الخميس, 17 يناير 2019 02:16 مساءً 0 260 0
تحليل سياسي ..
 تحليل سياسي ..

النصيحة حارة والأحر منها الحقيقة

هذه خيارات حلول الأزمة فمن له غيرها فليأتِ بها

بلغت الازمة الفكرية والسياسية والاقتصادية والمعيشية التي تعيشها البلاد والعباد بلغت من المدى الزمني بما فيه الكفاية الأمر الذي يحتم على الجميع وفرقاء المشهد السياسي على وجه التحديد وبمختلف مرجعياتهم المبادرة والمبادأة بتقديم خيارات حلول حاسمة ورؤى مباشرة تضع حدا لهذا الحراك والاحتقان الذي تجاوز مرحلة التعبير عن القضية الى مراحل مضرة بها تماما مثل ظاهرة العجز عند تمام المقدرة وظاهرة المكايدات والمزايدات والإساءات والتشفي والتشهير السياسي والوصايا المباشرة والمبطنة على الوطن والمواطنين باسم النضال وضد النظام. وظاهرة الحقد الأعمى والكراهية كراهية الإحباط الفطري والإحباط الناجم عن صدمات الحكومة والنظام وصدامه ظاهرة تدفع بحماقة متناهية تدفع بالوطن والمواطن الى شفا جرف هارٍ أول ما يطمر الدافع في أترابه وأوحاله ثم ظاهرة النفخ على ابواق الإعلام الخارجي والذي بات واضحا بأنه يسعى بكل ما أوتي من قوة وإمكانيات لضرب الوطن واستقراره تحث ستار مكافحة النظام الجائر وهو إعلام في حقيقة أمره ومن واقع تجارب محلية وإقليمية وعالمية إعلام من همه الاتجار في الأزمات والإبقاء عليها متوترة ومشتعلة عبر وكلاء وحيدين محليين وإقليميين ودوليين يمارسون غسيل السياسات القذرة وشر غسيل المعلومات والإشاعات الأشد قذارة بوصفها أدوات ومعدات العمل المجانية وزهيد الثمن فصناعة الإشاعات المغرضة وتلوين الوقائع بألوان شفق الإشفاق والاسترجاف والاستغلال السيئ والمسيء لأخطاء الأنظمة والحكومات تحول المشهد الى سوق حر كبير ينتعش بتعاسة الآخرين تعاسة حقيقة ومدبلجة ثم ظاهرة الفتن الاجتماعية المسيسة التي تسري الآن سريان النار ام شلو على الهشيم (الحاول) ومن مظاهرها المؤسفة ان بعض أولياء الأمور من الجنسين والمناوئين والأشد مناوئة للحكومة والنظام بدؤوا يوظفون أبناءهم ويزجوا بهم في التهلكة مشاغبين ومناضلين ومجاهدين ضد الحكومة والنظام وهم على الأرائك يجلسون ومن النوافذ ناظرين ومن الشرفات والأبواب المزركشة والمتاكية متربصين فإذا حل مكروه بفلذات أكبادهم لطموا الخدود وشقوا الجيوب وثاروا وما هم بثائرين وثوار هم من القاعدين تقعد بس ومن الفتن الاجتماعية المسيسة تصنيف الناس على أساس استباقي انطباعي فأنت ان لم تكن معنا فإذن أنت ضدنا دونما يعلم المصنف من هم هؤلاء المصنفون والمصنفات والمصنفاتية وقد تلاحظ في هذا الصدد ان ظاهرة الكر والفر بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب والتأمين دفعت ببعض المتظاهرين للاحتماء بالمنازل بعضهم يستأذن والآخر يدخل دون استئذان حسب مجريات الواقع والأحداث ومما يؤسف له ان بعض كرات البمبان المسيل للدموع تسقط داخل منازل المواطنين التي يصادف أحيانا دخول المتظاهرين عليها وقد طالب بعض المواطنين أفراد المتظاهرين بالخروج الفوري لأسباب قد تكون خاصة وللمنازل حرمات يعلمها ملقي البمبان والداخل دون استئذان فصاحب المنزل له الحق في الاستضافة والاستجارة سقط هذا النظام ام بقي ولكن كون يتوعد المتظاهر والمتظاهرة صاحب المنزل بمجرد ممارسته لحقه الطبيعي ولحريته الشخصية يتوعده شرا ويصنفه بأنه تابع ومن جماعة هذا النظام فهذا النوع من المتظاهرين والذين من خلفهم غير جديرون بخلافة النظام فهذا سلوك شمولي عدائي ضد الحرية وحقوق الفرد الطبيعية لا ينتزعها النظام ولا المناضلون ضده فالترقب والقول اللين والحكمة مطلوبة والتهديد والترهيب والإرهاب لا يشبه شرفاء الثورة والثورات في كل زمان ومكان فكيف ينهي المرء عن خلق ويأتي بمثله وبصورة أسوأ من واقع هذه القراءة يتحتم علينا ان ندلف مباشرة الى خيارات حلول الأزمة الحل الأول بطرف الحكومة ونظام الحكم الوفاقي القائم والحل نفسه يتبني على التشخيص الجيد والصريح والشفاف للازمة وهنا وبدون أدني مغالطة الأزمة أزمة سياسية دستورية من الدرجة الأولى فالفرصة مواتية أمام الآلية التنسيقية العليا للحوار برئاسة رئيس الجمهورية بعقد اجتماع فوق العادة لمناقشة تطورات القضية خاصة فيما يلي دور الحوار توصيات ومخرجات ووثيقة وتنفيذ دوره في نزع فتيل الأزمة وهنا لا نود الحديث عن ان الحوار قد فشل ولكن نتحدث عن الحوار كقيمة فكرية سياسية له القدرة في التنقيب والبحث عن خيارات الحلول العبقرية مثل فتح باب الحوار أمام الممانعين والمحتجين وما يسفر عنه الحوار المتجدد يكون ملزم للجميع بلا استثناء فتح باب التفاوض أمام الجهة الداخلية لمواطني مناطق النازعات تفاوضا يتجاوزا مرحلة الإقصاء والاحتواء السياسي والممنهج الذي يتعرض له أبناء مناطق النزاع السياسي التاريخي لجهة ان هذا النوع من النزاعات والسابق حتى لتكوينات القوى تأكد بأنه لا يحل بالمسيرات ولا المظاهرات والانقلابات والانتفاضات وإنما يحل بالتفاوض والجلوس الى طاولة التفاوض واي حلول تتم خارج هذا السياق يتحول أهالي هذه المنطق الى سالقي البيض والي أمتعة الآخرين.  فكرة الحل بالانتخابات او الذهاب الى صناديق الانتخابات، هذا الحل ظاهره وجيه وباطنه ينطوي على تحديات سياسية ودستورية متصلة بالعدالة الانتخابية داخل الأطر الحزبية قبل المنافسة العامة وبالتالي معالجة القضية عبر الانتخابات في مثل هذه الظروف يعقد المشهد لدرجة كبيرة وهذه النقطة تتطلب دراسة أعمق تتماشي مع الأزمة السياسية الراهنة وفي تقديرنا لحلول 2020م لتنتهي فرصة الشرعيتين الشرعية الانتخابية 2015-2020م والشرعية الحوارية وبالتالي الباب مفتوح أمام القوى السياسية مجتمعة لإنشاء شرعية تراعي القيمة الكلية لاستقرار الدولة واي تنافس سياسي حزبي لا يراعي هذه القيمة يقدح في مصداقية الإعلاء من قيمة الدولة. حلول أخري بيد الرئيس بصفته رمزا للدولة اختلفت معه او اتفقت فالدولة والبلاد دون رئيس تعني الفوضى مباشرة هذا الحديث لا يهمنا نحن المواطنين بل يهم الرئيس قبل الجميع فالرئيس في إطار مسئوليته التاريخية كرئيس دولة بعيد عن الرئاسات الأخرى التي هي في ذمة الحوار المتجدد والتفاوض الشفاف والنزيه الرئيس كرئيس دولة له واجبات حصرية في سياق مفهوم حسن إدارة الدولة وهي رسالة اكبر من رسالة الحكومة والنظام ثم خيارات حلول أخرى منطقية موضوعية بطرف معارضة تسقط بس وذلك ببحث خيارات وسائل لتسليم رؤاهم ما بعد مرحلة الرسالة وصلت وبالتالي يتقدمون لقواعد الحراك الشعبي الذي ساهم في توصيل الرسالة يتقدمون له بواجب الشكر والثناء والتقدير وان شاؤوا صرفوه الى حيث أعماله أو تركوه في حالة استراحة محتج حتى تتضح الصورة وتكتمل بين الحكومة والدولة والمحتجين فاحتجاجات وسيلة وليست غاية في حد ذاتها ثم حلول أخرى بطرف معارضة التغيير السلمي بمنطقها ومنطق النقد الذاتي للنظام فالحكومة والنظام وسيلة لترقي وترقية الأوطان وليس دونها- أخيرا حلول موضوعية نزيهة يتقدم بها الأصدقاء والأشقاء الذين يروا أن استقرار السودان من استقرارهم وان الاستقرار ونزع فتيل الأزمات تحله سعة العقول وليس ضيق الصدور فمن يأخذ القفاز إذن؟
فحذاري من حلول مغازلة الشباب أو الاستفراد بهم أو احتوائهم، فالثائرون من الشباب من واقع رسالتهم التي يعلمها القاصي والداني ليس لهم أي أهداف انتهازية أو وصولية، فهم ينادون بمفاهيم ومبادئ كلية تعلي من شأن القيم السودانية وقيمة الوطن.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق