الخميس, 01 أكتوبر 2020 01:31 مساءً 0 432 0
بذرة الحياة : وفاء جميل/ مِن جوبا سلام (21)
  بذرة الحياة : وفاء جميل/ مِن جوبا سلام (21)

الطريق يصنعهُ المشي .. سلام السودان (3)


بُشريات تلوحُ في الأفق القريب مُعلنة السّلام في دولة السودان الجديد ، فقد أوفت دولة جنوب السودان الحبيبة بوعودها بأنّ تستكمل ما بدأت من رحلة سلام السودان منذ أول إعلان للمبادئ إلى التوقيع النهائي الذي سيكون في يوم الثالث من أكتوبر للعام ٢٠٢٠ ، هي رحلة سلام وأمان وإطمئنان صنعتها جوبا الرائعة ليسير عليه شعب الخرطوم و كل ولايات السودان في حُب تسامح وئام سلام أمن وأمان ، التحية و التقدير و التبجيل لشعب الجنوب ولأرض الجنوب و حكومة الجنوب ولوساطة جنوب السودان الحبيبة ، للحديث عن الوساطة و ما فعلتهُ و بذلتهُ مِن جهد و وقت لخدمة وقيادة مفاوضات سلام السودان لا يستطيع أحد أنّ ينكرهُ او يقلل من شأنه لأنّ شأنه عظيم بِعظمة أعضاء فريق العمل بالوساطة متمثلةً في المستشار توت قلواك والدكتور ضيو مطوك وبقية العِقد الكريم الذي لم يبخل بجبروت كرمهِ وطيب أصله ونقاء صفاته في أنّ يقدم للسودان الشمالي كل ما عنده مِن ثقافة سلام و تبادل مهام وبوادر جِسام لحل الأزمة والمشكلة الحقيقية التي واجهها السودان منذ إستقلاله إلى يومنا هذا ، ولكن سيكون هنالك سودان جديد ما بعد الثالث من أكتوبر بإذن الله ، سودان جديد كما رسمتهُ الثورة المجيدة ، وخطط له أبناء الشعب السوداني البطل ، فكان إخراج اللوحة الجميلة الزاهية الألوان والباهية التنسيق للسودان الجديد مِن توقيع دولة جنوب السودان الحبيبة ، لها مِنا كل الشُكر والإمتنان والحُب ..
الآن وكل حين تظل الدعوة مفتوحة بقلبٍ كبير وصدر رحِب للمناضلين (الحلو ونور) للإنضمام لسفينة السّلام التي سنُبحر بها جميعاً نحو سودان آفاقهُ أوسع و أنجع لتستمر عملية البناء الوطني والنهضة التي نبتغيها ، فتنتصر الإرادة إذا ما توفرت وتتغلب أعداء السّلام والإستقرار ، لأنه بالضرورة أنّ تضع الحرب أوزارها حتى يعي الجميع بواجبهِ ومسؤوليتهِ تجاه الوطن والأمة ، فنحن في عهد يستشرق الحرية ويستنشق الديموقراطية ويتنفس الصعداء بأنّ المواطنة لم تعُد حُلماً ، وأصبح الجميع دونما إستثناء يتفهم أهمية الحقوق والواجبات في بلد العدالة و لسّلام ، لذلك نرجو مِن الجميع النظر لهذا الإنتماء ولهذا الشعب العظيم بعين الإعتبار والإفتخار ، فهو شعب يُضرب به المثل في الصبر والجِد والإجتهاد ، فلابّد أنّ نوفّر له سُبل العيش الكريم وطرق كسبها بأنّ نؤسس له بيئة عمل صحية وسليمة خالية مِن البغض و الكراهية والعنصرية والحروب ، فنحن نريدُ شعب يصنع بدلاً عن شعب يشبع ، لأن الصِنعة تتطور و تدوم ، والشَبعة تتقزم وتروم ، فلنعمل سوياً لغدٍ مشرق لأجيال تنعم بالرفاهية و الأمان والإزدهار ..
الطريق يصنعهُ المشي ، فالجبهة الثورية كان لها القدح المعلّى في صناعة طريق السّلام ،فالتحية لها بكل مكوناتها و فصائلها و حركاتها وقياداتها الفتّية على رأسهم رئيسها الدكتور الهادي إدريس ، وتحية خاصة خالصة للمرأة المكونة لهذا الأثر الجميل في تحريك عجلة التفاوض بالجبهة ، فهؤلاء جميعهم كانت لهم الإرادة والرغبة في تحقيق السّلام وجعله واقعاً مِن أجل الوطن والمواطن قبل كل شئ ..
على الجانب الشخصي لي في مسيرة الجبهة الثورية ، وحكومة الثورة والوساطة حديث كثير ، ليعرف الجميع كيف كانت تُدار جلسات التفاوض وما حجم المعاناة والكفاح والجهد المبذول في الجلوس على طاولات المحادثات لحسم قضايا إنسانية جذرية مسكوت عنها أدت إلى إحساس الآخرين بالإقصاء والظُلم طيلة السنوات الماضية ، أيضاً لاحقاً أتحدثُ عن دورهما المتصاعد في تحقيق السّلام الذي حسبناهُ مستحيلاً وبفضلهم الجبّار والكبير بعد فضل الله سبحانه وتعالى حتى أصبح السّلام حقيقة ملموسة وستكون محسوسة في مقبل الأيام القادمة فقط لأنّ الرغبة والعزيمة موجودتان ، فالآن حيث لا يسع المقام للسّرد ، لذا سأستفيض في الحديث لاحقاً ..
ولأنّ الكل يُحب السّلام ؛ نحن مع الراغبين و العازمين والعاكفين على طريق السّلام ، سنظل ندعم مسيرتهم الطيبة التي حتماً ستنعكس على سلامة البلاد مِن الخراب ، وستكون حاجزً ضامناً وسداً منيعاً ضد أعداء الوطن ، فالشكر لهم لأنهم يريدون السّلام وساعون له ، ومرحباً بهم بيننا في وطن المواطنة و الحقوق و الواجبات ..
نُجددُ شكرنا و إمتناننا لدولة السودان الجنوبي ، ونقول لهم أيضاً مرحباً بِكم عائدون إلى حُضن الوطن فأنتم إخوة عشيرة أحباب أهل و أصحاب متى ما أردتم ذلك ..
للحديث بقية

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق