الثلاثاء, 14 ابرايل 2020 01:20 مساءً 0 621 0
البصمة
البصمة
البصمة
البصمة

دولة بلا جهاز استخبارات ومخابرات ... جسدٌ بلا روح

علاء الدين محمد عثمان

جعلت السينما العالمية من عالم الاستخبارات بقصد الإثارة لغزاً محيراً وخلقت منها عالماً أسطورياً، ولعل أشهرها أفلام جميس بوند التي حاولت السينما استيحائها من جهاز الاستخبارات البريطاني «MI6» وخلقوا من جيمس بوند ذلكم البطل الأسطوري الجاهز دائماً لكل مفاجآت القدرات الخارقة على التعامل مع كل الاحتمالات والمواقف مهما تعقدت «a man of all expectations»  وتجئ معها وكالة الاستخبارات الأمريكي، «سي أي أيه»، والروسية «كي جي بي» والاسرائيلية «موساد» وغير ذلك كثير، جعل من عالم المخابرات دائرة مغلقة عصية على الفهم والاستيعاب، مليئاً بالغموض والشر والخوارق، ثم جاءت الأنظمة الشمولية في منطقتنا، وصار الإنطباع العام أن الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن أنما هما لرصد حركة المواطن والتجسس عليه لحماية أنظمة الحكم بينما المهام الأساسية المناطة بتلك الأجهزة من حماية أمن البلد وتأمين حدوده مفتوحة ومخترقة يبرطع فيها العدو دون وازع أو رادع.
وهذا بالتأكيد تصور خاطئ فالسينما العالمية خلقت من عالم الجاسوسية هذا الفضاء الواسع من أجل الإثارة، والكل يعلم أن صناعة السينما إنما هي «بزنيس» لا يمت إلى الواقع بصلة، فالاستخبارات علم وتخصص يحتاج قدرات استثنائية، من ذهن متقد وبصيرة ثاقبة وفوق ذاك ولاء للوطن يرتقي إلى درجة العقيدة، فهو يطلع على أعقد الملفات ويضطلع بأشق المهام، ويحمل روحه دائماً على كفه وجاهز للتضحية، معرضاً نفسه للأخطار والمجازفة، وفي كثير الأحيان تُؤدى هذه المهام المستحيلة في صمت ودون إعلام، ينال من خلاله على الأقل التقدير الشعبي. وفي بلادنا من الأبطال الأذكياء والشجعان ما يتفوق على كل ما انتجته السينما من أفلام والتلفزيون من مسلسلات.  
 لذلك ننصح المجلس السيادي والجهاز التنفيذي وكذلك العدلي قبل ان يتخذوا أي قرار مصيري يجب أن يستشيروا هيئة الاستخبارات العسكرية وكذلك جهاز المخابرات العامة، ليس من باب الاستئذان وانما من باب المشورة ولأجل الحصول علي المعلومة التي تمكن من اتخاذ القرار السليم، ودون شك اي قرار يتم اتخاذه دون الرجوع لهذه المؤسسات قد تكون له نتائج سالبة، والذين يشككون في وطنية وقومية هذه الاجهزة من المؤكد لديهم العديد من الاجندات الخفية المراد تمريرها.

هيئة الاستخبارات العسكرية تتبع نوعياً لقبيلة الكاكي الاخضر وانتماؤها للوطن استراتيجي وعملها قومي، ولا وجود للون سياسي إلا لون الوطن بفسيفساء التنوع فيه، ويقيناً هذا هو نهجها ونهج كافة إدارات وهيئات القوات المسلحة السودانية منذ النشأة في العام 1925 وحتى الآن، ورغم كافة المتغيرات التي شهدتها البلاد إلاّ أن القوات المسلحة لم تتغير وظلت تعمل بصورة قومية للحفاظ علي أمن وإستقرار الوطن، والقوات المسلحة بلا ريب هي صمام الأمان الوحيد للسودان وشعبه، دلائل كثيرة تؤكد حديثنا هذا ولكننا نستشهد فقط بانحيازالجيش لثورة أبريل 1985 ومن قبلها أكتوبر 1964 وأخيراً ديسمبر من العام 2019 عندما خرج الشيب والشباب والاطفال من الرجال والنساء رافضين للتدهور الاقتصادي والسياسي ونهج حكومة الانقاذ، فلولا هذا الانحياز لما استطاع الثوار الوصول لمحيط القيادة ولما سقطت حكومة الانقاذ التي كانت تسيطر علي كافة مفاصل الدولة.
هيئة الاستخبارات العسكرية كما ذكرنا هي إحدى فروع شجرة القوات المسلحة، تعمل بفريق عمل متخصص ذو خبرة وكفاءة عالية، نال منسوبو الاستخبارات العديد من الدورات والمحاضرات لأجل القيام بالواجب المناط منهم، صميم عمل هذه الهيئة هو المعلومات، رصدها وتحليلها ومن ثم تمليكها للجهات المختصة او المعنية، هذا الامر معمول به في كافة دول العالم ويعتبر السر في النجاح السياسي والاقتصادي لهذه الدول، وهيئة الاستخبارات العسكرية السودانية ليس كما يشاع عنها، جهاز عسكري يعمل علي متابعة ورصد ضباط وافراد القوات المسلحة، هذا الفهم النمطي الغريب الذي يدل على السذاجة وعدم المعرفة بطبائع الأشياء، ولكن لهذه الهيئة مهام كثيرة تقوم بها اداراتها المختلفة، تحتاج لفريق عمل متكامل ومؤهل للرصد والمتابعة، والكتابة عنها ليس بالشيء اليسير وربما يحتاج  المرء للاستعانة بغوغل.
 يا سادتي في السيادة والنيابة والجهاز التنفيذي، يقيناً تعلمون إن السودان محاط بثماني دول، من حيث الحدود السياسية والمياه الدولية، ولكن هذا العدد قد يتضاعف إذا أخذنا في الاعتبار اتساع هذه الحدود، عشرات الآلاف من الأميال، ثم هشاشة الأنظمة في بعض الدول المجاورة مما يجعلها مفتوحة لما وراءها، ثم الإطلالة على البحر الأحمر تجعلنا وجهاً لوجه مع إسرائيل، وجعلنا جزءاً من حرب اليمن وتوتر الصومال، والصراع على الجزر بين ضفتي البحر، جزيرة حِنيش نموذجاً، ولو أخذنا حادثة المدمرة كول وما تبعها من تداعيات نجد أننا غارقين في هذه الصراعات حتى أذنينا، ولا سبيل إلى نجاة وسلامة الوطن إلا في أجهزة استخبارات قوية ومدربة وموثوق فيها.(لنا عودة)
كسرة:-
النهج الذي تتبعه المنطقة العسكرية المركزية يعتبر نهج حضاري وريادي واعد، وقعت عيناي علي ملصق بعدد من سيارات الاطباء، (كوادرنا الطبية جيش الوطن الابيض وخط الدفاع الاول،،، قواتكم المسلحة تثمن دوركم وتقف خلفكم لتحمي ظهركم،،،، معاً لقهر هذا الوباء،،، كلنا معكم امتثالاً لامركم،،، قيادة المنطقة العسكرية) واضح إن قيادة المنطقة العسكرية تفكر خارج الصندوق وتستشعر دور الاطباء، اللواء عادل الجمري والعقيد عبد الرحيم اسهم منتقاه بعناية،،، لفت انتباهي اكثر من مره الاداء المميز لارتكاز المركزي الطبي الحديث، انضباط وحسن معاملة والخ، لم يكن امامي خيار غير الذهاب للارتكاز واخذ قليل من الونسة معهم فصارت بيني وبينهم علاقة مميزة، المقدم ركن ابوبكر محمد حسب الدباجة يتبع للمهام الخاصة، والرائد ايوب والنقيب عبد الله نموذج رائع ونجمة لامعة ولم اتعرف علي البقية واعتقد احدهم ضابط في قمة التهذيب والرقي يتبع لقوات الدعم السريع،احد افراد هذا الارتكاز هو أُبي مبارك، لفت انتباهي كثيراً، عندما تأتي للارتكاز تجده مرتكزاً وعندما تذهب للمنطقة العسكرية المركزية تجده يعمل في الاعمال الادارية المكتبية وعندما تتجول نهاراً بشوارع الخرطوم تجده متجولاً بالدراجة البخارية، نخصص لهولا النفر المساحة القادمة، يستحقون إن نشيد بدورهم الوطني.
 (0900909299)

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق