ألد الخصام
 تيسير عثمان ابنعوف

تبارك الله في محكم تنزيله حين قال : «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ»  صدق الحق في علاه .
هذه الصورة التي جل وتعالى صاغها بلاشك أصدق دلالات التلون في النفس البشرية التي نلحظها في الفئتين الرجال والنساء أيا كان المجتمع .
في واقع الأمر لا أجد مبرر كافي أن يظهر المرء خلاف مايبطن إلا أن ذلك بالتأكيد مؤشر كافي لعدم إتزان الشخصية .
الشخصية السوية التي توقن أن الإكتفاء وسلامة النفس مطلب أساسي للتصالح مع الذات الذي يكون غيابه غياب للتصالح مع المجتمع وأفراده ، وزعزعة داخلية قوية تجرفك للبغض والتلون والتحوير دون أن يطالك أذى أو شائبة ما .
على المرء أن يأخذ حيز الواقعية بعيدا عن منعطف الكلمات و يجيد قراءة الأسطر بتمعن ، عليك أن تؤمن جيداً أن المنصت يخون ، وماتخفيه الأنفس تبوح به الأعين ، الأفعال ، المواقف ، مايهم هنا أن تكون المساحة متسعة دائما لوضع نقطة ولوجود أسطر فارغة.
فالأنفس أمارة  بالكثير .. فاتق شر الودود الغادر والعدو المبادر ، فهم ألد الخصام .
كن بين الناس كفيف وعلى حياتك أمين ، كتوم ، وليف .
توت