الخميس, 09 يوليو 2020 08:40 مساءً 0 456 0
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من خارج بيت الحبس... منظومة الصناعات الدفاعية من سرق الجوكر؟
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من خارج بيت الحبس...  منظومة الصناعات الدفاعية من سرق الجوكر؟
عاصم البلال الطيب يكتب: نتف وخواطر من خارج بيت الحبس...  منظومة الصناعات الدفاعية من سرق الجوكر؟

العميد الركن المعتصم يكشف وقائع السرقة


المبانى الغامضة
ماذا يا ترى اولئك الإنقاذيين كانوا يخبئون  خلف تلك الجدران  إسورة المباني المتراصة قبالة شارع القنطرة المؤدى لحى الحاج يوسف؟ مبانٍ مثيرة للدهشة والإعجاب منذ لدن بعيد. حكاوٍ وأقاصيص الرواة فى إحاكتها يتفنون بماكيناتهم تلك المنصوبة في المجالس ،فيتقنون، يكاد السامع يوقن بدخولهم هناك بتحية من حراس الابواب رتبا اكتافها مرصعة بالدبابير وموشحة بالأنواط،أستاذنا الفخيم كمال حامد ممن اكسب البي بي سى النسخة السودانية برئاسة مكتبها بالخرطوم فى مطالع تسعين القرن الماضى صيتا وإثارة قيما مضافة والإنقاذ في أشد بطشتها و أوج صولتها وجولتها وكمال حامد بتقاريره ومختلف أنشطته الإذاعية عبر البي بي سى الأسد الهصور الذي يتحرر من  صفدية الشمولية الإنقاذية المتفكفك من أغلالها المرسى أولى لبنات التغيير والمبتدر خطاوى السير قبالة الحرية، لا أحد يذكره الآن وصراعه الإعلامي الإذاعى،كثر مثله صارعوا شمولية الإنقاذ في عزها رصيدا لا بد من الإقرار بتهيئته المسرح رويدا رويدا لنجاح ثورة ديسمبر وبعض رموزها ممن برزوا فى المشهد محميين بجمعته من أشد المتنكرين لأدوار باكرة خفية لغيرهم يعلمونها ويسفهونها أو أصلا يجهلونها إما لصغر السن أو لعدم مطالعة وريقات ما فاتهم من تاريخهم المعاصر أو لشئ فى النفوس سبب إقعادنا كما ذاك القاعود الداري، فلما ضرب امريكان كلينتون مصنع الشفاء بالمنطقة الصناعية بحرى، كان مراسل إذاعة البي بي سي الأستاذ كمال حامد من اوائل المتفاعلين إعلاميا مع الضربة الخاطفة بتقرير إخبارى مثير، البي بي سى كانت في اوج حالات الإستماع َما تسبب في مصاعب لأستاذنا كمال بلغت في بعض تفانينها إحاكة المؤمرات وإلصاق الإتهامات السخيفة من أجهزة واقبية الإنقاذ التي لم يحن بعد ميقات تقييم تجربتها مهنيا والثورة الرافضة العارمة لا تقبل جنس إشارة دعك من إنارة، فى تقريره العاجل للبي بي سى عن ضربة امريكا لمصنع الشفاء، أشار استاذنا كمال فى تقريره وبجسارة يحسد عليها حينها،، إلي أن الضربة إستهدفت منشأة دوائية موقعها غير بعيد عن مقر التصنيع الحربى، تبدو الخبرة متجلية في الإشارة لقرب الموقع الحربى من المنشأة الدوائية المستهدفة امريكيا بحسبانه ما كان مستهدفا وليس مجرد مصنع دواء،اذ ظننا بعد هذا التقرير ان مقر التصنيع الحربى هو المستهدف لولا الإتهامات اللاحقة لمصنع الشفاء بدعم الإرهاب وتلك يا أجيال حدوثة سودانية أخرى.

سرقة الجوكر
أستاذنا كمال حامد الله يطراه بالخير، دفع ثمن تجاسره بالإشارة لمقر التصنيع الحربى وليته علي كتابة مذكراته عاكفا،ومن يومها يزداد المبني غموضا متناميا من غموض الإنقاذ، فما مررت بهذا المقر إلا واسرعت المرور وكففت عن الحديث تلفونيا او مع مرافقين بظنية أن المراقبة حاضرة، اختلس النظر للداخلين والخارجين مرتابا،وقلما كنت أشهد حركة دخول وخروج متصورا ترسانة واسلحة فتاكة تغص بها الساحات والبراحات داخل المبنى الغامض الرهيب، بعض معارفي ممن يعملون بالتصنيع الحربي كنت احسبهم  أدعياء لعاديتهم مقابل إستثنائية المبنى لكن المؤمن صديق، ظل هذا فهمى وتصوري لمقر ما كنت اعرفه بالتصنيع الحربى حتى الامس الخميس تاريخ اول دخول شخصى وصحفى لهذا المبنى فاذ به غير ما تصورت، ومن داخله عرفت من سرق الجوكر . العميد الركن المعتصم عبدالله الحاج هو كاشف سارق الجوكر، فطبقا لما عنى بحدوثته:،  بينما جنود من القوات المسلحة في زمن ما مرابطين فى موقع قتال يروحون عن انفسهم ساعة بلعب الكوتشينة، كان رقيبهم ممسك دفة الربط والضبط يغط فى نومة عميقة استيقظ منها على صوت جنوده يصرخون :الحرامى الحرامى، ولما كان الرقيب زول جيش حسم وحزم، لم يسمع بالجوكر من قبل وليس من عمار بينه والكوتشينة وكل همه منصب ليكون سلاحه وموقعه نظيفا مؤمنا، وزهده هذا ليس رفضا للرواح عن الانفس لكن حرصا على الحفاظ على شخصيته امام جنده، فلو خالطهم اللعب لذابت الحواجز واستعصى عليه فرض الأوامر. سأل الرقيب جنده من سرق الجوكر الذى به يصرخون فدلوه على زميل بينهم، لايدرى الرقيب ما ومن الجوكر ولا يعلم ان سرقته جزء من اللعبة وحرفنتها، فجر بحسم جنديه السارق للملازم فى مكتبه فى الفلاء تحت ظل شجرة، فسأل الملازم رقيبه عن جرم الجندى، سرق الجوكر سعادتك، ضحك الملازم ملء شدقيه لكنه سرعان ما تمالك نفسه وانتبه لأهمية إجراء يحفظ به ما وجه الرقيب ولا يجعله إضحوكة امام جنوده وهو سيد الرصة وضبطها، فاهتدى الملازم لحل طريف وينم عن فهم عميق، فانتهر الجندى ووبخه على سرقة الجوكر امام زملائه بحسبان من يسرق الجوكر يسرق غدا بندقية، فاصدر حكمه جزاء لسارق الجوكر بالوقوف شمسا لساعات كل يوم فى الشمس الحارقة فضلا عن حرمانه من لعب الكوتشينة لشهر، وتم تنفيذ العقوبة برضاء الأطراف بروح الجندية التى يديرها قادة على فهم ودراية كالملازم الذى قضى بحكمة فى قضية سرقة الجوكر.

المنظومة الدفاعية
والعميد الركن المعتصم عبدالله الحاج  نائب المدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية المسمى الأشيك البديل للتصنيع الحربى الموحى فقط بانتاج الأسلحة والذخيرة بينما الواقع مغاير تماما، المنتوجات منظومة من الصناعات الدفاعية السلاح ولوازمه طرفا وبعضا ولو أصيلا،العميد المعتصم حدثنا بمقر المنظومة بقصة سرقة الجوكر فى إحتفائية صباحية الخميس  مرجعية لإنجاح الشراكة العسكرية المدنية للعبور بالبلاد من مرحلتها الإنتقالية لرحاب دولة التدوال السلمي المستدام للسلطة،فى اول لقاء مع الرئيس البرهان، حدثنا ثلة من الصحفيين عن الإمكانات المهولة العسكرية لخدمة الدولة المدنية دون ان تبغي عليها وتغمرها، ولعله اشار لتحسس مدنى من هنا وهناك من الإستعانة بقدرات العسكريين، ربما تبدلت الوضعية الآن وزالت أو خفت حدة تلك الحساسية، وفى إحتفائية منظومة الصناعات الدفاعية ضربة البداية الحقيقية لمنظومة عسكرية مدنية قائمة على الندية فى العطاء و تبادلية للمصالح والمنافع، العميد الركن المعتصم أحد اركان منظومة الدفاعات الصناعية ساق قصة سرقة الجوكر بذكاء فى إحتفالية المنظومة بمقرها لتسليم سلطات ولاية الخرطوم الصحية والتعليمية كل المعينات لتأمين إمتحانات مرحلة الأساس يوم الأحد المقبل بُعيد ساعات معدودة بكل معينات التعقيم الصحية لمراكز الإمتحانات وطلابها بالمعقمات للأيدى وللأسطح ولبيئات المراكز كافة ضد جائحة كورونا، عدد الطلاب يشارف المائة وستين الف طالبا وطالبة، يا له من تحد عظيم لهزيمة هذه الجائحة ، المنظومة أبدت قدرات وإستعداد يدخل الطمآنينة فى نفوس أولياء الأمور والطلاب الذين عناهم العميد الركن المعتصم بواقعة سرقة الجوكر كما عنا كل منظومة العاملين لأجل الدولة السودانية تحفيزا للطلاب على حسن الإستعداد لأداء الإمتحانات بعيدا عن عمليات الغش والتدليس التى تتسبب فى هزيمة الدواخل وكما يفتح اللجوء إليها الابواب لمجاهيل الخروج عن النص ومن يغش يسرق ويفعل السبعة وذمتها على رواتها الأُول من عبقرنا، لازالت احاديثهم تمشي بها الركبان، وصية المعتصم مهمة وتنم عن وطنية روح العاملين بمنظومة الصناعات  الدفاعية من يحسنون التصدي لجائحة كورونا منذ ظهورها فى بلاد الصين وحتى يومنا بتأمين إمتحانات مرحلة الأساس ولاحقا الشهادة ضد الجائحة تأمينا يختبر إختبارا حقيقيا قدرتنا ومدى إستعدادنا للتعامل بالإشتراطات الصحية مع مرحلة ما بعد الإغلاق بسبب الجائحة ،فلو عبرنا هذه الإمتحانات بسلام وأمان نكون قد سرقنا الجوكر في تبارينا مع الجائحة كما سرقته منظومة الصناعات الدفاعية بتصديها لهذا الوباء وبتسخيرها للجوكر لفائدة الورق الرابح وناقص هنا اوهناك عسكريا أومدنيا طالما كان سودانيا، فى الإحتفالية أعلنت المنظومة عن تصنيع محارق للنفاية الطبية منتهي التقدم التقني كانت تستحق إحتفالا منفصلا والإحتفال به نعني الإهتمام والتعبير بالأعمال والافعال عوضا عن الأقوال، يملؤنى اليقين بأن عطاء هذه المنظومة بانفتاحها على المدنيين يشكل نواة الإنتقال الحقيقى لمرحلة البناء بالتشارك والتشاور بين كافة المنظومات الوطنية عامة وخاصة،فالبشرية بعد الجائحة فى مفترق طرق ومعبرنا للتلاقى فى المنظومة.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق