الخميس, 27 أغسطس 2020 06:37 مساءً 0 617 0
تواقيع: عمر جبريل رحومة
تواقيع: عمر جبريل رحومة

 الحوار مع الأمريكان !

منذ دخول مشروع إزنهاور المنطقة وبعده برامج المعونة الأمريكية  للسودان تعاظم الإهتمام الأمريكي بالسودان لكن تلك المعونة توقفت في فترة حكم الإنقاذ تحولت الادارة الامريكية لتغيير لغة الحوار من لغة المصالح المتبادلة المعروفة دولياً الى لغة الشد والجذب عصاة معاوية كأقرب تشبيه فكانت السياسات الخاطئة وعدم الالمام بفنون التفاوض أو قلة الخبرة في إدارة الحوار مع الأمريكان خاصة فترة  حكومة الإنقاذ التي إعتبرتها الادارة الأمريكية حكومة ندية وعدوة للمشروع الأمريكي الرأسمالي في المنطقة عموماً  ، خصوصاً بعد وقوف الأخيرة مع القضية الفلسطسنية ومناصرتها للتوجهات الإسلامية .

السودان الجديد الذي جاءت به ثورة القرن الواحد والعشريت التي صنعها الشباب والشعب السوداني وفي ظل إدارة حمدوك أصبح أكثر إنفتاحاً ودراية بالإدارة الأمريكية خاصة أنه تشكلت تحت مظلتها ورعايتها وهو وليد بيئتها وسياساتها وله المعرفة التامة بخفايا الملفات السرية والعلنية التي تدير بها أمريكا حواراتها وإتفاقياتها الدولية  وهذا يعني حتمية  وضرورة التغير في فن الحوار مع افدارة الأمريكية والخروج من موضع العداوة  الى حليف وصديق تبنى بينهم علاقات ومصالح مشتركة وهي النقطة التي تثير اهتمام الولايات المتحدة الامريكية (المصالح المشتركة) والدور الذي يمكن أن يلعبه السودان في المرحلة الحالية مرحلة المحاور وهو ما يمثل أرضية خصبة للحوار مع الأمريكان

لست في مكان نصح أو أدعي المعرفة المطلقة  بل كمواطن تهمني مصلحة بلدي وكلما كانت نتائج الحوار مع أية دولة في صالحي أدعمها دون تردد ولكن زيارة بومبيو الأخيرة أصابتني بالإحباط حيث رأيت نفس الأسلوب الذي مارسته حكومة الانقاذ طيلة الثلاثين سنة مع حواراتها مع واشنطن ونفس الاسلوب  الذي تمارسه امريكا مع القادة في الحكومات السودانية حيثما ووقتما وكيفما كانت تلك الحكومات والمفوضين .

مثالاً لا حصراً ملف الإرهاب والهجرة غير الشرعية وملف التهريب وملف حماية امن المنطقة وملف ليبيا والملف المصري في أمن سيناء وملف سد النهضة الذي تستثمر فيه الولايات المتحدة الامريكية بلايين الدولارات وملف اللاجئين ومعسكرات النزوح وملف روسيا والصين وإيران وملف باب المندب وملف العلاقات الامريكية بالقرن الأفريقي بل إفريقا ككل وملف الصومال  وملف التطبيع مع إسرائيل وملف ناهيك عن ملفات فرص الاستثمارات الصناعية والزراعية التي يقدمها السودان وملف المنظومات الدفاعية الأمريكية التي غزت السوق العالمي وغيرها الكثير الكثير أليست كلها أوراق وملفات رابحة تغير موازين القوى في إدارة الحوار بين حكومة حمدوك ورأسمالية ترامب  المعروفة ؟

توقيع أخير

الملفات والمحاور الاقليمية والدولية معروفة الأهداف والأجندة فمتى تخرج حكوماتنا السودان من عباءة التبعية  والتقوقع والتخلف الذي أرهق المواطن في معاشه وحياته  لصالح أجندة حزبية وشخصية .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق