الأثنين, 25 ديسمبر 2023 09:48 صباحًا 0 392 0
وداعا جوليا " وماريا وبت كانور صورة مغايرة
وداعا جوليا
وداعا جوليا
وداعا جوليا
 
 


بعد طول انتظار قضينا كأسرة وقتا طيبا بسينما مول " فيستيفال ستي " حضورا للفيلم " وداعا جوليا " الذي طاف العالم وحصد جوائز مميزة وكأنه صنع خصيصا لهذه الاوقات العصيبة التي يعيشها " الزولات " وكطهور لهم من اوجاع عادات بغيضة استحكمتهم عفويا او تراتبيا وجرحت وما زالت جسد الوطن الواسع الشاسع الذي تقول كل الدلائل انه يسع الجميع وبأريحية ان استطاع ابناءه ادارة دفته بحنكة ودراية وانظمة حضارية وتعليم منقح ..
ما أن رفعت الستارة إلا واستدعيت تجربة شخصية ترعرعنا بمدينة كوستي أكبر ميناء نهري يربط شمال وجنوب السودان وجسر بري لذات الجسد بغرب البلاد واطرافها .. لا يوجد بكوستي الجمال والالق حي إلا وساكنيه كل الوان الطيف قبائل وبطون وملل ولهجات فقراء واغنياء بمحبة وانسجام بديع تماما كخرير ماء النيل الدافق وسفنه تمخر العباب وصافرات قطاراته لا تنقطع حاملة الخيرات والبشر شمالا وجنوبا غربا وشرقا ..
بعد انفصال الجنوب نزلت لاجازة وما ان انقشعت شمس الصباح لاحظت ان قفص مكيف الهواء محازيا لعنقريب " سرير " أمي رحمة الله تغشاها افزعني شكله الخرب فسالتها من هم سكان نصف بيتنا .. قالت جيراننا " جنوبيين " حملت كيس تمر كان وصلنا من خيرات اهلنا بدنقلا .. باب الجيران كان فاتحا علي مصراعيه واطفال كثر يلعبون ويتشاكسون .. شابة اقل من عمر العشرين رحبت بي .. ذكرت لها انني اريد استاذانهم لاحضر فني لازالة جسم المكيف الخرب من غرفتهم .. ردت مريا " أنا أكلم أمي في جوبا بعدين جيب أنت زول دى " تمام .. قولي لامك عشان مكيف ما يضرب حبوبة في رأسها … لم أكمل حديثي فاذا بمريا " تلفح " ثوبها وتلفه وسطها وتسبقني لباب دارنا وهي تردد " حبوبة لا لا لا " أنا أجيب ولد يصلح مكيف .. ما ضروري أكلم أمي بجوبا .. واحتضنت أمي بمحبة وكانها من رحمها ويبدو أنها فهمت انها اصيبت .. عرفت ان ذات المشاعر الدافقة طالبة جامعية ترعي أخوتها الصغار وأمهم تعمل بجوبا وترابطت واسرتي بمحبة حقيقية وعفوية دون تمييز .. هذا فقط نموذج لعلاقات انسانية منسوجة بتلقائية .. يقابلها حكاوي مغايرة وضغائن أوردت بلادنا لمتاهات سوداوية استعملت لقصم ظهر بلاد عرف اهلها بالبساطة والنقاء والترابط الانساني ..
"
وداعاً جوليا " فيلم دراما تأليف وإخراج محمد كردفاني كدعوة للتصالح المجتمعي ويلقي الضوء على القوى المحركة التي أدت لانفصال جنوب السودان يقول الكردفاني : " أنا لست سياسيّاً لكنّ "وداعاً جوليا" يتناول ويلات الحرب، التي اعتبرها "أمّ البلاءات" ويسعى الفيلم لسبر أغوار هذه الكارثة التي تضرب الشعوب وتُخلّف وراءها أحزاناً ودماراً ادت دور البطوله الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف، وعارضة الأزياء ملكة جمال السودان سابقا سيران رياك، و نزار جمعة وقير دوينى الذى اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي وتدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب حيث تتسبب "منى"، المرأة الشمالية زوجة " أكرم" بمقتل رجل جنوبي ثم تقوم بتعيين زوجته "جوليا"، التي تبحث عنه، كخادمة بمنزلها ومساعدتها وأبنها الصبي سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب… ماريا وأمي لم يكن بينهم ما يتطهروا منه فيا ترى متى تتطهر بلادنا وتنزع الخناجر التي غرست بخاصرتها النازفة تارة لتصفية حسابات بعينها وتارات اخر تنفيذا لمؤامرة اقليمية ودولية حبكت بعناية و المواطن البسيط هو فقط من يدفع ضريبتها الباهظة .. اه يا وطن .
عواطف عبداللطيف – اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com

 

 

 
 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

Hassan Aboarfat
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق