الجمعة, 12 فبراير 2021 05:08 مساءً 0 499 0
صوت الحق: الصديق النعيم موسى
صوت الحق: الصديق النعيم موسى

سياسة البنك الدولي بتلحقنا الرقدو !!

       حتى لا يعتقد البعض أنني متشائم من هذا التشكيل الجديد وما هو إلاّ محاصصات فمثلما فعلت الإنقاذ تكررت اللعبة الآن ومع كل ذلك نسأل الله لهم النجاح والتوفيق والسداد في مهمة بالغة التعقيد وأوضاع مأساوية يعيشها المواطن والأحداث المؤسفة التي صاحبت التظاهرات في الولايات من نهبٍ وسلبٍ وحرق للمباني الحكومية والسيارات وغيرها من الأعمال التي لا تشبه الثورة مُطلقاً ومها كانت الأسباب فلا يحق سرق ممتلكات المواطنين ( ياربي الناس دي ما بتخاف الله ) ظهرت الفيديوهات والصور التي وثّقت الإجرام والتعدي على الممتلكات الخاصة في غياب تام للأمن والطمأنينة داخل الأسواق التي حدثت فيها هذه المصائب ، و على الدولة أن تراجع نفسها عند مشاهدة الطلاب الصِغار الذين يحملون المواد التموينية لمنازلهم لماذا وصل الوضع الإقتصادي مرحلة عصيبة ؟ فحكومة حمدوك السابقة بكل أسف لم تحمل أي أفكار لقيادة البلاد وهذا سبب صعود الدولار لرقم قياسي ( 410 ) .

       ففي حالة إتباع سياسة البنك الدولي أبشّر هذه الحكومة بالفشل الذريع قبل إستلامها للمهام حيث بدت في تنفيذ السياسات الدولية التي فُرضت عليهم برفع الدعم ثم تعويم الجنيه وهذا ما ذكرته وزيرة المالية السابقة د هبه مع العلم رفضت مركزية قحت هذه السياسات وخبراؤها أكدوا عدم رضاء الحاضنة لرفع الدعم الكامل وتنفيذ روشتة البنك الدولي وهي بلا شك تمثّل خُطورة للحرية والتغيير وللحكومة أيضاً فخرج الشعب جائعاً وما زال الجوع مستمراً ينهك في أحشاءه والمواطن المغلوب على أمره فهل ضمنت حكومة حمدوك الشارع لتنفيذ هذه السياسات ؟ لا ضمان مع الجوع يا رئيس الوزراء يجب أن تكون هُناك خطط وطنية لقيادة البلاد بالموارد الغنية التي تُغطي سوداننا الكبير من شرقه لغربه وشماله وجنوبه هذه الموارد تحتاج لإدارة صادقة حينها سنعبر وننتصر أما الإعتماد على السياسات الدولية التي تقود لتعويم الجنيه وقتها سينفجر السوق مرة أخرى ويقود لتأزيم الأوضاع أكثر مما هي معقدة فنحن في حوجة لحكومة تعتمد على الموارد الداخلية من زراعة ومعادن نفيسة وثروات حيوانية ضخمة هي كفيلة بإنقاذ البلاد يا رئيس الوزراء فتكمن أزمتنا في الضمير .

       كل شئ في بلادنا تضاعف نسبة للفشل وكل من يدعو لرفع الدعم يجب أن يتحسس وطنيته تجاه الغلابه الذين لا يملكن قوت يومهم تم رفع الوقود وبكل أسف فشلت الحكومة في توفيره وإزدادت المعاناة وتضاعفت الأسعار بصورة جنونية كذلك تم رفع الدعم عن الكهرباء وأيضاً لم تتوفر وما زالت القطوعات مستمرة فبأي حق تم رفع الدعم عن الوقود والكهرباء أخبرونا إذاً فهل يُعقل أن ندفع أكثر ثم لا نجد الخدمات بصورة ميسّرة ودائمة المشكلة الإقتصادية ليست في الوزراء فقط بل في حاضنتهم السياسية التي لم توفر برنامج إقتصادي يقود البلاد للتقدُم والنمو والإستقرار ولكن حدث العكس في فترة العام ونصف من عمر الحكومة الإنتقالية بلغ التضخم لأكثر من 330% ورغم ضعف وزراء الحكومة السابقة وعدم وجود برنامج واضح إلاّ أننا نعوّل على هذه التشكيل الجديد ولكن إن كانت رؤيتكم سياسة البنك الدولي لن ننتظر منكم سوى إنهيار ثانٍ للبلاد أما إن وضعتم خُطط للموارد الموجودة في البلاد كما أسلفت حينها ستخرج الأمة من هذا الضنك الذي تعيش فيه الآن نقول لوزير المالية أمامك تحديٍ كبير فسيطرة وزارتك على المال العام من أهم الأؤلويات في هذه المرحلة الحساسة ثم الترشيد المناسب وتوفير الدواء والخبز بالتنسيق مع وِزارة التجارة ويجب توطين زراعة القمح بالداخل حتى نتوقف من دفع فاتورة شهرية تكلّف الدولة ملايين الدولارات كذلك ساهموا في بناء المصانع الدوائية ودعمها حتى نعتمد على أنفسنا ونكتفي ثم نُصدِّر لدول الجوار كل ذلك يبقى بالعزيمة والإصرار .كما يجب محاسبة كل المؤسسات الحكومية التي سطّرت تاريخاً أسوداً في التعدي على المال العام ولم تتم محاسبتهم حتى هذه اللحظة ملايين الدولارات المنهوبة ذكرها المراجع العام لجمهورية السودان ولا رقيب أو حسيب فمن أمِنَ العقاب أساء العقوبه ( أساء الأدب ) سننهض ونعبر بخيراتنا الداخلية يا رئيس وزراءنا أما سياسة البنك الدولي ( بتلحقنا الرقدوا ) .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق