الاربعاء, 04 أغسطس 2021 08:34 مساءً 0 664 0
د.عبدالسلام محمد خير يكتب: أصلها عطبرة وحاضرها الرياض..(الجودة والتميز)
د.عبدالسلام محمد خير يكتب: أصلها عطبرة وحاضرها الرياض..(الجودة والتميز)

أصلها عطبرة وحاضرها الرياض..(الجودة والتميز)

  (الجودة لا تصنعها الصدفة)!..كلمات براقة قد تكون مضللة، أو هي مصادمة لمزاج بلد يعكر صفاءه تراجع الاداء العام، لكنك لا تملك الا ان تسلم بها من باب التمني(اللهم اجعله خيرا)فالكل يعلم أن جودة ما بأيدينا يسبقه(عصف الذهن)،(الارادة)،(الادارة)و(المهارات)..إن مالا يكسب رضا الخلق الذى هو من رضا(الخالق)جل وعلا يفتقد الجودة قطعا وان روجت له كلمات براقة..هذا ما يشعل الجدل حول(حكاية) شهادة(الايزو)كلما حصلت عليها مؤسسة ما فخرجت تتباهي والناس يتساءلون(أين هي الجودة)؟!..أين هو الإنتاج نفسه؟!.

    بل أين هو التمويل؟!..وللأسئلة بقية..فبعيدا عن القياس والمحاسبة نجد الناس فى مجالسهم يتحدثون ويقترحون فيتساءلون،هل من اذن صاغية؟..متى وكيف تتميز منتجاتنا بالجودة؟..هناك من تستفزهم المآلات، كخبر سرقة قضيب السكة حديد!..لقد أعاد للأذهان صورة القطار أيام وصوله فى موعده،انها الجودة(عمليا)..هي نفسها الجودة أيام مشروع الجزيرة وتصدير القطن طويل التيلة وأيام(الناقل الوطني) وما أدراك!..هناك مفارقات..كانت الجودة متاحة(عمليا) واصبحت(تنظير)!..من صمموا نظرية الجودة نوهوا لخطورة استغلال شهادة (الايزو) للتباهي فقط، اي غاية لا وسيلة..خلافا لحال تلك المؤسسات العملاقة، ولما يروي قادمون من الخارج عن بلدان التزمت جانب الجودة(علميا) و(عمليا).

    صادفت جدلا يثير مثل هذه المقارنات التى تؤجج الشجون والامال..كنت قادما من الرياض وشاهدا على تجربتها فى الجودة، وفى البال ذكريات عن ايام(اكسبريس حلفا) يدخل عطبرة فى زمنه المحدد ليشكل رمزية تذكارية للجودة فى البلاد، مقترنة باستحقاقاتها،استقرار وظيفى وخدمات اجتماعية عينها على لياقة ورشة عملاقة تضج بالمهرة صناع جودة عنوانها قطار يحترم الزمن ويتغلغل فى دواخل الناس كالأساطير القديمة(قطار الشوق متين ترحل تودينا..نشوف بلدا حنان أهلا.. ترسى هناك ترسينا..ولو تعرف غلاوة الريدة كنت نسيت محطاتك..وكان فكرت فى الميعاد وكان قللت ساعاتك)..وكان وكان!..هكذا ينهل علي محجوب  لتروي البلابل..القطار ليس قطارا- قالها علي المك،رحمه الله..إنه نية المسافر..وجدانه!.

    الجودة لا تصنعها الصدفة،نعم.. ولا المال وحده، ولا الأسى على ما فات..تصنعها الكفاءات وحسن الادارة وكلاهما متاح.. فلنعد القطار لقضيبه، لنسيج البلد ومزاجه،لنكون كما كنا، فننطلق للافضل..إن مجرد التفكير فى عودة القطار لأيام(بكرة فى الموعد) مؤشر لعافية الدولة..تبدو صعبة لكنها ممكنة بإدارة وارادة وموارد..لماذا لا نطبق علم الجودة لحل مشكلة السكة حديد، وأية مشكلة؟!.إن كلمة السر كامنة فى علم الجودة وتطبيقاته(إفعل ما تقول).

     كنت متاثرا بمشاهدات تستوقف الزائر للرياض،اضافات،عمران،منتجات، معاملات..الاداء ينساب وفق تطبيقات الكترونية..مظاهر الجودة تتجلى اينما اتجهت..الاعلام يصورها كسلوك..الغاية عالميا ان تصبح الادارة سلوكا..نظرية(الإدارة السلوكية)تسيطر،عنوانها الاضافة،الجودة، والتحسين المستمر..الاعلام شريك محفز..تابعت برنامجا هو نفسه مثال للجودة، يتنقل بالكاميرا بين مؤسسات تتحسن كل يوم، معظمها مرتبط بخدمة زوار الأراضي المقدسة..البرنامج يقدمه أحمد الشقيري وهذا شعاره يلخص الفكرة:

     اليوم للكل يد فى التغيير

     كلنا .. بكبير وصغير  

     مجهودات تتوالى.. مشوار سهل؟ لا لا!

     لن يخلو من عثرات..بشر تلك طبيعتنا 

     اخطاء ستعلمنا.. لنحسن ما هو آت

     فاسال نفسك.. واطرح سين    

     ما هو دورك فى التحسين؟

     مانفعله ليس بحلم أو تنظير

    انظر حولك فالتغيير أصبح واقعنا فتغير

     ما نفعله إنا ندعو لغد أفضل

     أن لا نتشاءم .. بل نعمل ..  

  النتائج تتحدث..المملكة انطاقت وفق(رؤية 2030 للتنمية الاقتصادية)وعينها على الجودة بالارادة والادارة،لا المال وحده..بإمكان بلادنا ان تفعل مستعينة بنجاحاتها الشهيرة والانتساب لتقنية العصر وخصائص الأصل(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)..نعم (يتقنه)..وصلى الله عليك وسلم يا رسول الله،معلم البشرية الإحسان والحسنى.

   

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق