الخميس, 02 ابرايل 2020 00:24 مساءً 0 745 0
الطيب صالح والإعيسر حوار تلفزيوني قديم ومهم ..!!!!
الطيب صالح والإعيسر حوار تلفزيوني قديم ومهم ..!!!!

ياسر محجوب

صفع كل المزايدين عليه ..كان منحازا للوطن فقط..!!!!!

          ( مدخل وتذكير)....
قبل عام تقريبا من وفاة مفخرة السودان، الروائي العالمي الطيب صالح، استطاع الإعلامي المثقف الاستاذ خالد الإعيسر أن يخطف مع الطيب صالح ،حوارا استثنائيا، وخبطة اعلامية يحسد عليها ود الاعيسر، لانها قلبت كل الموازين، التي ظل يزايد بها الكثيرون عن موضع ومكان رجل الطيب صالح من حكومة الإنقاذ وقتها، وتحديدا المعسكر الكاره للأنقاذ او الكيزان او الإسلاميين بتحفظ، والذين كفروا بعبارة مشهورة ومحفوظة ،وايقونة ثورة حقيقية ضد الإنقاذ وقتها ، وحينها كان عرابها المرحوم دكتور حسن الترابي هو الآمر الناهي...نعم عبارة كتبها الاديب الطيب صالح ،مازال صداها يتردد كلما احتاجت لها القوي السياسية الكارهة للإنقاذ ،نعم عبارة (من اين جاء هؤلاء القوم) .......تخيل ضخامة وعظم حمولة هذه العبارة ،قاصمة الظهر للإنقاذين، وكونها أتت من علم من اعلام السودان من خلاله عرف العالم من هو السودان، نعم وقعها على الإسلاميين كان صادما ومؤلما من شخصية يحبها كل السودان ،وياخذ بآرائها بشيء اقرب للتقديس........!!!!!
ولكن الحوار الذي بثه تلفزيون السودان حينها ، كان فيها مفاجأة صادمة وغير متوقعة على الإطلاق للمعسكر المناوئ، عندما دافع فيها عن البشير ،وهاجم المحكمة الجنائيةية بعنف لايعرف المهادنة ، وانتقد المغررين من معارضي الحكومة ،مهاجما لهم ، ومهاجما بضراوة امريكا نفسها معتبرا إياها الشيطان الاعظم ، والمجرم الاكبر في كل العالم،نعم فاجا الطيب صالح معارضي الإنقاذ من حيث لم يحتسبوا ،عندما دافع عن عبارته من اين جاء هؤلاء القوم....لم يجامل وهو يهاجم بدايات الإنقاذ وشعاراتها المتطرفة، التي كادت أن تؤدي بالسودان، وهاجم طريقة المرحوم دكتور حسن الترابي،التي في رايه اضرت بالسودان اكثر مما نفعته، نعم ...الطيب صالح جعل الـ (مع) و (ضد) في حيرة من امره كل فئة منهم كانت تريد ان تزايد به الآخر ،بإعتباره يسند خططهم وتوجهاتهم... للأسف الشديد أن الكثيرين فهموا خطأ وسطية الطيب صالح التي كانت منطلقاتها واضحة جدا وهي انه منحاز لخانة الوطن منتقدا اداء حكوماته سلبا وإيجابا ، اصلا الاديب الطيب صالح ،لم يعرف عنه يوما المداهنة والوصولية إلا وصولية من اجل الوطن، ولذلك حق لمحدودي الافق والحكمة والنظرة (الزرقا يمانية) أن يفتحوا عليه النار في كل الاتجاهات ،مستغليين السوشيال ميديا أسوأ استخدام...قادحين ومسيئين له بإعتباره باع القضية ، بينما الطيب صالح كان..
انام ملئ جفوني عن شواردها
ويسهر غيري جراها ويختصموا
(الخلاصة......كل هذا السرددددد ل..نكرررررر فيه ثوابتنا التي للأسف نحن ابعد منها بكثير ،وهذا مؤشر لكارثية الوضع الذي تعيشه الدولة السودانية حاليا ..بل منذ زمن ....نعم نريد أن نعلي شان الوطن علي الكره والغل والمرارات الضيقة بحيث يصير الوطن فوق الحزب ...نعم هذا ماعناه وقصده الاديب والروائي المفخرة السوداني الطيب صالح....
(انتهى المدخل)
والآن سأحاول وفي اكثر من مقال استعراض أجزاء من هذا الحوار المفيد والمهم للغاية لما يحويه من تربية وطنية مفقودة في كثير من ممارساتنا السياسية الإنتقامية...
( والآن إلى مضابط الحوار الذي نزل في صحيفة الأحداث بتاريخ.. الثلاثاء ٨/٢٦ عام ٢٠٠٨)...
خالد الأعيسر يسأل..من خلفياتك السياسية هل أنت سعيد بتعاطي الحكومة مع الملفات الملتهبة مثل جنوب السودان،وتنفيذ اتفاقية نيفاشا..هل انت سعيد من تعاطي الحكومة مع ملف قضية دارفور ؟
الطيب صالح يرد...
اولا انا ليست لدي اي خلفية سياسية ..السياسة بالنسبة لي هي من الأشياء العقلانية، التي يهتم بها الإنسان،مثلا هنالك كتب جميلة تناقش هذا الموضوع،أنا نوهت بها في بعض كتاباتي....لكن انا أراقب ولا اخفي عليك، انني لست سعيدا بأن السودان دائما لديه مشاكل،وبعض هذه المشاكل من صنعه،وبعضها من صنع الآخرين، لكن نحن من بدايات هذا العهد،كأننا نحب المشاكل،دائما ننتج المشاكل حتى نلفت النظر لأنفسنا...فيما مضي من عهد د.حسن الترابي كان يقول إنه خلى السودان معروف في العالم،.. والسودان بات معروفا نعم ولكن ليس بالذكر الحسن بل في الغالب صيته سيئا ، ونحن لاتحتاج لهذا النوع،من الشهرة...
السؤال الثاني ..الإعيسر يسأل...أثار اتهام المحكمة الجنائية جدلا واسعا واستغرابا لدى كثير من المتابعين والاعلاميين ...فما رايكم في هذا الاتهام للبشير ؟
الطيب صالح يرد..دهشت واغتظت ومثلي كثيرون لهذا القرار الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية لانني من قراءاتي ودراساتي لم اجد عدلا دوليا ، كل الذي يوجد مظاهر عدل دولي، إن كانت هناك محكمة تطبق العدل على الدول، القوي منها والضعيف،لكان ذلك جيدا ، لكن الواضح أن هذه المحكمة، تغاضت عن دول كثيرة،ارتكبت جرائم واضحة وضوح الشمس، منها مثلا أمريكا الدولة الكبرى، والتي تحاول ان تفرض عدلها على دولة مثل السودان، لا أدري لماذا اختاروه بالضبط..واقول لك من الأشياء التي استفدتها من قراءاتي في معهد الشؤون الدولية،ان ادرك بانه لايوجد عدل بين الدول، ومثلما قال الشاعر السوداني القديم ( القوي والضعيف ميزانو مابتساوى) ...وهناك حبر من احبار القانون الدولي اسمه(لورد برايلي) قال عبارة خلدت في ذاكرتي ( القانون الدولي ماهو إلا عباءة تكسو اوضاعا نشأت بالقوة) ، لا يوجد شئ تغير ، الكثيرون يعتقدون أن المحكمة الجنائية اصبحت اداة تنفذ رغبات الدول الكبرى.
الآن هي تستغل عن طريق الدولة ( السوبر بور) أمريكا مع انها ليست معترفة بهذه المحكمة، لكن لانها الدولة المهيمنة في العالم في هذا العصر ، فهي لها ارتباط بها، ومما يلفت الانتباه هو أن النبا بان هذه المحكمة اتهمت البشير جاء عن طريق امريكا ،وهي أول من نقلت الخبر، ولكن كل هذا سيخيب ،كما خابت الدول الكبرى طوال التاريخ ،لأنه صحيح مافي عدل إلى الآن ولكن يوجد شوق إليه ، ويوجد منطق للعدل ، وهذا السبب في أن هذا القرار أثار حفيظة الكثيرين ،ومثلهم أيد السودان ، ودعم البشير في العالم،لأنه واضح انه في ظلم حدث..أنا أرى أن السودان لايلقي بالا لهذا ويستمر وستنتهي الحكاية...
(ونواصل الأسبوع القادم بإذن الله)
(أيقووونة حب الوطن الخالد)...
في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوع الوطن العزيز
مرفعينين ضبلان وهازل شقوا بطن الأسد المنازل النبقى حزمة كفانا المهازل والنبقى درقة وطني العزيز.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق