الأحد, 18 أكتوبر 2020 01:01 صباحًا 0 362 0
السلام المستدام مراحل واستحقاقات (3 ـ 3)
السلام المستدام مراحل واستحقاقات (3 ـ 3)

 بقلم : إبراهيم محمود مادبو

الحلقة الثالثة والاخيرة :  مرحلة استدامة السلام

فى مداخلتين سابقتين اشرت الى المرحله الاولى ثم المرحلة الثانيه من مراحل السلام واختم اليوم ان شاء الله بالمرحلةالثالثه وهى مرحلة السلام المستدام واقول في استحقاقاتها وتامينها ما يلى

:

اولا ) اهمية وضرورة التكامل والتنسيق والتطبيع بين السودان ودولة جنوب السودان التى رعت وساهمت فى انجاح العمليه السلميه واصبحت شريكا فى سلام جوبا ، وان يغطى التكامل معها ما امكن كل المحاور السياسيه والاقتصاديه والامنيه لتامين استدامة السلام وان تواصل دولة الجنوب جهودها لالحاق الممانعين الاخ عبدالواحد والحلو والاخرين خصوصا الذين ما زالوا يحملون السلاح داخل وخارج الحدود السودانيه وهم كثر.

ثانيا ) احكام وتقنين التعامل مع المنظمات الانسانيه الدوليه وتوجيه دورها للتحولمن تقديم الدعم الانسانى وحده ، الى دعم وسائل الانتاج للاسر والمجتمعات التى تضررت من الحرب وويلاتها ، ومراقبة دورها وحراكها السياسى والمجتمعى حيث ظلت بعض تلك المنظمات تدعم الحرب بشتى الوسائل منذ انطلاقة الرصاصه الاولى للصراع المسلح ،وينبغى ان يكون لها الان دور ايجابى فى استدامة السلام.

ثالثا ) اجراء احصاء سكانى ومجتمعى للوقوف على التحولات التى حدثت فى المجتمع منذ اندلاع الحرب ومعالجة الاخفاقات والخلل على اسس علميه ومهنيهوتوجيهها لخدمةاستدامة السلام وبالتركيز على ما يتعلق بالتركيبه السكانيه القبليه التى انتظمت اثناء وبعد الحرب وحصر مكونات المجتمع من رجال ونساء وشباب وتعليم وفاقد تربوى وعطاله وفقر وتوظيف وتاثير الحرب السلبى على ذلك المجتمع ووضع برامج لتوطين واستدامة السلام في تلك المناطق.

رابعا ) تكليف بيوت الخبره والبحوث لاجراء دراسات لمتابعه تطور العمليه السلميه والتدخل الحميد والانذار المبكر اذا دعى الامر فى اى خلل قد يحدث فى محاور السلام والتنبؤ بذلك والوقوف على التطورات السالبه *والموجبه واجراء تلك البحوث والدراسات بصوره راتبه

خامسا ) الهدف الاسمى من السلام  فى مرحلة الاستدامه هو انيتحول الى مشروع وطنى قومى وفاقى لبناء الوطن وانطلاق النهضه والتحول الديمقراطى المنشود لوطن يملك كل الامكانات ليصبح اكثر بلدان المعموره نهضة وعمرانا وان تتوجه جهود القوى السياسيه والمجتمعيه لدعم السلام بدلا عن الانشغال بغيره.

سادسا ) اعادة النازحين واللاجئين الى ديارهم وتعميرها ودفع التعويضات عن الخسائر والارواح والدفع بالمصالحات القبليه ليصبح كل ذلك عامل بناء ووحده وتماسك ، وتوطين الرحل الذين يمثل توطينهم بعدا اقتصاديا واجتماعيا وسياسا وانسانيا ، وقد ظل توطينهم مسكوت عنه طوال ازمات الحرب وينبغى الالتفات له الان كعنصر استقرار ودعم لاستدامة السلام ومحاوره المتعدده  .

سابعا ) هناك البعد الوطنى للعمليه السلميه متمثلا فى اجهزه الدوله العسكريه والامنيه والتنظيميه  العديده على ان يساهم هذا البعد الوطنى لتامين واستدامة السلام وحمايهمنجزاته خصوصا بعد الحاق قوات الحركات المسلحه بهذه الاجهزه وسوف يصبح هذا البعد الوطنى عامل وحده واستقرار واضافه  قوميه  للسلام ومحاوره.

ثامنا ) اعتماد اليوم الذى تم فيه التوقيع على السلام فى جوبا يوما وطنيا يكرم فيه رواد السلام والاخرين العاملين من اجل استدامته من جميع ابناء الوطن فى جميع ملفات السلام ليكون حافزا ومعولا للارتقاء  بانجاز السلام وصحوه اجتماعيه يخلدها التاريخ لانها ستقود ان شاء الله لبناء الوطن.

تاسعا ) لقد انتشر الفساد المالى والادارى والسياسى والتنظيمى طوال حقبة الانقاذ واصبح وباءا اصاب كل منظومة الدوله فى المركز والولايات ، وتمدد بكل اسف لينخر فى عظم ثوره ديسمبر الشعبيه ، وظل يمثل العامل الرئيسى فى انهيار الدوله، وسوفيظل كذلك مهددا لمرحلة استدامة السلام ان لم يتم التصدى له ووضع حد لانتشاره بالتطبيق الفورى للاجراءات القانونيه الصارمه الفاعله حتى يتم اجتثاثه من جذوره.

 عاشرا ) لقد ظل المجتمع الدولى مراقبا على الدوام للاوضاع فى السودان بل ومتدخلا سلبا فيها وعليه الان وبعد تحقيق السلام ان يعتبر السودان لاعبا ايجابيا داعما للامن والسلام الدولى وان ترفع عنه القيود والحصار والاستهداف الذى طال الوطن ردحا من الزمن وكان واحدا من اسباب تمدد الحرب.   

    اللهم انى قد بلغت فاشهد.

   ابراهيم محمود مادبو

  17 اكتوبر 2020

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق