الأحد, 07 فبراير 2021 07:27 مساءً 0 702 0
بقلم د. محمد البيّدر عثمان : الهمّان العام والخاص في رواية -ورشة داليانس - للكاتب الروائي: محمد الأمين مصطفي
  بقلم د. محمد البيّدر عثمان : الهمّان العام والخاص في رواية  -ورشة داليانس - للكاتب الروائي: محمد الأمين مصطفي
  بقلم د. محمد البيّدر عثمان : الهمّان العام والخاص في رواية  -ورشة داليانس - للكاتب الروائي: محمد الأمين مصطفي
  بقلم د. محمد البيّدر عثمان : الهمّان العام والخاص في رواية  -ورشة داليانس - للكاتب الروائي: محمد الأمين مصطفي
  بقلم د. محمد البيّدر عثمان : الهمّان العام والخاص في رواية  -ورشة داليانس - للكاتب الروائي: محمد الأمين مصطفي

 

رواية )ورشة داليانس(  للأستاذ محمد الأمين مصطفى تقع في ١٩٤ صفحة من المقاس المتوسط،إصدار دار المصورات للنشر والطباعة والتوزيع إختار لها الكاتب عنواناً غامضاً ومشوّقاً لم تفلح معه محاولاتنا المستميتة لاستنطاق غلافها الذي يظهر جماعة من السودانيين بكامل زيّهم الوطني وهم على مقربة من مبنى عتيق ربما كان مسجد وقبة الإمام المهدي ، بل يصب مزيداً من زيت الأسئلة على نار الفكر ، فمن تراه هذا الداليانسوماعلاقته وورشته بهذا الجو السوداني الصميم.ندلف من ثَمَّ إلى إهداء عميق ورقيق من الكاتب إلى روح جدّه الذي من حكاياه استقى كاتبنا هذا الدفق الإبداعي الغزير.وإذ يضعنا الإهداء تماماً في فضاءات النص وأبعاده الزمانية والمكانية إلاّ أنني أتساءل عن جدوى تصدير الرواية بمقدمة شارحة لأحداث وشخصيات محورية وسياقات مهمة في النص ربما أفسدت متعة المتلقي في الفهم والتحليل والإستنباط وإن كانت على غرار تلك المقدمة الأدبية والمنهجية الراقية للدكتورعزالدين ميرغني.

تبدأ الرواية بواقعية سحرية محلَّقة تصف جمال الطبيعة وتفردها في منطقة إقليم النيل الأزرق وسنّار حيث تبرز الشجرة كسيمياء ترمزإلى الخير والنماء كما ترمز إلى المتجذر من القيم والمثل والأخلاق.من هذه الشجرة احتطب بطل روايتنا أخشابه التي كونت الطوف الذي سيستقله تماما مثل آبائه وأجداده في رحلة البداوة نحو التمدن، ولوح الخشب نحو مستقره ربما كقطعةأثاثٍ في مكتب

أنيق. هو (سروب ) المنسرب كخيط من الضوء لا تمسكه الأيادي، وفي الإسم مافيه من دلالات التمرد والجنوح يصل بعد رحلته المليئة بالمغامرات والمفارقات إلى موردة الأخشاب بأم درمان والتي كانت تضج بالحياة وتزخر بالمثيرالذي لم يألفه من قبل.وماهي إلاّ ويقع سروب في براثن العشق ل(قماري) فتاة الإنداية ليتشبث بالمدينة ومغرياتها وقماريها ،وتتعقد الأمور أكثر بتسببه في مقتل صديق والده (كناني) حين قفز الأخير خلفه من القطار الذي كان سيرجعه إلى سنار.تتناول الرواية من ثم الهمّين الخاص بسروب والعام للوطن سيّما وقد بدأت تتشكل فيه خلال تلك الحقبة من ثلاثينيات القرن العشرين بوادر العمل النضالي ضد المستعمر فينقل لنا الكاتب أجواء ثورة ١٩٢٤ وما تلاها حتى بزوغ فجر الإستقلال المجيد.تدورعجلة الزمان وتصبح (ورشة داليانس) الإغريقي ملكاً لسروب ابن الدندر الذي طرد منها ذات يوم في تجسيد لشعار الاستقلال السودان للسودانيين.
كل ذلك في رشاقة من العبارة ومهارة في السرد وسلاسة في الأسلوب ولايعيبها بطبيعة الحال بعض الإستدراكات مثلا:
١/ نعت سروب بالطفل وهو ابن الثامنة عشرعاماً في بيئة ينضج أفرادها باكراً.
٢/عدم إكتمال الصورة الذهنية لشكل وحجم  الطوف.
٣/سيطرة سروب على غرائزه الشهوانية تجاه صاحبة الإنداية (الجاه).
٤/الطريقة التي كان يعدو بها سروب من كلاب القرية ورأسه للخلف وصدره للأمام نقيضاً لقوانين الفيزياء والطبيعة.
٥/تلك العبارة الغامضة من قبل( الحاج مختار) ص ٥١ حين رفع

راحتي يديه للأعلى قائلاً: الفاتحه،بينما كانت اللحظة للترحيب .
ومما يُحمدُ للرواية تصويرها ابن الريف في هيئة المتبادل للمنفعة والمتطلع للأفضل، كما أنها لم تكتف بعرض المشكل والمسكوت عنه في مجتمعاتنا بل انتدبت لذلك حلولاً؛ مثل شراء سروب لصديقه المسترق (بيان) ثم عتقه له.
وكما بدأت الرواية بالشجرة ووصايا والد سروب له بأن يرعاها ولايسخن فيها قطعاً واحتطاباً هاهي ذي تختتم بتلك الذكرى وسروب صاحب العز والجاه والغنى يعود إلى مسقط رأسه في نهاية مشرعة على مسارب الحنين للأرض ومفتوحة على كافة الإحتمالات.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق