ألوان الحياة

حينما صدرت العزيزة اخبار اليوم كنت خارج البلاد مقيما فى الامارات اعمل فى صحفها ولكنى حرصت على متابعتها عبر ناشرها وعرابها اخى وصديقى الاستاذ احمد البلال الطيب وكنت احرص على زيارته فى اجازتى السنوية والمشاركة فى التحرير بالكتابة او نشر ما كنت اجريه من حوارات لصحف الخليج 

صلتى لم تنقطع مع اخبار اليوم ولان احمد البلال ظل صحفيا مبدعا وابن المهنة البار الذى ما عمل فى مهنة غيرها منذ ان عمل محررا فى صحيفة الايام فى السبعينات ثم الاسبوع واخيرا ناشرا لعدد من الصحف من شركة اليوم خلال هذه الرحلة الطويلة المترعة بالتميز والانجاز والتفرد رسخت اخبار اليوم بمدرستها الصحفية الفريدة التى وضعتها فى مقدمة الصحف السودانية وحجزت لها مكانا بارزا فى تاريخ الصحافة السودانية .

ما الذى يميز اخبار اليوم عن غيرها  من الصحف ؟

اولا استقلاليتها والحفاظ عليها اذ كانت تفتح صفحاتها لكل القوى السياسية بما فيها الحركات المسلحة

 ثانيا متابعتها للاخبار وتعدد مصادرها وملاحقتها للخبر حتى الساعات الاولى من الصباح بالفعل وقد تتأخر الطباعة بسبب ملاحقة خبر يؤخرها عن توقيت التوزيع المعتاد .

ثالثا اهتمامها بالتوثيق ظلت اخبار اليوم تهتم بتوثيق الاحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتنشر الوثائق والخطابات الرسمية وردود الافعال حتى اصبحت مرجعا لاى باحث فى من المواضيع اعلاه .

رابعا اهتمت بالراى والراى الاخر وانضم اليها عدد هائل من الكتاب واصحاب الراى مما خلق نوعامن التنوع فى كافة المجالات .

خامسا تخرج منها عدد كبير جدا من الصحفيين دخلوها متدربين وخرجوا منها صحفيين محترفين انتشروا فى صحف الخرطوم والصحف العربية .

عندما عدت من الاغتراب فى عام 2000 انضممت لاخبار اليوم  ولعل من ابرز ما اتاحته لى اخبار اليوم هو  تغطية اجتماعات التجمع الوطنى بعد اتفاقية مشاكوس والتى اتيحت لى فرصة اجراء حوار مع الراحل قرنق وكان اول حوار ينشر له فى صحف الداخل وكذلك اجريت عددا كبيرا من اللقاءات الصحفية مع قادة التجمع نشرت كلها سبقنا بها كل الصحف فى ذلك الوقت .

اخبار اليوم ستظل مدرسة صحفية متميزة وفريدة بقيادة ربانها الاستاذ احمد البلال الطيب رد الله غربته ونصره على من ظلمه .

التهنئة الحارة لاولاد البلال عاصم ومبارك الذين ظلوا يحافظون على هذه المدرسة الصحفية المتميزة والناجحة

وللعاملين فى الصحيفة فى كل مجالاتها صحفيين وفنيين

وعقبال الف عام .