السبت, 08 فبراير 2020 02:48 مساءً 0 580 0
أيام وليالي
أيام وليالي

علي سلطان

اسرائيل .. وافريقيا مد وجزر..

 أوشك اليهود  أو  لفيفهم من شتى دول العالم ان يتجمعوا  في  يوغندا لتكون موطن الشتات ومقر الاسرائيلين حين اقترح عليهم  اللورد ارثر جيمس  بلفور  الذي كان وزيرا   للخارجية البريطانية في الفترة من 1916 وحتى 1919..  صاحب وعد بلفور الشهير( وعد من لا يملك لمن لا يستحق) .. ولكنهم رفضوا يوغندا  فمازال حنينهم  الى أرض  فلسطين  الأرض الموعودة المقدسة .  ولكنهم لطمعهم لم تبارح أعينهم يوغندا  فأصبحت يوغندا دولة صديقة حميمة لاسرائيل تأمرها اسرائيل فتطيع..! ثم حققت اسرائيل انتصارها الباهر بانفصال جنوب السودان عن السودان الام وهو حلم  قديم  لاسرائيل.. وقد نجحت المساعي المبذولة منذ قرون في ان تصبح جنوب السودان دولة منفصلة لا علاقة لها بالشمال المسلم..! ثم ماذا بعد..؟ انجاح المساعي المبذولة  لقيام دولة البحيرات العظمى.. وعاصمتها كمبالا ومصدر ثقلها يوغندا والرئيس الاوغندي موسفيني.. وتتحول الدويلات  تلك حول بحيرة فكتوريا الى منطقة خاضعة لاسرائيل.. وتصبح بحيرة فكتوريا منبع النيل و النيل الابيض  والانهار والنهيرات في تلك المناطق   خاضعة  لاسرائيل  وذاك هو الحلم والمخطط الاسرائيلي الصهيوني منذ قرون  دولة اسرائيل العظمى من النيل الى الفرات..! الفرات الان تقريبا في قبضة اسرائيل رغم التداخلات الايرانية في العراق الا ان المستقبل لاسرائيل هناك  تحت  غطاء المارد الامريكي.. ربيب اسرائيل وحاميها! والنيل الازرق التيار الجارف  يتم تطويعه لينساب  جارفا منحدرا   من جبال الحبشة وبحيرة تانا   ويركن خانعا ذليلا عند سد النهضة..! هناك ارتباط يهودي اصيل قديم بالماء التي انسابت فيها لفافة الرضيع سيدنا موسى  عليه السلام  في  اليم او نهر النيل  محروسة  بعناية الله وتتابعها بدموع باكية عينا ام موسى عليه  السلام.. وكان البحر او النيل معبرا آمنا لبني اسرائيل فرارا من جبروت فرعون وبطشه فعبروا بسلام الى الضفة الاخرى..! عيون اسرائيل منذ قرون على الماء وبسيطرتها على منابع الماء ومصبها تكون قد  تمكنت من الماء..  وبالسدود العظيمة على النيلين  الازرق والابيض تتحكم اسرائيل وحلفاؤها في الماء إلى  السودان ومصر وتتحكم في جريانه وانسيابه..!
وليست عيون اسرائيل وعقلها على الماء فحسب بل على قارة افريقيا برمتها..فافريقيا التي يخطب ودها كل دول العالم العظمى والمتقدمة والتي تسعى اليها بكل الحوافز كسبا لودها هي اكثر اهمية عند اسرائيل من اي قارة  اخرى..  وظلت علاقات اسرائيل و الدول الافريقية في مد وجزر.. وظل الصراع العربي الاسرائيلي يؤثر تأثيرا مباشرا في تلك العلاقات..  و قبل فترة صرح رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ان افريقيا عادت الى حضن اسرائيل وان اسرائيل عادت الى افريقيا.. ومنذ عقود طويلة ظلت القارة الافريقية عصية على اسرائيل وكانت مواقف القادة الافارقة منذ حرب يونيو حزيران وحرب اكتوبر وبين تلك السنوات ومابعدها مؤيدة للحق الفلسطيني في اغلب  الاحوال.. وبمرور الوقت استطاعت اسرائيل ان ستتميل عددا من رؤساء  الدول الافريقية  وعادت مجددا تنافس في افريقيا مع الدول العظمى وليس الدول العربية التي انكمش ظلها في افريقيا فاصبح محصورا في مساعدات خيرية لا تسمن ولاتغني من جوع..!

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق