الأثنين, 10 ديسمبر 2018 01:31 مساءً 0 146 0
مع برد الشتاء القارس وقبة التكييف المركزي هل يسمح البرلمان بدخول مصنع الثلج البلدي ؟
مع برد الشتاء القارس وقبة التكييف المركزي  هل يسمح البرلمان بدخول مصنع الثلج البلدي ؟

ابشر رفاي

طالعتنا صحف أمس الأول وبالمانشيت الجماعي بنبأ عن سبأ مرصود منذ أمد بعيد يفيد بان ثلاثة وثلاثون حزبا ويزيدون اقترحت جهارا نهارا تعديل للدستور يتيح الترشيح لدورات مفتوحة للرئاسة وهذا لعمري كضمة قوية تبحلق العيون وتحزلن العناقر كضمة من عجوة دستورنا الانتقالي المتشبع بطعم ونكهة مشاريع دساتيرنا السابقة الانتقالية والدائمة والدوام لله الواحد القهار هذا الخبر الذي يتيح الترشح لدورات رئاسية مفتوحة في ظل القرن الواحد والعشرين وبكل ما حمل من تطور ومفاجئات ونقلات حضارية في مجال الديمقراطية والسياسة الراشدة والحكم الرشيد هذا الخبر الحزبي والمحزبن يذكرنا بقصة عمنا رجب تقول القصة الشعبية الطريفة بان عمنا رجب ظريف المدينة والقرى مرة ذات يوم فوجد تجمع ضخم لأهل القرى يتحرون رؤية هلال رمضان وهي عادة ومناسبة سنوية يعد سعيد الحظ من يرى بالعين المجردة الهلال لتنهال عليه ألوان من الحلى والهدايا من مجمع تحري الرؤية الشعبية الماثل أوقف عمنا رجب حماره وسط الجموع بعدما علم بطبيعة المناسبة فنظر الى الأفق مليا فقال( أها داك الهلال) فتحلق الجميع حوله يهتفون عاش رجب عاش عم رجب فبينما والهدايا تمطره عن اليمين وعن الشمال سعيد. نظر الى الأفق مجددا فقال داك واحد تاني فكل الذي كان يتوقعه الشعب والشارع السوداني على أقل تقدير إضافة دورة ثالثة رئاسية استثنائية قابلة للمراجعة الدستورية او ثالثة راتبة دورة مشفوعة بمراجعة عدد السنين والحساب او صرف النظر بالكامل عن الفكرة وعن الموضوع لتعارضه مع جملة من الحقائق والأرقام السياسية والدستورية في مجالات التنمية السياسية والدستورية والعهود والعقود وحصاد عشم الألسن وهشيمها.
ان المادتين اللتين حوتهما مبادرة السادة النواب وهما فتح الدورات الرئاسية والبحث عن آلية وكيفية لمحاسبة الوالي المنتخب لاحقا من قبل القاعدة الجماهيرية مثله مثل رئيس الجمهورية فهما حقا وصدقا مادتين يضاف لهما فلسفة النظام الرئاسي المختلط والإداري الفدرالي تستحقان البحث والتنقيب والاستخلاص المتجرد والنزيه ذلك انها تمثل جوهر الحكم والعملية السياسية الكلية التي تجعل إجمالي التنمية العادلة والاستقرار هدفا استراتيجيا وفي هذه القراءة نشير الى ثلاثة مواضيع ذات ارتباط وثيق بالمادة 57 من دستور السودان الانتقالي المعدل لعام 2015م وهي تتعلق وتتحدث عن دورتين لرئاسة الجمهورية الموضوع الأول رئيس الجمهورية والنظام الرئاسي الموضوع الثاني عدد الدورات الرئاسية الموضوع الثالث المشير عمر حسن احمد البشير فأي من هذه المواضيع الثلاثة يقرأ برواية سياسية مختلفة وفق حيثيات سياسية محددة لا تقبل المجاملة والمزايدة من واقع وحقيقة ان الوطن والمواطن والقيم هي المبتدأ والضمير البارز والفعل الايجابي المستمر. بالنسبة للنقطة الأولى أي كلام عن دورات رئاسية مفتوحة يصادم قيم الدين ومنها وتلك الأيام نداولها بين الناس والإنسان نفسه من النطفة حتى الانطفاء بمعني الموت هو في رحاب الدورة الزمنية نمو وأحوال (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) ثم الإجراء نفسه يصادم القيم والمفاهيم والتجارب الإنسانية في مجال الحكم والممارسة الشورية والديمقراطية فكل الدول المتقدمة والمتحضرة قد اتخذت من فلسفة تداول الأيام بين الناس والعدالة في توزيع الفرص والتفسح في المجالس برؤى تأملية وليست تآمرية اتخذتها أساس مدخلات الاستقرار والرضا الوطني والقومي فحكاية دورات رئاسية مفتوحة في ظل النظام الجمهوري والنظام الرئاسي المختلط ينسف الفكرة والقيم الدينية والأخلاقية من أساسها ويكرس لفلسفة نظام التملك السياسي وهو نظام سياسي مطور بالغ الذكاء يتخذ بين النظام الملكي والجمهوري مرتعا آمنا له باسم الشورى والديمقراطية تارة وبسياسة الأمر الواقع تارة أخرى وفي ظل وطن ومواطن يؤمن بقيم الشورى والديمقراطية ويذخر بالتنوع بكل تحمل الكلمة من معنى ويعيش صراع تاريخي مرير حول السلطة والثروة والاعتبارية فان الحدث عن دورات رئاسية مفتوحة يعتبر نوع من أنواع تعقيد الأوضاع او محاولة مكشوفة لسد الطريق أمام العدالة السياسية والاجتماعية والدستورية عن طريق توظيف الكسب التراكمي لعناصر الدولة ومقدرتها في مجال التنافس الغير متكافئ إذن كل من يؤمن يحق الحياة والكرامة ونصيبه من الحياة الدنيا لا يقر مبدأ الدورات الرئاسية الزمنية المفتوحة بل حتى الدورات الزمنية المحشوة بكثرة السنين المسيسة اما النقطة الثانية الخاصة بالنظام الرئاسي المختلط فهي نقطة لا بأس بها خاصة في ظل الفشل التراكمي للنظام البرلماني ولكن هناك مخاوف من النظام الرئاسي المختلط ومنها تكريسه للشمولية الاجتماعية والسياسية والدستورية وهي ذات النقطة التي كنا نأمل ان يناقشها بشفافية تجمع أحزاب وشخصيات الحوار الوطني. اما النقطة الثالث المتعلقة بالسيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير وفرصة ترشيحه لدورة رئاسية ثالثة أو فتح الباب الدستوري على مصراعيه أمامه مدى الحياة قلنا عن هذا الموضوع في أكثر من قراءة سابقة بأن الذين يقفون من خلف الترشيح طرائق قددا وقد يبلغ عدد مرجعياتهم خمس كلٌ انتهازية ما عدا واحدة نزيهة وهي التي ترى بان السيد الرئيس اختلفنا معه أو اتفقنا موالاة ومعارضة راشدة فهو في النهاية أصبح قاسما مشتركا أعظم للتوافق وللسلام وللحد الأدنى من الاستقرار ودونه الخلاف المرير فكثير من الشعوب لا تندم الا بعد فوات الأوان فترشيح الرئيس لدورة رئاسية استثنائية استكمالية معقولة ولكن غير المعقول الدورات الرئاسية المفتوحة من أجل الرئيس او من أجل تكتيكات سياسية تاريخية مثيرة للجدل تتم باسم النظام الرئاسي وباسم صناعة الاستقرار والنهضة الوطنية..  
وللحديث بقية.   

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق