الأثنين, 12 أكتوبر 2020 11:40 صباحًا 0 470 0
إبراهيم محمود مادبو يكتب: السلام المستدام مراحل واستحقاقات
إبراهيم محمود مادبو يكتب: السلام المستدام مراحل واستحقاقات

 ابراهيم محمود مادبو يكتب/

السلام المستدام مراحل واستحقاقات

 اولا ) مرحلة بناء وصناعة السلام 

لقد سعدت جدا للطرح العلمى والموضوعى من مبادرة  الرابطه الدوليه لصحافة الموبايل يتحدثون فيهاعن السلام فى مراحله المتتابعه ، ودعانى ذلك للمساهمه فى ذلك الطرح بثلاثه مداخلات ان شاء الله عن مراحل السلام الثلاثه التى تؤسس للسلام المستدام

لقد عرف السلام بانه حالة من التوافق والوفاق الانسانى والاخلاقى والثقافى بين اطراف تتطلع للامن الاجتماعى والعيش الكريم بنفوس راضيه مطمئنه ، وتبحث عن السعاده والاستقرار فىمفاهيمها وابعادها السياسيه والاقتصاديه والمجتمعيه ، هذا وقد انطلقت ماهية السلام وقيمه الانسانيه من الديانات السماويه الاسلام واليهوديه والمسيحيه لعموم فوائده الروحيه والثقافيه ، ويقف السلام اليوم جنبا الى جنب مع الحريه التى تعنى غياب القهر ومع العداله التى تعنى غياب الظلم.

ولكى يتحقق السلام ينبغى ان تتحقق بنجاح مراحله الثلاثه المتعارف عليها دوليا، واولها مرحلة بناء وصناعة السلام ، ثم مرحلة تعزيز السلام ، ثم مرحلة استدامه السلام ، وابدا فى هذه المداخله باستحقاقات المرحله الاولى بناء وصناعة السلام فى السودان اوجزها فى ثمانيه عشره محورا.

  اولا ) توسيع ماعون الرغبه والاراده والعزيمه والروح العاليه التى حققت الجمع بين الفرقاء المتخاصمون على طاوله واحده فى جوبا فتناسوا وتجاوزوا المرارات والصراعات  وبايعوا الله والشعب السودانى على تحقيق اماله فى الاستقرار المنشود وان تتداعى تلك الروح على المجتمع باسره ، وقد انجزوا وثيقه شامله للقضايا التى تسببت فى اندلاع الحروب وفى القضايا القوميه التى ستجمع السودانين على صعيد الوحده والوفاق والتراضى.

ثانيا ) الالتزام الاخلاقى والوطنى الصارم بتنفيذ ما تم التوقيع عليه حرفيا واستصحاب المفاهيم الوارده فيه دون تحريف ، والالتزام بمصفوفة جداول التنفيذ فى زمانها ومكانها المحددين .

ثالثا )  توطين ثقافة السلام والتبشير والترويح الواسع لذلك الانجاز فى جميع وسائط الاعلام والدعوه لنبذ العنف والعصبيه والجاهليه وتحقيق المصالحات السياسيه والمجتمعيه والفئويه ، وتحريك الاراده الشعبيه للانضمام للمسيره والدفاع عما تحقق من اهداف .

رابعا ) هذا الاعجاز اصبح ملكا للجميع ، لذا ينبغى عدم اقصاء اى كيان سياسى او فئه او جماعه او تحالفات عن المشاركه التنفيذيه فى جميع مراحله ومحاوره ومساراته ، وان تلتزم القوى المعارضه او المتربصه او الصامته بدعمه والمساهمه فيه كواجب وطنى

خامسا ) بسط هيبة الدوله وسيادتها وتطبيق القانون والعدالة بحزم وردع كل من يسعى لعرقلة او اجهاض اى من محاور العمليه السلميه ومرتكزاتها الاقتصاديه والتنظيميه والمجتمعيه ، وان تعتبر مثل تلك المحاولات ، ان حدثت لا قدر الله ، خيانه عظمى يعاقب عليها القانون

سادسا ) ان يظل دور شركاء السلام الذين ساهموا فى تحقيق السلام قائما وحاضرا على الدوام خلال التنفيذ ، والتدخل الايجابى فى حالة اى تجاوزات عما تم الاتفاق عليه وتصحيح المسار ان لزم الامر .

سابعا ) السعى لاستقطاب المال اللازم لجميع المسارات ومحاورها خصوصا فى مجال مشاريع التنميه العاجله وعودة النازحين واللاجئين وتوطين الرحل وهذه مرحله مصيريه من مراحل بناء السلام.

ثامنا ) انطلاقة المشاريع العاجله لتوفير ضروريات الحياه خصوصا مشاريع الكهرباء والمياه وتوفير مستلزمات المعيشه اليوميه حتى يتفرغ الجميع لدعم السلام  ويتذوقوا طعمه بدلا عن الصراع حول تلك القضايا والاحباط الناتج عنها.

تاسعا ) العمل الجاد لالحاق القاده عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور بالسلام والسعى لتدخل الاتحاد الافريقى واصدقاء السودان لتليين مواقفهما حتى لا يؤثر ذلك سلبا على مسيرة السلام ، وكذلك ضرورة الحاق بعض حركات الكفاح المسلح التى اعلنت رفضها لسلام جوبا اوما زالت متردده عن اللحاق به.  

عاشرا ) التركيز على بسط السلام فى  الولايات التى انطلقت منها الرصاصه الاولى فى الحرب ومنها تنطلق العمليه السلميه برمتها ومشاركة الولايات فى كل ملفات السلام وتحميلهم المسؤوليه فى انجاح مخرجات السلام

حادى عشر ) ان تتحول كل حركات الكفاح المسلح الى احزاب سياسيه خلال المرحله الانتقاليه ، وتعديل قانون الاحزاب ليشمل الالتزام بالسلام والتداول السلمى للسلطه بما يساهم فى ازالة التشوهات السياسيه التى ظلت قاسما مشتركا فى انتاج الصراعات والازمات.

ثانى عشر ) الشروع الفورى فى تنفيذ بند الترتيبات الامنيه والدمج والتسريح لكل  قوات الحركات ودمجها داخل منظموه القوات المسلحه واجهزتها ذات العلاقه حتى تصبح عقيدة القوات المسلحه عقيده قوميه وطنيه تساهم فى صناعة )السلام وحراسته.

ثالث عشره ) اصدار النشريعات اللازمه لتنفيذ ما ورد بالوثيقه خصوصا فيما يتعلق بالقضايا الوطنيه والتى ينبغى ان تطرح بعضها للاستفتاء فى مرحلة لاحقه فى مرحلة تعزيز السلام ، وذلك يتطلب تكوين مجلس قومى تشريعى انتقالى متفق عليه ليمارس تلك المهام .

رابع عشره )  اصلاح وتاهيل الخدمه المدنيه  فى قوانينها ونظامها وكوادرها واجهزتها لانها تمثل العمود الفقرى لمتطلبات بناء السلام فى محاوره الاداريه والتنظيميه والماليه الوارده بالوثيقه ، وحتى تواكب الخدمه المدنيه استحقاقات السلام ولا تكون خصما عليه .

خامس عشره )  تكوين اليات لمراقبة ومتابعه مصفوفه التنفيذ وما يحدث  من تحديث فيها ويشارك فيها الجميع لمعالجة القصور ان وجد فى موعده حتى لا تحدث تداعات تعيق التنفيذ والاخراج .

سادس عشره ) لقد انعقد فى عام 2016 مؤتمرا للحوار الوطنى دام لمده عامين كاملين شاركت فيه 80 حركه و102 حزب وخرج بعدد 900 توصيه منها توصيات هامه لتحقيق السلام ، مما يستحق الوقوف عندها لاثراء تنفيذ الوثيقه دون عزة بالاثم

سابع عشره ) هناك ضرورة قصوى للشروع فى اصلاح المجتمع الذى انهار بسبب الحروب وبسبب الفساد والافساد الشامل وبسبب الصراعات السياسيه وبسبب الحرب واندثار القيم النبيله التى كانت تميز السودانيين ومجتمعهم ، وبالضروره العوده التدريجيه لاصلاح المجتمع بالخطط والبرامج العلميه المجتمعيه للمساهمه فى تجويد العمليه السلميه بدلا عن اجهاضها.

 ثامن عشره ) ان نجاح مراحل تحقيق السلام تعنى بالضروره الانطلاق لتحقيق المشروع الوطنى الوفاقى الكبير المرتقب كهدف نهائى وختام المسك للسلام برمته فالى ذلك يتطلع الجميع.

 يتبع ان شاء الله مرحلة تعزيز السلام   

 10 اكتوبر 2020

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق