الاربعاء, 03 فبراير 2021 10:15 مساءً 0 553 0
هندسة الفوضى: صديق الشم
هندسة الفوضى: صديق الشم

الى الوزراء الجدد.. لقيتوها مملحه!

   منظومة الحكم عمل جماعي، وبرامج وخطط، ومن يجتهد لإزالة الأشخاص فقط! قصير نظر، فالثورة.. ثورة فكر، أكبر من الأشخاص، والوزراء مجرد رقم في ذاكرة الوطن، من حق الوطن تداولهم.. او استبدالهم لمصلحته؟ وعلينا نحن كأفراد ان نؤدي دورنا تجاه الوطن، قبل ان نطالب الآخرين بذلك، شكراً وزراء الثورة لما قدمتموه لهذا الوطن المعطاء، وليسعد الوزراء الجدد بحجم الإنجازات التي تحققت للانتقالية، وعدم بخس الناس اشيائهم، وليبنوا على وطن انفتح على العالم، وازيل من قائمة العار وحقق السلام الحقيقي، بوضع السلاح وتعزيز السلام المجتمعي.

         لخص الكاتب الأمريكي ( كرين برينتين) في كتابه .. الثورة واشياء اخرى، مراحل الثورات الى في اربع مراحل ،المرحلة التمهيدية التي تتميز بالآمل الطوباوية ،والحمى الصاعدة ،وهي مرحلة شهر عسل صغيرة ،يظهر فيها عدم التجاني والصبر على قانون حصاد الثورات ،حيث يكون حكام الثورة  المعتدلين ،مؤمنين بحرية الراي والتعبير في وسائل الاعلام ،كحال ثورة السودان الانموذج الجديد للثورات الناضجة ، التي عادة ما يتولى الحكم فيها رجل (حكيم) ووزراء صادقين ،ينكرهم البعض ويكتبهم التاريخ بماء من ذهب كحكومة الدكتور عبدالله حمدوك الأولى لانهم كما يقول (كرين) يدعون الى حلول وسطية بادراك سليم واعتدال ،وهذا جزء من قوتهم ثورتنا الان تدخل في المرحلة الأخيرة من للثورات (مرحلة الخلاص) يعرف كرين هذه المرحلة بفترة النقاهة التي تبدا بما يسمى العودة البطيئة غير المنتظمة الى الهدوء ،وتدخل البلاد فترة الإنعاش وتخف الشعارات والمطالب هذا ما يطلق عليه الجيل الرابع من نظريات الثورة في القرن العشرين، (التي تقوم جهودها على فكرة النماذج المركبة المتعددة الابعاد والمستويات، وتأنى عن الاختزال والقوالب الجاهزة ،كحال السودان اليوم  ،حيث زاوجت الثورة بين الحكم المدني والعسكري كتجربة ذاتية ..تؤتي أُوكلها (الآن).

وبأسقاط، ما سبق على الثورة السودانية يمكن ان نعدد مراحلها على من ثار ضدهم الشعب، تبدا بمرحلة (الانكار) التام لسوء الوضع والاعتزاز بإنجازات زائفة، وبعد ان يفور التنور تاتي مرحلة (اخرقتها)، تم مرحلة (الهروب) من المركب الى تركيا ، ثم مرحلة (الانزواء)، تم (العودة) الخجولة، ومحاولة الدخول في حوار مجتمعي بعد ان لفظهم المجتمع ، ثم مرحلة (ولااااكن) ،ويكون حديثهم من قبيل (نحن ما مختلفين معاكم انه عهد الكيزان عم فيه الفساد والابادة الجماعية وبيوت الاشباح ،واكل أموال الشعب بالباطل ،الله لا عادوا ....ولاااااكن؟ ! وأخيرا يرتدوا الى شرنقة (سيصرخون ) بقطع الطرق والتصيد .. نحن ما (كيزان) .. والناس بقولوا علينا كده، الشينة منكورة، هذه المرحلة الأخيرة من (الغرائز) المصاحبة للثورات، وهي التي يعيشها السودان (الآن).. يقول فلاسفة الثورات (الغرائز الثورية لا تهيمن على بعض الجماهير (الكيزان) فان تركت لنفسها، فإنها تمل الفوضى وتتجه بالغريزة الى الانصياع والانضباط. . فالثورة راسخة ولا عودة للوراء، تتجدد دماؤها وتتخنثر لا لتوقف النزيف فقط، بل لِدَفق جديد!

      يقسم الكاتب جوستياف لوبون  في كتابه (سيكلوجية الجماهير) الهيبة الى قسمين، مكتسبة وشخصية ويقول ان الهيبة الشخصية تتلف بالمناقشة والمجادلة.. والذين حافظوا على هيبتهم وحكمتهم لم يسمحوا ابدا بالمناقشة السفسطائية، (حمدوك) يُهيئ بصمت لدولة السلام والعدل والديمقراطية الراسخة.. بدعم حشد اممي قلما يتوفر لزعيم، نجح في كسر حاجز العزلة الدولية.. وتنفس الوطن صعداء الانفتاح على العالم فلو لم يفعل حمدوك والحكومة الانتقالية بكافة مكوناتها، في اقل من عامين سوى، السلام، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب واستعادة سيادته وهيبته، (لكفاهم).. هل كان بالإمكان تحرير الفشقة ؟ لولا السلام.. وتوجه قواتنا المسلحة الباسلة الى صميم عملها من حماية الحدود والبلاد، وعدم الزج بها في حروب إبادة لشعبها.

        اخيراَ.. من حق المواطن، ان يتضجر من صفوف العيش وزيادة الأسعار، ولكن من حقه أكثر، ان يستبشر خيرا له ولأبنائه والوطن، بعد جملة الإنجازات المبشرة بمستقبل واعد، كن جزءاً من الحل ولا تكن جزءاً من المشكلة؟

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق