الثلاثاء, 27 أكتوبر 2020 00:47 مساءً 0 267 0
موازنات: الطيب المكابرابي
موازنات: الطيب المكابرابي

وداعا محمد أسامة

وانا منهمك مع بعض الهموم في قاهرة المعز كنت على تواصل مستمر مع الاهل لمعرفة اخبار ابن الستة أعوام لاتزيد محمد أسامة ابراهيم علي الذي كان آخر عهدي به ليلة مغادرتي البلاد الي مصر بأحد المراكز الطبية في الخرطوم وقد جئ به للعلاج..

الاخبار لم تكن سارة لا بالنسبة لي ولا لبقية الأهل وكنا جميعا ندعو الله له بعاجل الشفاء ذلك انه وحيد والديه وان والده ابن عمي أسامة ابراهيم علي طريح الفراش فاقد الوعي منذ اكثر من عامين اثر اصابته في حادث مروري على طريق بورتسودان راح ضحيته صديقه العريس الذي كان بصحبته..

لم اكتب طيلة حياتي عن رجل فقدناه بمثل ما اكتب الان عن هذا اليافع الذي غادرنا وقد جاء الي الدنيا يحمل سمات من يعجلون بالرحيل...

برغم صغر سنه وحجمه كان لايفارق الكبار وهم يجلسون الساعات الطوال بجوار والده المريض في أكثر من مستشفى بالخرطوم ولم يتخلف عنهم الا حين ذهبوا به إلى الهند..

كان ممن يتحدثون بصوت خفيض لايحوجك لارشاده أو تنبيهه لسقاية واكرام الضيف والزائر سواء كان ذلك في المشفى أو البيت..

كان من الأدب والذكاء بما يجعلك تدعو له بالتوفيق وطول العمر وخلافة والده الذي كان هو الاخر رمزا من رموزنا ورجل بر وإحسان بلغ به الحال ان يحمل المريض المتعفف علي سيارته ويذهب به الي الطبيب ويحاسب على كل شئ حتى العلاج..

محمد رحل عاجلا وترك ابا لايعرف عنه ولاعن اختيه الصغيرتين اي شئ وترك اما ثكلي تتابع حال زوج أعيا واعجز مرضه الأطباء داخل وخارج البلاد..

فقد هذا الطفل اكثر ايلاما من فقد شيخ أو فتى في عز الشباب لما كنا نامله فيه من خلافة لوالده في أهله وفي ذريته وماكنا نراه فيه من مستقبل تشير إليه حركاته وسكناته ودرجة معرفته بالناس ومدي صلتة بهم رحما  برغم صغر سنه وتقديره واكرامه لهم في كل مكان..

اللهم لا نسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف. فالطف اللهم باهله وابيه وأمه واجعله لهم شفيعا وانزل البركة في اختيه وعوضهم بشفاء والدهم وبذرية من بعده وان تخلف عليهم بالبركة وكن في عونهم ياالله

وكان الله في عون الجميع

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة