الخميس, 29 أكتوبر 2020 09:56 مساءً 0 334 0
ابراهيم محمود مادبو يكتب:التطبيع وجدلية قرارات منظومة الثوره
 ابراهيم محمود مادبو يكتب:التطبيع وجدلية قرارات منظومة الثوره

التطبيع وجدلية قرارات منظومة الثوره

الحمد لله الذى خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه صلاة يشفع لنا بها يوم البعث والنشور.

  اولا ) المساله المفاهيميه فى جدل سلطه  الثوره.

    يدور اليوم جدل ومعركه اعلاميه شعواء وصراع مرير بعضه معلن وبعضه ليس كذلك بين منظومة شركاء سلطة ثوره ديسمبر الشعبيه من جانب ، والمعارضه واخواتها من الجانب الاخر ، وفى الخضم نتابع تداعيات الشارع العريض المازوم تارة مع هذا وتارة مع الاخر ، وسبب ذلك كله بعض من تردد السلطه الحاكمه ، وضعف فرض هيبتها وهشاشة تماسكها وقلةحيلتها وربما صبرها على الاذى ، وهذا الخلل على السلطه ان تعالجه قبل ان يستفحل . هذا ومعلوم بان العلاقه  بين سلطه مجلس الوزراء والمجلس السيادى ومنظومة تحاف الثوره تحكمها الوثيقه الدستوريه التى اسست لتلك العلاقه وما ورد فيها من نصوص ، اما مالم يطرح فى الوثيقه فتحكمه المفاهيم والتجربه والمصير المشترك الذى جمع  بين اؤلئك الشركاء ،  وينبغى ان يعالج اى خلاف فى اطار التفاهم القومى والتنازل والايثارالذى يؤدى للوحده بين مكونات سلطة الشركاء وليس بالاعلان عنه وتبادل الاتهامات والتفرد بالمواقف ، خصوصا وقد انضم لمنظومة السلطه الان شركاء سلام جوبا واكتمل العقد واصبحت السلطه الان احوج ما تكون للوحده والتوافق والتماسك ، وفى جميع الحالات فان لمجلس الوزارء ومجلس السياده ، وبموجب الشرعيه الثوريه والتفويض الدستورى الذى يملكونه فان لديهم الحق فى اتخاذ اى  من القرارات، وباى قدر من التشاور مع شركاؤهم ، لحين تكوين المجلس التشريعى الانتقالى

     جدل التطبيع مع اسرائيل

     اولا )  فى سورة الاسراء كشف لنا ربنا جل جلاله من علم الغيب ما اخبرنا فيه بقيام ثم توسع ثم نهاية دولة اسرائيل ،  وقال عز من قائل  : بسم الله الرحمن الرحيم : وقضينا الى بنى اسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الارض مرتين ولتعلون علوا كبيرا ، فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا  اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ، ثم رددنا لكم  الكره عليهم وامددناكم  باموال وبنين وجعلناهم اكثر نفيرا ، ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اساتم فلها فاذا جاء وعد الاخره ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا. ( يتبروا تعنى  يدمروا تدميرا شديدأ ) ونحن نشاهد ونعيش اليوم مرحلة نفير اسرائيل وتمكينها وبناء دولتها وتوسعها وعلوها الكبير فى الارض مدعومة بالقوى الكبرى ، ولا يملك السودان ولا غيره من الدول تبديل امر الله سواءا قاطع السودان اسرائيل او تطبع معها  فالامر سيان فى النهايه ، ومن الاهميه بمكان ان نعترف بانه ليس للسودان اليوم ما يقدمه  للاضرار بمصالح اسرائيل اى كانت تلك المصالح سوى مواقف السودان الداعمه لموقف الجامعه العربيه من الصراع ، علما بان الرئيس الراحل انور السادات زار القدس قبل اربعين عاما فى نوفنبر 1977 والقى خطابا فى الكنيست الاسرائيلى واعترف حينها باسرائيل  ثم طور علاقته بها ووقع اتفاقية كامب ديفد رغم ان مصر تمثل العمق الاستراتيجى للقضيه الفلسطينيه ورغم ذلك لم يقاطع السودان مصر بل ظل يعتبرها مصر الشقيقه اخت بلادى ، هذا وان قرار التطبيع او المقاطعه هو من حق السلطه الشرعيه ممثله فى محلس الوزراء ومجلس السياده على ان يتبعه قرار المجلس التشريعى الانتقالى الذى سوف يتم تعيينه قريبا جدا ليضع حدا للجدل ، ثم يحسم الامر فى النهايه  بقرار مجلس تشريعى منتخب انتخابا حرا.

ثانيا ) هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للمدينه المنوره كتب فيها دستور الدوله المدنيه ، واقر ذلك الدستور مبدا التسامح والتعايش المجتمعى والدينى بين جميع مواطنى المدينه المنوره وعلى راسهم اليهود والنصارى ، واكد الدستور على حرية الاعتقاد والتعبد ، وكانت تلك اول وثيقه سياسيه فى التاريخ ، وناتى فى السودان بعد سته عشره قرنا من دستور المدينه المنوره لنصنف المواطن السودانى هذا شيوعى وهذا علمانى وهذا يهودى وهذا نصرانى ، وندعى زورا بان السودان دولة مشروع حضارى .

ثالثا) من الضروره بمكان ان يتطور الان الصراع الدينى الايديولوجى مع غير المسلم ليصبح صراعا فكريا ثقافيا ، فقد مضت دون رجعه نصرة الاسلام بالسيف وبالتكفير والتمييز والاقصاء والاستعلاء ، واصبحت الان الدعوه للاسلام بالحسنى وبالقلم لذلك انتشر الاسلام  فى اوروبا حتى خشي الاوربيون بان يتحول مجتمعهم فى النهايه للاسلام .          

رابعا ) الحقيقه المجرده هى انه خلال سنوات المقاطعة مع اسرائيل كلها لم تتضرر اسرائيل من مقاطعة السودان لها فى شيى واحد ابدا ، ولم ينتفع السودان من مقاطعته لاسرائيل فى شىء واحد ابدا ، اذأ ما هو الجديد الان سوى قرار شجاع جدا ، صواب ام خطا ، حرك البركه الراكده ، وعلينا ان نناقشه على نار هادئه واضعين مصلحة السودان فوق كل اعتبار، خصوصا وقد ظل السودان منبوذا محاصرا مستهدفا ثلاثون عاما انهار فيها الوطن وتوقفت فيها الحياه ، وقد حان له الوقت ان يتعافى ويقف على قدميه ويتعظ من تجربة الحصار الذى فرض عليه وقد اعلنت بالفعل تباشير ذلك .

خامسا ) الخطر الاكبر اليوم يكمن فى الصراع الذى سوف يخلفه هذا قرار التطبيع بين المهرولين للتطبيع المتطلعين للمكاسب الذاتيه التى لا علاقه لها بدين ولا بدوله ، وبين المتزمتون العقائديون الذين يدعون بانهم حماة الدين والعقيده وخلفاء الله فى ارض السودان رغم انهم ما اقاموا دينا ولا وطنا ، وقد حان الوقت ليسعى الجميع لطى الخلافات وانجاح الفتره الانتقاليه والتوجهه نحو المشروع الوطنى لبناء السودان ورفع المعاناة عن مواطنيه .

 25 اكتوبر 2020

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق