الثلاثاء, 27 أكتوبر 2020 00:54 مساءً 0 490 0
التعاون الاقتصادي مع اسرائيل ...هل سيهزم الاقتصاد السياسة ؟
التعاون الاقتصادي مع اسرائيل ...هل سيهزم الاقتصاد السياسة ؟

خبراء اقتصاديون ....اسرائيل تمتلك تكنولوجيا حديثة ولكن ؟؟؟؟
د. عزالدين ابراهيم ... التعاون سيكون  بارد وعلى نطاق رسمي محدود والبضائع الاسرائيلية  ربما تجد مقاومة بالمقاطعة 
القوني... السوق الاسرائيلي فتح جديد لأسواق الصادرات السودانية
عبد الحكيم الحسن ... اذا دخلت اسرائيل يجب  ان تدخل في مجال  التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والصناعة  التحويلية فقط

استطلاع :هناء حسين 
اثارت قضية التطبيع مع اسرائيل   جدلا كبيرا  في الفترة الماضية ومازالت وفيما يرفض  عدد من السياسيين وجزء من الشعب تتمسك الحكومة بالتطبيع وتفتح الباب على مصراعيه لاسرائيل للتعاون الاقتصادي وولوج مجال التجارة والتركيز على الزراعة ومن المتوقع ان تغزو الاسواق السودانية البضائع الاسرائلية قريبا وهناك توقعات بأن تجد مقاومة شعبية (اخبار اليوم ) وضعت العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل في ميزان الخبراء  وتباينت اراء خبراء الاقتصاد في كيفية  التعامل مع اسرائيل فماذا قالوا؟؟؟
بعيدا عن السياسة 
وتحدث الخبير الاقتصادي  رئيس اللجنة الاقتصادية بالجمعية السودانية لحماية المستهلك د. حسين القوني للصحيفة قائلا  بعيدا عن النواحي السياسية اذا ما قدر ان يتم نوع من التعاون  السياسي والدبلوماسي  بين السودان واسرائيل ستكون هناك نتائج ايجابية تعود على السودان من حيث التعاون في المجال التجاري والزراعي  والتقني لجهة ان اسرائيل من الدول الصناعية المتقدمة ولها خبرات طويلة في المجالات البحثية والصناعية بجانب خبرات التقنية الزراعية وهو امر سيساعد السودان كثيرا في النهوض بإمكاناته الزراعية الكثيرة المتعددة وفي ذات الوقت سيدعم البلاد في التدريب والتأهيل التقني في مجالات كثيرة متعددة اضافة الى  المساعدة في مجال التعليم التقني في السودان بجانب المساعدات العينية والفنية والمهنية والتطوير في مجالات الصناعة  وتكنولوجيا الزراعية كما يمكن ان يكون السوق الاسرائيلي فتحا جديدا لاسواق الصادرات السودانية اضافة الى التعاون الفني والمهني والعسكري والامني في مجالات كثيرة وما من شك في أن اي تعاون تجاري او مهني او فني او زراعي مع دول ذات إمكانيات وقدرات وخبرات كبيرة خاصة مع الدول الصناعية له ايجابيات كثيرة ومصالح ومنافع متبادلة مما يساعد البلاد في عملية التطوير والتنمية الزراعية والصناعية والنشاط الاقتصادي بصفة عامة فضلا عن تنشيط المجال  السياحي وتطوير البنية التحتية في  البلاد خاصة وأن لرجال الاعمال واضاف ان  للاسرائيليين خبرات وامكانات كبيرة في مختلف المجالات اسرائيل عندها خبرات وامكانات في العديد من الدول خاصة في المجال الزراعي وقد ورد في التسريبات ان اسرائيل ستركز على المجال الزراعي وتطويره فإذا تم ذلك فإن للسودان الموارد  الكبيرة من اراضي شاسعة خصبة لمختلف انواع المحاصيل الزراعية واذا تطابقت هذه الامكانيات الطبيعية مع الخبرات العلمية والاكاديمية والعملية في بلد شاسع (قارة ) كالسودان فإن النتائج ستكون مشجعة ولخير العالم اجمع بل ستؤكد ان السودان بجانب و سلة غذاء العالم  وقال القوني يمكن القول بصفة عامة ان توسيع لقاعدة العلاقات الاقتصادية و السياسية والزراعية والامنية والمعدنية والتبادل التجاري واسرائيل والخدمات بصفة عامة سيكون له مردود كبير للسودان وللدول التي يتعامل معها 
المطلوب من السودان لجذب المستثمرين الاجانب وحتى المستثمرين المحليين تحسين المناخ الاستثماري بما في ذلك تحسين بيئة العمل من خدمات وطرق وكباري سكك حديد طرق برية ونهرية وبحرية اضافة الى تحسين القوانين واللوائح المنظمة للعمل في السودان وتطوير   الخدمة المدنية وتوفير بيئة العمل المناسبة  ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب اضافة الى تحسين علاقاتنا الاقتصادية و السياسية مع العالم الخارجي وقيام القنصليات التجارية بسفاراتنا بالخارج للتسويق لقدرات وامكانات السودان التجارية والاستثمارية في  مختلف المجالات التي يذخر بها السودان وشدد على ضرورة توفير كل الوسائل لاستثمار موارد وامكانات السودان بافضل ما يمكن وطالب ضرورة الاهتمام بالكادر البشري والنواحي الامنية و السياسية والاقتصادية في البلاد لتأمين سلامة الجميع واستقرار البلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وامنيا حتى تنطلق البلاد الى مصاف الدول الاخرى التي سبقتنا في المجالات المختلفة .
قوانين مشجعة 
واضاف  الخبير الزراعي و الاقتصادي المهندس عبدالحكيم الحسن   قائلا  الحظر الامريكي حرم  السودان من اشياء كثيرة وتدهور الطيران والسكك الحديدية وسكر  النيل الابيض لم يتقدم رفع الحظر الامريكى بوابة عبور   للسودان وتخطي بعض العقبات ورهن حدوث طفرة بوجود سياسات رشيدة في مجال الاستثمار لجهة ان السودان الان يمكن ان ينفتح على الاستثمار واي استثمار  في العالم يحتاج الى بلد ٱمنة  وقوانين مشجعة وتسهيل الاجراءات  ولابد من تخفيض او رفع الضرائب والرسوم  الكثيرة وقال الحسن ان مخرج الاقتصاد السوداني هو الزراعة  بالتركيز على الزراعة من اجل الصادر واضافة قيمة للخامات الزراعية وقال ان اضافة  قيمة  يؤدي الى ايجاد عشرات  الاف من  الوظائف  تعظيم المنتج السوداني  وزيادة الايرادات  بالنسبة للمنتج اما الصادر سيوفر عملات حرة ولكي يتحقق ذلك نحتاج الى سياسات رشيدة في المجال الزراعي سياسات تشجع الاستثمار وسياسات  على تخفض من  تكلفة الانتاج سياسات تدعم البنيات التحتية للزراعة واسرائيل لديها تكنلوجيا متقدمة جدا  في مجال الري  دعا الى الاستفادة من رفع الحظر على السودان وننوع اقتصادنا ونعتمد  كثير من الشركاء حتى امريكا محتاجين نجذب الشركات الامريكية لكن لا نقف عليهم ويجب ان يكون اقتصادنا مفتوح للدول الشرقية والغربية ولاوربا محتاجين نزيد الطاقة بالاعتماد على الالمان في رفع الطاقة  خاصة  الطاقة الكهرومائية لتخفيف تكلفة الانتاج ومحتاجين للصين لبعض الاشياء قليلة التكلفة والتي تساعد في الصناعات محتاجين لروسيا وقال ان الاقتصاد القوي بدون دولة قوية اقتصاد هش وسيكون نهب للاعداء لافتا الى الظروف السياسية التى ضغطت السودان للتطبيع مع اسرائيل ولا اتوقع ان تساعد السودان كثيرا انا ليس ضد التطبيع  والاسرائيلين لا يمكن مساعدتنا في احداث نهضة حقيقية ونحن نحتاج الى نهضة حقيقية لان السودان به موارد كبيرة يمكن ان يكون امريكا الشرق الاوسط او امريكا رقم ٢ عندنا موارد واعدة تحتاج الى سياسات رشيدة لاستغلالها  فاذا دخلت الشركات اليهودية ستستلم  التجارة والصادر وسينمو الاقتصاد بصورة كبيرة ولكن الطبقات الوسطى من السودانيين سيزدادوا فقرا  لاحتكار الشركات الكبرى للتجارة  والصادر  و ابدى ملاحظات حول مذكرة  التعامل مع اسرائيل والذي يبدأ بالتجارة وقال ورد في الاتفاق مع اسرائيل مجال  التجارة وهي لا تحتاج الى استثمار خارجي بل تحتاج التكنولوجيا وتطوير الزراعة والصناعة التحويلية الى استثمار خارجي مؤكدا قدرة كل المواطنين على العمل في مجال التجارة حال انفتاح الباب ونبه الى تجربة الشركات اليهودية مثل  كىريكلي، كونت مخلص  وغيرها كانت تعمل في مجال التجارة وتصدر الخام والان عفا عليها الدهر  ويجب الا نرجع للوراء ونصدر خام ومن المفترض ان نصدر اشياء مصنعة   وعدم تصدير اي منتج لافتا الى اهمية التصنيع في تشغيل اكبر عدد من الشباب  وقال اذا دخلت اسرائيل يجب  ان تدخل في مجال  التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والصناعة  التحويلية فقط. وقال ليس الهدف من التنمية ليس زيادة الدخل القومي  ولكن الهدف من التنمية تنمية  الانسان السوداني قبل كل شئ لافتا الى ان ٨٠٪ من الشعب السوداني دون حد الفقر واي استثمار لا يقلل نسبة الفقر في السودان ويساعد  الطبقة الوسطى في زيادة ايراداتها وموادها يعتبر استثمار سطحي ونحن لا نريد للاستثمار من اجل الاستثمار داعيا الى مراجعة قانون الاستثمار بحيث  تكون اولوية فتح   الباب لكل مستثمر ان يساعدنا في تطوير مواردنا واضافة قيمة لمنتجاتنا وتشغيل اكبر عدد من السودانيين واستيعاب كل الكوادر الفنية والمقتدرة والخريجين في مجال الاستثمار القادم للبلد وقال 
الان العالم سينفتح للسودان اتمنى ان يتعايش الجميع في سلام لانه بدون امن واطمئنان  لا يدخل مستثمر البلاد  ولذلك من المفترض ان تكون   واحدة من اولويات الحكومة تحقيق  السلام والتصالح بين  السودانيين بمختلف توجهاتهم حتى تكون البلد امنة وجاذبة للاستثمار لان المستثمر لا يأتي لدولة بها اضطرابات وانقسام داخلي .
علاقات مصرفية 
وقال الخبير الاقتصادي د. عزالدين ابراهيم التطبيع  مع اسرائيل فيه منافع اقتصادية ولكنه غير مقبول سياسيا وسيجد التعامل مع اسرائيل مقاومة من الافراد وقال اسرائيل لديها تقانات  حديثة للزراعة في المناطق الجافة بجانب تقانات حصاد  المياه  وتقانة متقدمة في مجال الاتصالات  ويمكن الاستفادة منهم في هذه المجالات كما لديهم علاقات  مصرفية متقدمة مع  العالم يمكن  الاستفادة من بنوكهم في الدخول للنظام المصرفي العالمي و يمكن الاستفادة من اسرائيل في الاشياء المذكورة تجاريا واقتصاديا كما يمكن الاستفادة منهم في مجال التعليم  البحث العلمي اذا زال الجدل في العلاقات معهم لافتا الى ان السلام الذي تم مع الدول العربية  يسمى سلام بارد بمعنى علاقات رسمية ولا يوجد تطبيع شعبي ولذلك ستكون تعاون  السودان مع اسرائيل تعاون بارد وقال ان البضائع الاسرائيلية التي تدخل البلاد عبر العلاقات  التجارية ربما تجد مقاومة بالمقاطعة وسيكون التعاون بارد على نطاق رسمي محدود ولكن  شعبيا  غير مقبول وقليل من الناس سيسافر والقليل من الاسرائيليين سيأتي للسياحة لتخوفهم من التعرض لاغتيالات  واستشهد على ذلك  بتجارب الدول العربية التي طبعت مع اسرائيل مثل  مصر والاردن .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق