الخميس, 22 نوفمبر 2018 01:40 مساءً 0 169 0
اللغز الأمريكي الجديد .. في علاقتها بالسودان والإرهاب!!
اللغز الأمريكي الجديد .. في علاقتها بالسودان والإرهاب!!

إعداد الفوال

 

أضافت الولايات المتحدة الأمريكية لغزاً جديداً في سر توتر علاقاتها بالسودان في شأن حجة دعم الإرهاب العالمي بأن صرحت المصادر الأمريكية ان رفع العقوبات عن السودان وإزالة إسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب قد يستغرق هذا الأمر أربعة أشهر أو أربع سنوات وهذه معلومة جديدة في ترمومتر العلاقة بين الدولتين فاإلي جانب الغموض الذي يلف أسباب دواعي هذه العقوبات أضافت أمريكا لغزاً جديداً للمدي الزمني الذي يمكن أن تستغرقه عملية رفع العقوبات .. وقد حددت بزمن قريب أمده أربعة أشهر أو اربع سنوات! على المدى الطويل.
{ حسابات الخواجات
{ هذا التحديد الزمني الأمريكي لا يمكن ان يكون تحديداً عشوائياً فالذي إعتدناه من السياسات الأمريكية أنها مرسومة على وتيرة تخطيطية وتسير دوماً نحو هدف إستراتيجي معلوم لديها .. (وأن لم تكشف عنه) فأمر الأربعة ِأشهر المحددة أو الأربع سنوات هي نتاج التخطيط المبرمج وليس نتيجة تخمين عشوائي فلابد من أخذ الأمور على هذه الشاكلة من الجدية.
{ إذن فما دام لازال علينا عصياً فهم دواعي العقوبات هذه طيلة عقدين من الزمان وأقل ما يمكن عمله في ظل الألغاز الأمريكية هذه أن تقوم برصد خيوط هذا اللغز من خلال تصريحات وأفعال الإدارة الأمريكية تجاه السودان على المسرح الدولي وفي مسيرة العلاقات الدبلوماسية الهشة التي تربط بين البلدين.
والسؤال الذي يحاول أن يقتص كنهه هذا اللغز الجديد لماذا أربعة أشهر؟! ولماذا تمتد الي أربع سنوات؟! حتى تفك القيود الدولية للحصار الأمريكي والعقوبات الجائرة والملفت أن هذه أول مرة تحدد فيها أمريكا مدي زمني للعقوبات التي طالت وإستطالت بلا ضوء في النفق المظلم .. رغم سعي السودان بكل الطرق أن يخرج من هذا الشرك الأمريكي القابض على مفاصل التواصل الإقتصادي والمالي مع العالم من حولنا..
{ والسؤال الملح لفك لغز هذه الألغام الأمريكية يأتي في الإجابة على مظهر اللغز الزمني المحدد بأربعة أشهر كمدي قريب وأربع سنوات مدي طويل ؟!
ما الذي سيحدث خلال الأربعة أشهر هذه؟! ان مضت الأربعة أشهر دون محو إسم السودان من قائمة الداعمين للإرهاب فهل هذا سيتحقق خلال أربع سنوات قادمة..؟! أسئلة لابد أن نطرحها بروية وحذر وليس أمامنا في ظل التكتم الذي تفرضه أمريكا على أسبابها الحقيقية التي دعتها إلي فرض العقوبات قبل عقدين من الزمان ليس أمامنا غير الفرضيات التي ربما تقودنا إلي الإجابة على سؤال الأربعة أشهر لماذا؟! وكيل بعير الأمريكان يأتي بالسنوات إذا لم يتحقق الهدف ويصل الي أربع سنوات بالكمال؟!
{ المغارة الأمريكية
قبل الدخول إلي المغارة الأمريكية وحقل الألغاز الذي يحف بالقضية دعونا نلقي نظرة على هذه المواعيد التي حددوها على حسب رؤيتهم وبرنامجهم وإستراتيجيتهم وعلى ضوئها حددوا هذه المواعيد اللغز.
{ أولاً : علينا إدراك حقيقة أن العقوبات ليس هي خاصة بعهد ترامب الرئيس الأمريكي إنما هي سابقة له فهي إذن (قرار الدولة الأمريكية) وهذا يعني أن القرار إستراتيجي بالنسبة لأمريكا .. فهل يعني هذا تغيير الإستراتيجية الأمريكية خلال هذه الشهور الأربعة او السنوات الأربع القادمة؟ إذا لم ترفع العقوبات خلال الأربعة أشهر هذه المحددة؟!
{ وهذا يقودنا إلي النظر والتفكر والدراسة الإستباقية إلي جانب الفرضيات على ضوء قراءة الواقع السياسي الحاضر فهل أمريكا تتوقع (حدثاً ما) خلال هذه الأشهر الأربعة يجعلها تغير مسار إستراتيجيتها تجاه السودان أم أنها وصلت إلي نقطة التحول الإستراتيجي وفق ما خططت له حينما فرضت هذا الحصار؟ لا يمكن الوصول إلي نتائج يقينية في هذا الجانب ورغم ذلك لا غني لنا عن البحث عن الفرضيات والإحتمالات التي يهمنا منها إستخلاص مفاتيح هذه الألغاز الأمريكية المتوالية التي يصعب الوصول إلي إستنتاجات منطقية لها تكشف الحقيقة الغائبة في هذا الملف السوداني الأمريكي!!
{ والدخول إلى سراديب المغارة الأمريكية لمعرفة خفاياها تجاه السودان لها عدة أبواب ومسارب .. والطريق في ردهات هذه المسارب طويلاً إنقضت منه عقدين من الزمان ولا ضوء في نهاية النفق المعتم!!
{ واللغز الأهم في هذه الفزورة ماذا سيحدث خلال هذه الأربعة أشهر وعلينا هنا رصد الرمال المتحركة في السياسة السودانية والأمريكية في كلا الجانبين ففي الساحة السودانية رهان الأربعة أشهر القادمة هي الخروج بسلام من الأزمة الإقتصادية الخانقة وفك الطوق عن عنق الاقتصاد لكي ينطلق في مساره التقليدي الصحيح .. وهذا ما تعمل له حكومة معتز ويبشر به البشير في الفترة الأخيرة .
{ في الجانب الأمريكي لا يخفي ان أمريكا مواجهة بصعوبات مع الحلفاء الأوروبيين في المجال الإقتصادي وأخر خطواتها الملموسة هي محاولة إغلاق السوق الإيرانية في وجه أوروبا بما تفرضه من عقوبات على كل من يحاول التعاون إقتصادياً مع إيران إلي جانب أنه يواجه ضغطاً من الكونغرس الأمريكي يهدد صفقات السلاح التي أبرمها مما يهدد بفقد ملياراتها من الدولارات في غمضة عين تلك هي أهم القضايا المطروحة على المسرح السياسي العالمي بالنسبة للدولتين وهذا الأمر يتطلب مهلة أقلها أربعة شهور حتى يستبان الأمر في كلا الجانبين .. وعليه يمكن القول أن مهلة الأربعة أشهر التي حددتها أمريكا لرفع الحصار الإقتصادي عن السودان ورفع العقوبات لم تأت خلال هذه الأشهر الأربعة على ضوء القراءة السابقة لما هو مطروح في ساحة برنامج الدولتين خلال الأشهر الأربعة القادمة.
{ وعليه علينا الإنتظار للمهلة الثانية وهي أربع سنوات كاملة الدسم .. ماذا سيحدث وكيف .. وأين ؟! هذا ما ستكشف عنه مؤشرات السياسة خلال أربعة أشهر قادمة !! وساقيتنا لسع مدورة.؟!!

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق