الجمعة, 15 مايو 2020 05:31 مساءً 0 502 0
ارتريا قاب قوسين او ادني من العالم .. دولة خالية من جائحة كورونا.. قصة شعب ارادة، وعي ،انضباط، نصر
ارتريا قاب قوسين او ادني من العالم ..  دولة خالية من جائحة كورونا..  قصة شعب ارادة، وعي ،انضباط، نصر
بقلم: ابراهيم ادريس ابهوي/................ ....…..….….….….….…........ *شذرات من وحي الحجر المنزلي ، ظل الشعب الاريتري قوي الارادة ، متسلحاً بالوعي وسريع الانضباط ، وبارع في تنفيذ ما يصبو اليه مدفوعاً بقيمه الاجتماعية النبيلة المعروفة عنه المتوارثة عبر الأجيال ، تلك ميزات اكدتها الشهور الماضية عندما داهمت العالم جائحة كورونا حيث برهنت ارادة الشعب الاريتري بالداخل والمهجر في تنسيق محكم بين كل المؤسسات الوطنية وتشكيلاته الشعبية في كبح جماح انتشار وباء كورونا في وطننا العزيز. ظل الشعب الارتري وعبر تأريخه الطويل الممتد وامام كل معركة يخوضها إن كان ذلك بفعل الإنسان او الطبيعة بأنه كان علي موعد مع الانتصار المؤزر. ليس لقدراته الاقتصادية وقواه العسكرية ولقواه البشرية الهائلة، بل إرادته التي لن تلين ووعيه الوطني المتقدم امام اي عاصفة تستهدف وجوده وهاهو وكعهده يتغلب علي هذه الجائحة التي اقامت الدنيا ولم تقعدها، بفضل صبره وقيمه النبيلة حيث اصبحت دولة ارتريا قاب قوسين او ادني( the around Just corner) من العالم حولها من هذه الجائحة اللعينة هكذا شعبنا يصنع المعجزات مرة اخري ، فتحية اعزاز وتقدير لمقام جيشنا الأبيض الذي سطر هذه الملحمة الوطنية . فمنذ نشأة الكيان الارتري بشكله الحالي مع مجيئ الطليان وحتي الاستقلال ووصولا الي اطماع دولة الوياني التوسعية ، مر الشعب الارتري بعدة نكبات استهدفت هويته، تطلعاته في الاستقلال ،حريته، سيادته الوطنية، ففي الأربعينات والخمسينيات واجه اقصي انواع الإستبداد والتنكيل والاتهاض بحثا عن هويته المغتصبة ، لكنه خرج صلب الارادة قوي العزيمة والاصرار علي مواصلة مشواره الطويل نحو حلمه الكبير في وجود دولة ارترية مستقلة يعبر فيها عن ذاته . ولبلوغ ذلك الهدف سلك من فترة الإستعمار الايطالي التي شهدت اسوأ صنوف وأصعب دروب المؤامرات واساليب الفصل والتمييز العنصري التي كان يتبعها لكنه جابهها بكل ادوات النضال المتاحة حينها ومن ثم واصل نضاله في عهد المستعمر البريطاني تنكيلاً بسنواته العشرة والتي اتسمت ايضا وفتنة حتي سقوط تعهدات الانجليزي في نيل شعبنا استقلاله ليصبح شعبنا امام مؤامرة الالتحاق بالامبراطورية الإثيوبية ، لكنه ناضل وجاهد رغم المكائد والظلم البين من قوي الإستعمار الجديد وكانت اشد قسوة مارس فيها المستعمر الأثيوبي كل صنوف التهديد والتصفيات ولكن الامال بكيان ارتري لم تثني شعبنا من النضال بكل تعرجاته. من ان يجد طريقه نحو ايجاد مستقل قائم بذاته ومن اجل تحقيق ذلك تكبد كل تلك المرارات وسلك كل الدروب السياسية والقانونية حتي تغول دولة الإمبراطور الكاذب عبر مسرحية المندوب الأممي انسو ماتينسو والحكم الفدرالي مع اثيوبيا التي لم تكن نواياها صادقة من اول يوم في تنفيذ قرار الأمم المتحدة وصولا الي إلتفافها بدعم وتواطوء من الدول الكبري ، وهنا تحية إجلال وتقدير لجيل الزعماء الوطنيين في مواجهة القرارات الأممية المتأمرة : الشيخ ابراهيم سلطان علي والزعيم ولدآب ولدي ماريام وصحابهم الميامين . لم يستكين ولم يهدأ بال شعبنا بل أجبر علي خيار القوة، ليبحث عن كيانه المفقود عبر فوهة البندقية مدفوعا برغبة جماهيرية عارمة فإتجه نحو إعلان الكفاح المسلح بقيادة الشهيد ً البطل حامد ادريس عواتي ، وتلك قصة من اروع قصص الثورات في العالم من حيث الوعي والتنظيم وخواتيم النصر المؤزر في مايو 1991م . وحين جاءت اطماع الوياني التوسعية وشنها الحرب علي الشعب الاريتري تلك ايضا وبكل تحدياتها العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية كانت ملحمة تأريخية حين انتصر الشعب الارتري في ميدان القتال عبر افشال ثالث حملة عسكرية حتي جنح للسلم فانتصر عليهم بقوة القانون وان تعنت وتلكأ الويان في تنفيذه بمختلف الحجج الواهية ولو الي حين ، وها هي تدفع الثمن غاليا حيث نشاهد اليوم وقد سقطت سقوطا مدوياً الأمرين احالاهما مر.. اليوم يعيد التأريخ نفسه كما الامس ، عندما داهمنا هذا الوباء واصبح العالم كله امام تحدي كبير يستهدف البشرية كلها هاهي تعيش الشعوب بمختلف ثقافاتها وتأريخها ومستوياتها الإقتصادية سواء كانت دول صناعية في العالم أو تلك الدول النامية علي حد سواء تعيش في حالة هلع بسبب جائحة كورونا وبفعل الدمار الذي الحقته هذه الجائحة من الأضرار علي مستوي الإبادة البشرية دون تمييز علي اساس اللون او العرق بل كشرت انيابها علي تلك الإمبراطوريات التي ظلت تقود العالم وكذا دول اسيا من الشرق الاقصى حتي الخليج بكل ثرواتها اصبحت امام مواجهة صعبة مع هذا العدو الذي لا يهاب من الترسانة النووية والصواريخ العابرة للقارات واساطيل الطائرات والبوارج الحربية ،عدوا سقطت معه كل انواع وقواعد الحرب التقليدية والعصرية حتي احدث العلوم والاختراعات الطبية نجدها عاجزة عن ايجاد لقاح لهذا ولو الي حين . يقف العالم اليوم حائراً امام هذه الجائحة التي انتشرت في كل دول شر الوباء مثل انتشار النار في الهشيم مخلفاً العالم ما عدا اثين او ثلاث دول حيث كشفت تقارير يومية بمئات الآلالف من الموتى ودمار اقتصادي متصاعد وانهيار معنوي لكل دول وقادة وشعوب العالم واعداد البطالة المتصاعد في كل الدول وديون ترتفع علي الدول علي وقع ارتفاع اعداد الوفيات والإصابات وتطاول الايام والشهور علي ظهور الجائحة وحالة الإغلاق والركود الاقتصادي ، وفي كل يوما يمر يتكبد العالم وخاصة تلك الدول المتقدمة خسائر تقدر بباليين الدولارات . في ظل الحجر المنزلي الذي اصبح الخيار الوحيد وعندما يجلس الانسان وحيدا تتبادر الي اذهانه عدة تساؤلات وتتزاحم عليه هالة من المخاوف والمخاطر من هذا الوباء بل وبعد اختفائه وما سيخلفه من حمل ثقيل علي كل الصعد الإقتصادية والسياسية والثقافية والخ....... مع تمنياتنا ان يزول هذا الوباء عن كاهل البشرية جمعا . ونحن علي اعتاب ايام قلائل تفصلنا من الإحتفال بالعيد الوطني التاسع والعشرون لدولة ارتريا المجيد ، الذي يصادف هذا العام في ظل جائحة كورونا ازف التهاني والتبريكات لشعبنا بالداخل والمهجر وكل عام ووطننا العزيز بالف خير. وخليك بالبيت
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق