقك !!..فلا تلقي الرب الا وانت محققها ....نهض جان من فراشه  واسرع الي قصر الملك  طالبا السماح له بالالتحاق بالجيش مجددا ...فألحقه الملك لويس بجيشه  علي ان يطرب الجنود  بأشعاره والحانه  دون ان يخوض معهم  غمار المعارك  والسيف بيده !!... وفي العام  647 للهجره  والموافق  1249 للميلاد  حمل البحر من الغرب  الي الشرق جيوش  الحرب الصليبية  السابعة  بقياده الملك لويس  التاسع ...وبعد ان استولي  الفرنجه  علي قبرص  والسواحل السورية  اقلعت سفنهم الي دمياط  في ارض الكنانة  فوقعت في قبضتهم  في شهر صفر  من نفس العام   وكان الملك  نجم الدين  صالح  ايوب بعيدا  عن مصر في ذلكم الوقت   يحاصر مدينه حمص في سوريه  فأسرع العودة  عندما بلغه خبر  سقوط  دمياط ...لكنه توفي  في شهر شعبان  سنه 647 هجريه  قبل ان ينمكن من استرجاع   المدينة   وخشيت زوجته  شجره الدر  ان تدب الفوضي  في صفوف  الجنود  اذا ما بلغهم  خبر وفاه  الملك فكتمته عنهم  وبعثت في طلب ابنه ( تورا  نشاه ) من ارض الشام  وأشاعت بين الأمراء  ان الملك مريض  وانه  عهد في قياده جنده  الي الامير  فخر الدين  فاقسموا له يمين الطاعة   وكانت وقتئذ  شجره الدر  تصدر الأوامر ممهورة بتوقيع زوجها  الميت  يقلده تزويرا. عبدها ( سهيل ) البارع في التزوير !!... وبقيت الأحوال  سايره  علي هذا  المنوال  الي ان وصل  ( تورا. نشاه ) من الشام  فأذيع    خبر وفاه  الملك نجم الدين   وبايع الأمراء  ابنه الملك  المعظم (تورا نشاه ) ....في تلكم الاثناء  تمكن فريق من  الافرنج دخول  مدينه المنصورة ...لكن المصريين  وبعد ان اطمأنوا  علي دخولهم  جميعا  أغلقوا أبواب  المدينة عليهم  وقتلوا منهم اعدادا كبيره  ووقع في الاسر من وقع  وقتل الامير فخر الدين  في احدي المعارك  فجمع (تورا نشاه ) جموعه من جديد  واشتبك الجيشان   وكانت معركة ( فار سكور ) فدارت الدائره علي ملك فرنسا  وجيشه  وكانت العزيمه  تامه وشامله  فوقع الملك اسيرا  مع كل رجاله  وقاده جيوشه  وعرفت المعركة بمعركة المنصورة ...بعد تلك الاحداث التاريخية باربعه أسابيع  قتل الملك ( تورا نشاه ) والتف الشعب حول شجره الدر  زوجه ابيه  ونصبوها ملكه  علي مصر والشام  وحينها طلب ملك فرنسا  منها ان تفك اسره  مقابل فديه  بلغت. الف.  الف دينار  فقبلت شجره الدر  عرض ملك فرنسا لويس التاسع. واطلقت سراحه. علي ان تقله سفينة  من دمياط الي سواحل لبنان ...اما شجره الدر  فقد جلست علي العرش  واتخذت عز الدين ايبك  وزيرا لها ...وكان بطل قصتنا  الشاعر الصليبي (جان  دي بوليو) بين الاسري  الذين وقعوا  في ايدي المصريين  في معركة ( فار سكور ) الشهيرة  فساقوه الي القاهرة  مع غيره من اسري  الفرنجه  الذين لم يفتدوا أنفسهم بالمال  !!...واكتئب  جان اكتئابا شديدا  ورأي ان النذر  الذي من اجله التحق بالجيش  الصليبي  لا يستطيع الوفاء به  ما دام اسيرا  عند المصريين   فكيف الوصول الي الهدف  المنشود  وهو في الاسر ؟!!... كان جان قد سمع بشجره الدر  وكيف انها امرأة  بقوه الشكيمة والدهاء والمكر  الذي جعل  الرجال في تلك البلاد  يتوافقون  عليها  وينصبونها ملكه عليهم  موكلين لها كل الامور  فعزم جان علي مقابلتها  والإفضاء لها بسره  والاستئذان  منها بالسماح  له بالذهاب  الي الأرض المقدسة  لأداء فريضة الحج  وزيارة قبر السيد المسيح عليه السلام ............نبض قلبي.. بعض الأماني قد تلاشت وانطوت ...وبعض البراعم في أكمتها  انزوت !!...بعض العناد وقد توشح  بالظنون ...ماذا يكون ؟!!...بربك ماذا يكون !!.......غدا نواصل بمشيئة الله......

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق