الأحد, 13 سبتمبر 2020 05:28 مساءً 1 1226 0
السفير علي يوسف خبير القانون الدولي في حواره مع أخبار اليوم : سيكون السلام جاذباً لأهل هذه المناطق... إلا إذا
السفير علي يوسف خبير القانون الدولي في حواره مع أخبار اليوم : سيكون السلام جاذباً لأهل هذه المناطق...  إلا إذا

اتفاق السلام الأخير خطوة هامة وضرورية لهذه الأسباب

أتمنى ألا يستخدم غطاء الدين كوسيلة لمحاربة السلام!

 لهذه الأسباب باركت هذه الدول الاتفاق ولكن؟ 

الأزمة ليست في انفصال الجنوب أو البترول الأزمة هذه أسبابها؟


حوار: ماجدة عدلان
شكل اتفاق السلام الأخير خطوة هامة وضرورية لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية التي كثيراً ما نادى بهام بشروا الثورة المجيدة.. لانها كانت احدى المطلوبات الهامة واللازمة لاستكمال ما تبقى من مهام مطلوبة وللمساندة في مسألة استقرار مواطني هذه المناطق الذين ابعدتهم ظروف الحرب من ديارهم وقراهم.؟ هذا حوار عن السلام بوصفه احدى مطلوبات الفترة الانتقالية وأحد الأذرع الهامة.. وهو حوار يتسم بالدسامة في المعلومات من السفير على يوسف المختص في الشأن الدولي والإقليمي..
}} سعادة السفير علي يوسف نبتدر هذا الحوار بسؤال عن اتفاق سلام جوبا حيث واجه هذا الاتفاق الكثير من الانتقادات باعتبار ان ما تم اتفاقات جزئية.. وما الى ذلك؟
-نعم السلام هو مفتاح المستقبل بالنسبة للسودان.. وبدون سلام لن يكون هناك استقرار ولا تنمية وبدون استقرار كذلك لن تكون هناك تنمية او تطور او ديمقراطية او حرية او عدالة.. ويلاحظ ان كل الشعارات ستكون موقوفة بدون السلام وهي خطوة هامة جداً نحو تحقيق السلام والسلام كذلك يمكن ان يتم بصورة شاملة اذا كان له طرفان كما حدث بالنسبة لاتفاقية السلام الشاملة فيما بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان في العام 2005-2017م اما اذا كانت اطراف السلام اكثر من طرفين فيمكن ان يكون السلام على مراحل وهذا لا ينتقص من الخطوات التي تمت في كل مرحلة خاصة في الاولى في اتفاق السلام في جوبا كذلك لابد ان يقوم السلام على مباديء تتفق عليها الاطراف وبعد ان يتم الاتفاق على هذه المباديء تكون هنالك تفاصيل لتحقيق السلام بصورة عامة او بصورة خاصة في كل منطقة من المناطق المتأثرة او بالحروب..
}} برأيك كيف يأتي السلام الشامل خاصة بعد التعقيدات السياسية التي اطالت أمد التفاوض؟
-نعم ما تم في جوبا هو خطوة هامة وكبيرة باتجاه تحقيق السلام الشامل في المناطق المتأثرة بالحروب..
}} بعض المراقبين يقولون ان الحركات التي وقعت "ضعيفة نسبياً" وليس لها وجود عسكري على الأرض؟
-السلام لا يقوم فقط على القوة العسكرية والجوانب العسكرية في اتفاقيات السلام هي التي ترتبط دوماً بوقف اطلاق الناس او ما يعرف باتفاقيات الترتيبات الأمنية اما تفاصيل السلام كما ذكرت فهي تقوم على مباديء اهمها الديمقراطية والعدل وحكم القانون والمشاركة الواسعة للتنمية المتوازنة وحسن الادارة ومحاربة الفساد ونشر ثقافة السلام ونبذ ثقافة الكراهية والعنصرية والقبلية والجهوية وتقوية الانتماء للوطن والعمل الصادق لاجله من اجل تقدمه وازدهاره..
}} ايضاً اثار اتفاق حمدوك والحلو انتقادات داخلية ومباركة خارجية بماذا تفسر الأمر؟
-طبعاً القضية الأساسية التي من اجلها انسحبت الحركة الشعبية "جناح الحلو" من استكمال مفاوضات السلام هي قضية فصل الدين عن الدولة وهذه طبعاً قضية اساسية وكبرى تهم كل ابناء السودان والمشكلة تكمن في ان الحلو يطرح حق تقرير المصير اذا لم يتم الاتفاق على فصل الدين عن الدولة كمبدأ من مباديء تعيق مسألة السلام وفي تقديري هذا الامر يتعارض مع وضع المنطقتين في اتفاقية السلام الشامل لسنة 2005م اتفاقية السلام الشامل منحت الجنوب حق تقرير المصير اذا لم تكن هناك وحدة جاذبة وكان من المعروف ان الحكومة تمسكت في ذلك الوقت بتطبيق الشريعة الاسلامية في بقية انحاء السودان لذلك تم تطبيق مبدأ حق تقرير المصير في عام 2011م ولم يتم نفس هذا المبدأ على المنطقتين وهذا دليل على ان حل مشاكل المنطقتين من المفترض ان يتم عبر المشورة الشعبية وفي تقديري ان وضع مبدأ المواطنة هو اساس الحقوق والواجبات بالنسبة للمواطنين فوق الابتعاد عن التمييز بين الناس بالدين واتمنى الا يستخدم غطاء الدين كوسيلة لمحاربة السلام او الحكومة وان نتأسى جميعاً بما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون".. صدق الله العظيم..
}} ايضاً هنالك دول كبرى مثل امريكا والاتحاد الاوروبي باركت هذا الاتفاق وقالت انه خطوة هامة باتجاه مسألة السلام؟
-المواقف الخارجية تقوم على مصالح وأهداف الدول الخارجية هذا امر طبيعي المهم ان تفعل الاطراف السودانية مصالح الشعب السوداني وان تسعى بكل ما تملك للحفاظ عليها من الطبيعي ان تكون الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ان يكون لهما موقفهم الداعم لمسائل حقوق الانسان والديمقراطية وعلمانية الدولة غير اننا كسودانيين ينبغي ان نضع في الاعتبار بعض خصائص مجتمعاتنا بما نحن مقبلون عليه فاذا كنا ننادي باحترام الاقليات والحفاظ على حقوقها فمن باب اولى ان نراعي حقوق الاغلبية وان نحافظ عليها على تراثهم الثقافي في كل تفاصيله..
}} ايضاً نتساءل عن تأثير هذا الاتفاق على مسالة استقرار مناطق الحروب والنزوح واللجوء في مناطق كردفان ودارفور؟
-في تقديري ان انسان المناطق التي عانت من الحرب في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان وفي شرق السودان هو الاكثر تمسكاً بوحدة السودان وبثقافة السلام وكذلك النأي عن ثقافة الكراهية والعنصرية واعتقد ان السلام بملاحه التي برزت في الاتفاقيات التي تم توقيعها الآن سيكون جاذباً لانسان هذه المناطق خاصة مسالة التوازن في التنمية وتقديم الخدمات وربط البلاد بشبكة طرق ومواصلات ومشاريع تنموية شاملة..
}} بعض المراقبين يشيرون الى ان مسألة الاتفاقيات الاخيرة ربما تكون بداية لانفصال مثلما حدث في الجنوب.. ويرون اننا خسرنا الجنوب وخسرنا البترول معاً؟
-نعم انفصال الجنوب بالنسبة لي كان في الاساس نكسة سياسية وإنسانية بما كان يربط الشعبين من اواصر وعلاقات اثبتت متانتها بعد ذلك في احلك الظروف عندما اندلعت الحرب في دولة الجنوب الوليدة كان الملجأ هو السودان وقد رعى السودان محادثات السلام منذ بدايتها الى ان تم التوصل لاتفاق السلام وعندما اندلعت الثورة السودانية في ربوع السودان وتغير نظام الحكم وبدأت جهود تحقيق السلام كانت جوبا فاتحة ذراعيها واحضانها لابناء السودان للتوصل الى سلام ولا ينتابني اي شك في ان المستقبل خلال العشر سنوات القادمة سنرى اتحاد الكونفدرالية بين دولتي السودان وجنوب السودان اما الحديث عن فقدان النفط كمصدر من مصادر الثروة مقدور عليه بان الازمة الاقتصادية الحقيقية ليس سببها ضياع النفط وانفصال الجنوب انما هي ازمة ادارة والفساد الضارب في كل مناحي الحياة في الدولة السودانية ولن يستقيم الظل والعود اعوج لابد من مواجهة الاسباب الحقيقية للازمة الاقتصادية وايجاد معالجات لجذور الازمة حتى يخرج السودان البلد الغني بموارده عن نطاق الفقر وانتظار الهبات الى مواقع الانتاج والبناء والإنجاز
}} ايضاً هنالك تساؤلات عن ان اغلبية هذه القوات غير نظامية "مليشيات مسلحة" وانها لم تخضع لتدريبات عسكرية محددة اسوة بالقوات المسلحة؟
-نعم هذا الامر يعالج في اطار اتفاق الترتيبات الأمنية وهو قد وضع في الحسبان كل التفاصيل المتعلقة بالدمج والتسريح والتدريب والعمل على خلق جيش واحد يضم كل القوات ويكون له عقيدة قتالية جديدة ويؤدي مهامه الوطنية وسيتم ذلك من خلال الاجراءات المتبعة في الانتماء للقوات المسلحة والخضوع لاختبارات القوات المنضوية تحت لوائها بدعم اقليمي ودولي خاصة من الامم المتحدة وهذا سيكون واحد من المهام التي سوف تساعد فيها البعثة الاممية الجديدة التي ستأتي للسودان وسوف تساعد في تنفيذ التدريبات لكن طبقاً للقواعد المعمول بها في القوات المسلحة السودانية..
}} طبقاً لتصريحات لمسئولين كبار على ضرورة مساعدة السودان في الفترة الانتقالية حتى يستطيع لاحقاً السودان في تقديم خدمات نوعية؟
-طبعاً امريكا في اطار علاقاتها الخارجية تضع مصالحها الحيوية في المقام الاول من حيث المبدأ الغرب يدعم اتجاهات الحكم الديمقراطي ومسألة حقوق الانسان وحكم القانون كل هذه المباديء يدعمها فعلياً اذن الامر متعلق بشكل أو بآخر بمصلحة امريكا في المنطقة.. وحماية هذه المصالح..
}} سعادة السفير علي يوسف شكراً جزيلاً؟
-شكراً استاذة ماجدة عدلان للزيارة وتكبد المشاق..

 

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق