السبت, 14 نوفمبر 2020 02:09 مساءً 0 426 0
ايام وليالي : علي سلطان
ايام وليالي : علي سلطان

أدركوا إثيوبيا والاثيوبيين

إنا حزين جدا لم يحدث في الجارة الشقيقة إثيوبيا.. لم أكن اتمنى ان يحدث قتال  قبلي أو أثنى اوعرقي أو حتى ايدلوجي  في الجارة الشقيقة  إثيوبيا وقتال بين اهل البيت الواحد.

 لقد كنا إلى الأمس القريب سعداء بالمحبة والألفة بين  مكونات الشعب الإثيوبي من قبائل وإثنيات شتى.. ولم أكن أتوقع يوما أن يتحارب أبناء إثيوبيا فيما بينهم وإن تسفك دماء أبناء الشعب الواحد.

 إثيوبيا بلد جميل وشعب جميل أحببنا تسامحه وتعايشه وسعدنا بما يحدث في إثيوبيا من تنمية وتطور وتقدم واضح في مختلف الأصعدة والمجالات.. وما كنا نتمنى أن يأتي يوم تشن فيه الطائرات الحربية الإثيوبية هجوما على احد اقاليمها أو مدنها أو تقتل أبناء شعبها وان اختلفوا وان تمادوا في غطرستهم..!! ذلك أن الناتج من الحرب الأهلية سيكون ثمنه فادحا وسيعمق الجراح والثارات..ولن يكون سببا في راب الصدع بل سيزيد من الشرخ ويعمق الفتن والأحقاد خاصة حين يكون المنطلق قبليا أو اثنيا أو حتى جهويا أو حتى سياسيا وايدولوجيا.. وستدخل دولة إثيوبيا الناهضة في أتون حرب لن تنتهي وتستحوذ  الحرب  على كل الميزانيات المخصصة للتنمية والبناء كما يتدفع بجهات خارجية كثيرة للتدخل في الشأن الإثيوبي.

لا أدري أين ذهبت الحكمة الإثيوبية وذلك الرصيد الهائل من السلام والتسامح والتعايش السلمي.. ولا استبعد ان تجر هذه الحرب قبائل أخرى لتخوض غمارها وتعيد انقسامات وصراعات تجاوزتها إثيوبيا منذ عقود.

واتساءل أين الاتحاد الأفريقي ومنظمة الايقاد بل واين السودان البلد والجار الشقيق.. وأين كينيا ويوغندا وحتى إريتريا وجيبوتي والصومال والأمم المتحدة ولماذا لا يتحركون لوقف الحرب وحقن الدماء وحل المشكلات عبر التفاوض. وفي السودان لنا تجارب مريرة مع مثل هذه الحروب والفتن ومازلنا ندفع ثمنها الباهظ.. والمحزن  أن إثيوبيا كانت   وماتزال بحكم موقعها وعلاقاتها هي التي تسعى لواد الفتنة ولجمع الفرقاء والمتحاربين على امتداد القارة الأفريقية  على مائدة التفاوض.

إن إثيوبيا الان على فوهة بركان وستتضرر كثيرا جدا على المدى القريب والبعيد من هذه الحرب التي سيتسع نقاطها وستكون وبالا على كل إثيوبيا.. وعلى السودان أيضا الذي سيكون أكثر المتضررين من دول الجوار بهذه الحرب التي هي أقرب إلى الحدود السودانية.. وصحيح أن التمرد على الحكومة المركزية وعلى نظام البلد أمر غير مقبول بل مرفوض تماما.. كما أن الحرب مرفوضة تماما.. لان نتاج الحرب بلا نفع يذكر بل ضرره أكثر من نفعه.

ما كنت أريد لاثيوبيا أن يحدث فيها هذه الحرب المستعرة وماكنت اريد لبلد المحبة والسلام هذا الانزلاق الخطير نحو مآلات لا يمكن التحكم فيها وفي أوسعها وانجرافها وضررها تحت ظلال تعقيدات إقليمية وعالمية غير مبشرة.. وكنت اتوقع ان تشهد نهضة أثيوبيا وانطلاقها من عقال التخلف والفقر إلى طريق النماء والازدهار كبوة ما من جهات لن ترضى لاثيوبيا هذا التفوق وهذا النجاح لبلد مازال تحت خط الفقر..!

ارجو وادعو القيادة السودانية ممثلة في المجلس العسكري ومجلس الوزراء وكذلك الأحزاب السودانية إلى تدخل سريع لوقف الحرب والدعوة إلى الجلوس على مائدة تفاوض بدلا من سفك دماء أبناء الشعب الواحد.. و أنني لجد حزين لما يحدث في الجارة الشقيقة.. واتمنى أن تسارع الدول الصديقة إلى التدخل لوقف هذه الحرب اللعينة التي ستكون ذات إثر سيء على جميع دول الجوار لاثيوبيا.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق