السبت, 09 مايو 2020 04:00 مساءً 0 361 0
هندسة الفوضى
هندسة الفوضى


صديق الشم


(بَل) الأوقاف أرضْ جَو

صناعة الأوقاف واهميتها ،تَتعدى جَدل (الزيتونة) الى إقامة صناعة بكل مقوماتها الاستثمارية والتشريعية ،وتطوير صِيغ الوقف ،وبناء قاعدة معلومات عن الأوقاف ، وحَصْره ليس في الخرطوم فقط ،بل في جميع ولايات السودان،هذا ماتقوم به وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف ، باعتبار  أموال الأوقاف في السودان قد تنافس وزارة المالية لو أُحْسِنت ادارتها،من هنا تنبع أهمية الأوقاف مما جعل بعض الدول تَربطها  مباشرة برئيس مجلس الوزراء  كالسعودية، تعزيزاً لدورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
قُدِر لي ان التَقي قبل سنوات بعَراب التجربة النيوزيلاندية الاستاذ حسين بن يونس امين عام الأوقاف النيوزيلاندية ،على هامش اجتماع مع لجنة الأوقاف بفندق زمزم بالقرب من الحرم النبوي الشريف،وتعتبر التجربة من التجارب الثرية التي خرجت من صندوق الاستثمار التقليدي في الاوقاف، الى آفاق صناعة الاوقاف الحديثة،التي استفادت منها السعودية وماليزيا ودبي،
حدثني حينها  عن (ضرورة استثمار مشروع الأضاحي في الدول الإسلامية، لاسيما في ظل الهدر الكبير الذي تتعرض له تلك الأضاحي، وعدم الاستفادة من مخرجاتها في الصناعات، التي ستدر دخلاً بمئات الملايين، وان المبلغ المهدر سنوياً في مشروع الأضاحي في دول أوروبا يقدر ب (٥)مليون ضحية سنوياً ،وتُقَدر قيمة اصوافها فقط ب(٥٠) مليون دولار ،لاسيما أن قيمة الفراء المصنعة من جلود الأغنام في أوروبا أغلى من قيمة الأضحية بأكملها، منوها بإمكانية الاستفادة من الصكوك الوقفية الإسلامية.
وأفاد بن يونس أن ماليزيا سمحت بإصدار صكوك إسلامية في الأوقاف لتنمية الوقف، في حين تأتي تلك التطورات متوافقة مع قرارات مجمع الفقه الإسلامي الدولي، لاسيما في ظل صدور قرارات ،تسمح بالحصول على صكوك للأوقاف، وتحدث عن صندوق الوقف الذكي، الذي يعد مؤسسة وقفية لها هيئة شرعية تكون بصفة عالمية منظمة غير حكومية، ومتخصصة في الأوقاف والقرض الحسن، وله صلاحية إصدار الصكوك الوقفية، مبينًا أن الصندوق الوقفي الذكي يتكون من هيئتين، الأولى الشركة ذات الغرض الخاص، والثانية، وقف النقود الدائم، مقدمًا شرحاً عن إدارة المزارع الوقفية، ومزارع حليب الأغنام، واصفاً إياها بالأكثر ربحاً في الأوقاف بالعالم، لاسيما أن هناك تجارب ما زالت قائمة وموجودة. وأثْمرت هذه التجربة عن شراكة بين نيو زيلندا ودبي في العمل الوقفي.
وكان مقدراً ان تشارك وتعد  وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف وفق ما صرح لي به الاستاذ نصر ﺍﻟﺪﻳﻦ مفرح ، عندما التقيته في المدينة المنورة،وفي اجندته العديد من المؤتمرات المتخصصة في الحج والأوقاف من ضمنها مؤتمر للأوقاف (أوقفته ) الجائحة، وكان الوزير ومسؤولي الاوقاف تفقدوا الاوقاف السودانية وما اصابها،واطمئنوا على الترتيبات الازمة لرد الامور الى نصابها العادل .
يبقى هنا أهمية الاستفادة من تجارب الآخرين، وسودنة تجربة خاصة بالسودان،مرتبطة بمَواردنا ،وكيفية الاستفادة من الأضاحي ، ومخرجاتها خاصة الجلود ،ونحن قد بدأنا في تصدير اللحوم الحمراء بالفعل اليوم (السبت)من مسلخ الكدرو الى المملكة العربية السعودية.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق