الاربعاء, 08 مايو 2019 11:37 صباحًا 0 269 0
رؤي متجددة
رؤي  متجددة

النصيحة حارة والأحر منها الحقيقة
هذا باب الدموية والشمولية ومن هنا السلمية والحرية

ذكرت في رؤى وقراءات سابقة بان القوى السياسية السودانية بمختلف مرجعياتها الفكرية والسياسية والايدلوجية والتي خبرها الشعب عن قرب من خلال دورات الحكم المتعاقبة على مدى ثلاثة وستون عاما هذه القوى تجيد انتاج الشعارات المعبرة عن أشواق وتطلعات وضمير الشعب ولكنها فاشلة تماما عنده نقطة ومحطة تحويل الشعار إلى مشروع  ومشروعات تحمل ذات مضامين وأبعاد الشعار ليتحول الشعار رغم دقته ورقته يتحول الى مجرد نوع من أنواع نظرية الضرب بالإطار النظري وهي الفرق بين الشعار ونقطة الشروع والشعار والمشروع. والنظرية والتطبيق والقول والفعل اليوم حملت الثورة الشعبية الشبابية الظافرة شعار حرية سلام وعدالة وسلمية وسلمية وشعارات اخ رى مكملة مثل نحو دولة مدنية ديمقراطية قائمة على المواطنة بلا تمييز وشعار قضايا الحرب تهم الجميع هذا كلام رائع وجميل يصب في ذات الاتجاهات والمفاهيم التي ذكرناها جودة الشعار وجوطته عند محطة التطبيق السودانيون على حقيقتهم المجردة مختلفون بدرجة خطيرة في القضايا المسكوت عنها مثل قسمة السلطة والثروة وضيق فرصة التواصل الاجتماعي على نحو صادق والذي تفرقت دماؤه وولاءاته بين حواجر الجهوية والقبلية والعرقية والطبقية والصفوية صفوية الخلفية الدينية وصفوية هوس الأصل والنقاء العرقي الذي يمثل الخلل المركزي في النظرة والمعاملات داخل البنية الاجتماعية والذي سرعان ما انتقلت عدواه الى النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها في تجربة الانقاذ وفي المجال الشعار الاجتماعي اعلن عن مشروع التخطيط الاجتماعي ولكن فجأة تراجع المشروع الفكري الى درجة الرعاية والتنمية الاجتماعية وهو كما معلوم مستوى فني داخل مشروع التخطيط الاجتماعي الكبير ففي مجال نون النسوة ضجت الساحة بمسميات أخوات نسيبة والخنساوات والمجاهدات واللائي نجحن في الجهاد الأصغر وفشلن فشلا ذريعا في استحقاقات الجهاد الأكبر جهاد النفس من الاستعلاء الى التواضع ومن العرقية والقبلية النتنة الى قيم الانسانية والعراقة فالإسلام في المعاملات الاجتماعية في هذا القطاع كان مجرد قشور وعلامات وأقنعة ذات الطابع الديني أما الجوهر فعرقي جهوي عنصري متطرف فبذهاب موجه ونغمة الخنساوات وأخوات نسيبة ظهرت الثورة اليوم بتقليعة جديدة وهي في الاصل قديمة متجددة تقليعة الكانداكات والكانداكة رمزية للمرأة في السودان القديم ومن واقع إلمامنا الدقيق وبالتفاصيل الأدق بماهية وهوية المجتمع السوداني خاصة في مجال المسكوت عنه وحساسيته المفرطة في تقبل التنوع والآخر فمسألة الكانداكة تقيد فقط بأجواء الاعتصام فلن تجد طريقا معبدا الى حيث عصمة المجتمع العريض فهناك الأجواء تعج بأساطير التحفظ الاجتماعي والكلام عن وجود مجتمع محافظ هو مجرد استهلاك اجتماعي باسم الدين ورسالة النبي الكريم. فالقوم على إطلاقهم وعلى المستوى الاجتماعي الدقيق يطبقون منهج ما وجدنا عليه آباؤنا فليس ديننا ولا وطننا وهذه حقيقة دامغة بشهادة الواقع داخل المنازل وحيث المصالح الضيقة وعن شعار حرية سلام وعدالة وسلمية سلمية فالحرية مهددة بالفوضى وممارسات انتهاك حرية الآخرين باسم الثورة والتغيير والسلام الاجتماعي مهدد بالكراهية والتشفي وتصفية الحسابات وسوء الظن والتجريم والسلام السياسي مهدد بروح الإقصاء والاحتكار والوصايا وبضرب المؤسسات  والرموز بجريرة النظام المخلوع والاستغلال الممنهج للأجواء الشعبية والمزاجية والحقيقة الكارهة للنظام المخلوع بوصفها اقصر الطرق لإقصاء الخصوم السياسيين أو حتى تحييدهم لتمام مطامع الاستفراد السياسي بالمرحلة وشعار العدالة مهدد بعدم الاحتكام لمبدأ العدالة وقواعد العدل وشعار السلمية السلمية مهدد بان تتحول الأمور بغتة إلى الدموية ذلك أن كل عوامل تحويل السلمية الى الدموية ماثلة الآن ومنها على سبيل المثال طول مدة الاعتصام مع الانسداد التام لفرص الحلول المتصلة باستحقاقات الثورة الإرادة الجماهيرية وانحياز القوات المسلحة أنجزت 70% من أفكار الثورة ولكن صور التواصل العقيم بين تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري كاد يضيع الـ 30% من  التدابير الدستورية والهياكل الانتقالية انفراد الطرفان بملكية الثورة يناقض الواقع وطبيعة حراك الثورة وهو حراك تراكمي نضالي معروف يضم شركاء كثر ومن مهددات السلمية تهميش الشباب صاحب الجلد والرأس والاحتفاظ به فقط كرت ضغط ومن مهدداتها الاختراقات الأمنية والسياسية ومنها شق الحرية والتغيير والشك المستمر في المجلس العسكري ومنه إلى القوات المسلحة نفسها.
ومن مهددات السلمية تعكير صفو الجبهة الداخلية لبلوغ مرحلة القتال الأهلي ثم الحديث عن تعرض المدنيين للخطر الشديد بالسودان وهذا كافي التدخل الدولي لاستلام الوطن ومقدرته ويتحول الشعب السوداني وقواه السياسية الى متفرجين في ديارهم.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق