الثلاثاء, 12 نوفمبر 2019 02:46 مساءً 0 492 0
بعد إحصائيات اليونيسيف:
بعد إحصائيات اليونيسيف:

من المسؤول عن وفاة أطفال السودان؟

الخرطوم: أخبار اليوم
قرعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» ناقوس الخطر، في الوقت الذي انشغلت فيه حكومة رئيس الوزراء الانتقالي باستكمال هياكلها على المستوى الاتحادي والولائي، وأعلنت أن هناك أكثر من 38% من الأطفال دون سن الخامسة في السودان مصابون بصغر الحجم مقارنة بأعمارهم، ونحو 17% منهم يعانون من تحول البنية مقارنة بأطوالهم، ويموت نحو 120 طفلاً يومياً بسبب نقص التغذية والأسباب ذات الصلة.
وقالت اليونيسيف إن هنالك 2.6 مليون طفل يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ونحو مليون طفل سوداني تعرضوا للتشرد في عام 2019م، وهنالك 3.6 مليون طفل خارج المدارس، معظمهم في المناطق المتضررة من النزاع.
 وأكدت المديرة التنفيذية لليونيسف هنريتا فور في ختام زيارتها إلى السودان أن البلاد تشهد لحظة تاريخية حرجة وأن الضرورة الملحة وضع حقوق الأطفال في صلب أولويات أعمال الحكومة الانتقالية، ولابد من توفير الاحتياجات الضرورية للأطفال ومعالجة سوء التغذية ومشكلات التعليم بالاستثمار في قطاعات الأطفال والشباب.
ونزلت تصريحات مسؤولة اليونيسيف كالصاعقة على المراقبين للأحداث في السودان بعد ظهور حالات من الكوليرا في ولايات البحر الأحمر والنيل الأزرق وسنار خاصة بعد اعتراف وزير الصحة الاتحادي بتفشي الوبائيات بسبب الفيضانات والمياه الراكدة في الأحياء وانتشار البعوض والذباب الناقلة للأمراض.  
وتصاعدت حالة الرعب والهلع وسط  مواطني ولاية الخرطوم  من احتمال انتشار وباء الكوليرا، خاصة بعد ظهور بعض أعراض الأسهال المائي، وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن استعدادها لتقديم العون الصحي لمنع انتشار مرض الكوليرا متى ما طلبت الخرطوم.
وقال المواطن محمد النور في استطلاع  من داخل مستشفى الجزيرة إن الإسهال المائي أشبه بمرض الكوليرا، وأن حالات الوفيات غير معروفة الأسباب، خلاف الإسهال المائي، والعنابر ممتلئة بالمرضى حتى أنهم يرقدون في الفناء لعدم وجود مكان شاغر، لكن الإصابات خفت قليلاً وقامت وزارة الصحة الاتحادية بإرسال طبيب متخصص في الطوارئ.
وكانت وزارة الصحة السودانية قد أبلغت في وقت سابق منظمة الصحة العالمية بوجود (332) حالة كوليرا مشتبه بها في ولايتي النيل الأزرق وسنار، وأنها سارعت الخطى لأخذ التدابير اللازمة للحد من انتشارها.
وحمل المحاضر بجامعة نيالا دكتور محمد علي تورشين الحكومة الانتقالية مسؤولية وفاة 120 طفلاً يومياً بسبب سوء التغذية وتدهور البنية التحتية في المستشفيات الحكومية لانشغالها بقضايا سياسية وتقاسم السلطة والثروة وإغفالها معالجة الأزمة الاقتصادية وتوفير المواد الغذائية والأدوية المنقذة للحياة  والرعاية الصحة للأطفال ودعم الشرائح الفقيرة في المجتمع،  ووقف تفشي الوبائيات.
وقال محمد علي تورشين للإجابة عن السؤال المطروح من المسؤول عن مقتل الإنسان في السودان؟ نقول إن بعض الأسر التي تنجب عدداً  كبيراً من الأطفال دون أن توفر لهم الحد الأدنى من الرعاية الصحية والأشخاص الذين نهبوا أموال الدولة وتسببوا في الأزمة الاقتصادية كلهم مسؤولون عن وفاة هؤلاء الأطفال ويجب أن يقدموا للعدالة، ومن هنا ندعو وزير العدل السوداني لتكوين لجنة لتقصي الحقائق عن المسؤول عن وفاة الأطفال في السودان؟
ويرى المحامي والناشط القانوني ياسر موسى خميس أن الحكومة الانتقالية ورثت وضعاً صحياً واقتصادياً مزرياً للغاية وغلاءً طاحناً في كل السلع الاستهلاكية، وأن الأطفال يعيشون بين الحياة والموت ولا يجد الطفل ما يتناوله من غذاء مناسب يوفر له النمو الجيد، والأمهات جفت صدورهن من اللبن خاصة في مناطق النزاعات.
وأضاف ياسر أن قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس السيادي وحكومة حمدوك انشغلوا بالقضايا السياسية وتقاسم السلطة والثروة وتصفية النظام السابق من مؤسسات الدولة عن مشكلات معاش الناس خاصة الرعاية الصحية للأطفال.
وأشار ياسر إلى أن التلوث البيئي بسبب تغيير المناخ وارتفاع معدلات الحروب في السودان، والنزوح ساهم بقدر كبير في سوء التغذية والوفيات، بجانب مشكلات التعدين الأهلي للذهب واستخدام مادة الزئبق والسيانيد، كلها تسببت في زيادة معدلات الوفيات، إضافة إلى الهجرة غير الشرعية إلى السودان من دول الجوار والتي  ساهمت  في انتقال الوبائيات إلى أطفال السودان.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala أو
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق