الاربعاء, 18 سبتمبر 2019 00:49 مساءً 0 308 0
وتتوالى المفاجآت بقضية الشهيد أحمد الخير ..المحكمة تستمع لشاهد الاتهام الأول
وتتوالى المفاجآت بقضية الشهيد أحمد الخير ..المحكمة تستمع لشاهد الاتهام الأول

تقرير - هناء مهدي
ما زالت محكمة ام درمان  وسط تواصل جلساتها على التوالي بمحاكمة واحد واربعين متهماً من منسوبي جهاز الأمن والمخابرات المتهمين بتعذيب وقتل الأستاذ الشهيد احمد الخير عوض الكريم. حيث عقدت صباح امس وحوالي الساعة العاشرة وعشر دقائق الجلسة السابعة والتي يترأسها مولانا الصادق عبدالرحمن قاضي محكمة الاستئناف وسط اجراءات أمنية مشددة من قبل افراد المباحث والأمن والنجدة والعمليات فيما كانت الجلسة محددة لسماع شاهد الاتهام الأول امجد بابكر يوسف محمد يوسف يقيم بخشم القربة حيث ادلى بافاداته قائلاً للمحكمة وذلك من قبل سؤال مولانا احمد ابراهيم وكيل نيابة الخرطوم: وضح للمحكمة علاقتك بالمرحوم شنو؟ قائلاً: ان المرحوم جاره وعلاقته معه منذ الأساس وحتى الثانوي وكانا في اتحاد الطلاب موضحاً ان يوم 31/1/2019م الاحداث التي ظهرت في ذلك اليوم مظاهرات بخشم القربة وحوالي الساعة الثامنة والنصف مساء أتت قوة من جهاز الأمن في المنزل وانا وقتها كنت في الغرفة «تلبوا» في البيت وكانت اختي بتقول ليهم «ما تلبوا» وانا جيت طالع وقلت ليهم في شنو قالوا لي عايزنك. فيما ذكر للمحكة ان احد المتهمين قبضه من «الجلابية» وتم اقتيادي كان المتهم الأول واقف ويحمل «خرطوش» ومعه عسكري آخر يحمل سلاح ركبوني البوكس والضابط قال لي اذهب احضر تلفونك وجاء معي العسكري لحدي الغرفة واخذت التلفون وجيت راجع وجدت اختي رفضت تنزل من البوكس وحاولوا انزالها واتحركنا بعدها لمكاتب الجهاز وكانت الساعة حوالي الحادية عشر وفي الطريق وجدوا ثلاثة شباب تم رفعهم ايضاً بعدها وصلنا المكاتب وهنالك حوالي خمسة افراد قاما بضربنا وكانوا بضربوا فينا ونحن «ماشين»..
عند دخوله للزنزانة
بعدها تم ادخالي للزنزانة وجدت هنالك الطيب محمد سليمان امام الباب وسألتوا الحاصل شنو؟ ورأيت احمد الخير وقلت ليهو جيت متين قال لي جابوني اول «زول» وكان راقد على الارض وشكلوا تعبان واتناقشنا وقال لي ضربوني ومن غير ذكر اسماء بعدها بي ساعة او اقل حضر المتهم «ص» وقال وينوا امجد وقفت على «حيلي» قال لي بتعرفني قلت ليهو ما بعرفك قال لي هاتعرفني الآن وفتح الباب وقام «بدفري» من الظهر وقال لي «ازحف» وكان معه اثنين آخرين ويحملون خراطيش وبدئوا الضرب.  
المرحوم كان في الزنزانة
فيما قال امجد للمحكمة ان في تلك الاثناء الاستاذ المرحوم كان في الزنزانة وقال لي «ازحف» وخليك امام «الناس ديل» وقال لي انت طلعت مظاهرات لي شنو عايزين تعملوا شنو وقال لي حزبك شنو؟ قلت ليهو مؤتمر شعبي قال لي «الترابي مات خلاهو» بعدها ارجعني الزنزانة مرة اخرى «وجابو» بقية المتهمين عبدالله سعدو وعزالدين عيسى ومصطفى احمد ابراهيم وجابو لينا «فرشة» وجلسنا عليها جاب لينا احد افراد القوة من خشم القربة
فتة فول مخمرة
فيما سرد الشاهد امجد حديثه للمحكمة ان احد افراد القوة قدم لهم «صحن فتة» قبل فتح الباب الطيب محمد سليمان وعبدالله سعدو قالوا ليهم «دا» ما اكل تجيبوا لينا وقال لهم احد الافراد لازم تأكلوا وتتعاونوا معانا موضحاً للمحكمة انه قال ليهم اخوكم الجابو «دا» رفض الاكل وقال مضرب عن الطعام ونحن رفضنا الاكل ورد عليه فرد القوة ان خدمته انتهت ولكن «قاعد» عشانكم واخذ الصحن وخرج «برا»..
الصلاة بداخل الزنزانة
فيما اوضح الشاهد للمحكمة انه تم رفضهم للصلاة بالخارج وصلوا بداخل الزنزانة بعدها جاء احد افراد القوة وقال ليهم «يا صعاليق عايزين تسقطوا الحكومة اليوم هنعمل ليكم حفلة» وقال لي انت بتنظر لي مالك اطلعوا وافتحوا الباب وعند فتحنا للباب وجدنا كمية من العساكر لابسين زي كامل ومعاهم خراطيش وخراطيش «البي بي آر» بدأوا يضربوا فينا «ونزحف وندردق» والمرحوم كان معانا كنا حوالي ستة معتقلين بعدها قالوا لينا ارقدوا على ظهركم وارفعوا اياديكم وقولوا «تقعد بس وسير سير يا البشير» وقال لينا ازحف وامسك اياديك في اذانك وكل هذا والضرب شغال «بالخلف وبالشلوت»..
رجعوهم سخنوهم تاني
وذكر الشاهد ان المتهم الرابع كان يرتدي ملكي وهو الفرد الوحيد الذي اذكره وقال لي انت جاي من وين؟ والمظاهرات رأيت فيها شنو وكان يوجد فرد آخر قال لينا انتو ما عايزين تتكلموا قال ليهم رجعوهم تاني سخنوهم والضرب ما زال شغال واشار الشاهد ان عسكري آخر جاء من خشم القربة قال ليهم الزول دا يموت في يدكم وذكر ان عسكري كان يرتدي «كاكي» اخذه ورجعه بالخلف وقال له «طه دا منو» قلت ليهو ما بعرفو وقال لي صاحبك منو قلت ليهو يحيى احمد بعدها اتوا كمية من العساكر المتهم الاول يرتدي ملكي وعدد من العساكر وكلهم قال لي «اقلع هدومك» وانا كنت جالس على الارض وقلعوا مني الجلابية بالقوة والعراقي وكنت بحاول امسك في حزام «السروال» والمرحوم كان امامي وجالس على ظهره «وفك القاش بيده» والمتهم الاول قال انت شكلك «....» وذكر أن المرحوم كان مستسلم تماماً..
وفي مشهد انساني
وفي تلك اللحظات توقف الشاهد قليلاً عن الحديث وانتابته نوبة من البكاء..
مرة أخرى:
ذكر الشاهد امجد ان افراد القوة رجعا مرة اخرى وقالوا لي انت عامل فيها راسك قوي «اقلع يازول وحاولوا انتزاع السروال بالقوة» والمتهم الرابع قال لي ارفعوا الليلة ما بنخليك ورفعوني من ايادي وارجلي وهو يضحك وانا بدأت اصرخ وقلت ليهم انتوا ما اولاد ناس والمتهم الرابع قال لي كمان «بتنبزنا» وشال التراب وادخلها في «فمي»..
عساكر من كسلا قاموا بضربنا مرة ثانية فيما ذكر امجد للمحكمة ان المتهم الرابع اخذ «جرادة» واكلها لي عبدالله واعطاهو تراب قال ليهو حلي..
المرحوم وقع
وفي تلك اللحظات اتحركت العربة والمرحوم «وقع» وضربوني اثنين من العساكر وقالوا لي ارفعهو اخوكم والمتهم الرابع قال لي ها نخلك تبقى «....» زي اختك وذكر ان الضرب ما زال مستمر وقال ليهم انتوا ماشين على الخرطوم ما ح تشوفوا اهلكم تاني وانا قلت ليهم الزول «دا» مات وهنا قصد المرحوم احمد الخير واحد المتهمين رد عليه وقال لي كلكم ماشين تموتوا..
بعدها تمت مناقشة الشاهد من قبل هيئتي الاتهام والدفاع حيث تعرف الشاهد على المتهمين الرابع والخامس والسادس والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والسادس عشر وذكر ان المتهم الثالث كان يشارك في الضرب وذكر ان الشمس كانت سخنة وبمشوا «حفايا» والارض كانت فيها شجر سدر وانقاض طوب قديمة والضرب كان بالشلوت ومواقع الضرب كانت في الصدر وذكر ان حركة المرحوم وقفت في اثناء الطريق وقال ان الضرب كان يتم في «الدبر» وراء المكاتب وقال ان المرحوم لم يذكر له شيء عن اي مرض فيما ذكر الشاهد امجد للمحكمة ان اكثر كمية نالها من الضرب المرحوم احمد الخير..
 بعدها تقدم محامي دفاع المتهم الاول الاستاذ عبدالرحمن ابودقن بطلب للمحكمة طعن فيه بشهادة الشاهد للولاء والمصلحة وانه شاهد غير محايد وجاء رد المحكمة انه سيرد على الطلب في جلسة اليوم الثامن عشر من الشهر وبهذا رفعت الجلسة على ان تعاود اليوم في تمام الساعة العاشرة صباحاً بإذن الله تعالى.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق