الاربعاء, 22 يناير 2020 02:18 مساءً 0 561 0
هندسة الفوضي
هندسة الفوضي

صديق
الشم

  ياااا قليل (الأدب)؟!

  علمنا شيوخنا في (الصحافة).. كيف لا نكذب ولكن نتجمل، وعلمونا أن كلباً يعض إنساناً.. ليس بخبر، ولكن إنساناً يعض كلباً، (خبر).. وأن (الصحافة الصفراء) ارتبطت جينياً..  بـ(داء الكلب).. وهو مرض يصيب.. ذوات (الدم الحار).. لاحظ في ذوات الدماء.. (البارد).. ينتقل غالباً عن طريق العض من كلب لإنسان.... يتوفى الكلب بعده.. ويصبح من عضه (سعران) أسفاً؟. وعلى الرغم من شيوع وأهمية التشويق والغرابة في صناعة الخبر الصحفي، إلا أن المصداقية وأدب الاختلاف، ترسم ملامح الصحافة الناضحة.. خبراً، ومقالاً وتحقيقاً، وتصاب الصحافة (المراهقة) بداء الكلب وتُقبَر؟! (سامحني) أيها القارئ الكريم (الكلك) أدب ــ لاستدراجك للقراءة بالعنوان.
 تُحدثنا كتب التاريخ بأن "يونس بن عبد الأعلى" كان أحد طلاب اﻹمام الشافعي.. قال لنا يونس ناظرت الشافعي يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال لي: (يا أبا موسى لا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة) وقال : "ما ناظرت أحداً إلا قلت اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه فإن كان الحق معي اتبعني وإذا كان الحق معه اتبعته". لا تجعل الخلاف يوغر قلبك، وتسعى بشتى السبل لتنتصر لنفسك فالمعاني والقيم أكبر منك، وللأوطان حق عليك واختلاف الرأي لا يفسد الود، ونصف رأيك عند أخيك، يقول العلامة ابن القيم: "وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم على بغض وعدوانه" تصديقاً لقوله عليه الصلاة والسلام (وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً) .
ما دفعني إلى ذلك ما تعج به الوسائط، من فجور في الخصومة، وما أبرئ نفسي وانتشاء البعض بأخبار القتل والجرائم والفحش والتباري في نشرها، وكثرة من يشيعونها، وكأنهم من أوطان أخرى، ولكم سرني ما تناقلته الوسائط، لما كتبه الصديق (المثقف) جمال مختار الإداري المرموق في مجموعة البنك الإسلامي في جدة. حول الرأي والاختلاف: ساعدتني الظروف أن أدخل أطفالي مدرسة تدرس منهجاً عالمياً، ولدى مراجعتي مع أطفالي عندما كانوا في المراحل التمهيدية من الروضة 3 إلى أولى ابتدائي، لاحظت شيئاً مهماً مفقوداً في مناهجنا التعليمية لو كنا تعلمناه لكفانا الكثير من الجدل والنقاش البيزنطي. فيعلمونهم منذ الصغر الفرق بين الحقيقة والرأي.  الحقيقة: شيء يمكن إثباته إما بواسطة البرهان المنطقي أو هي مسلمة من المسلمات والبديهيات، ومتفق على صحته.  
أما الرأي فهو وجهة نظر شخصية، يعبّر عن مشاعر المتحدث أو معتقداته، قد نتفق مع الرأي وقد لا نتفق.  وأمثلة على ذلك كأن تقول عدد سكان نيويورك 8.4 مليون نسمة حسب إحصائية 2013، فهذه لا يختلف عليها اثنان فهي إحصائية مثبتة، ولكن إن قلت إن مدينة نيويورك هي أجمل مدينة في العالم فهذا مجرد رأي، يتم احترامه، ولكن ربما رأى آخر أن باريس هي أجمل مدينة في العالم، أو أي مدينة أخرى ويتم تقدير ذلك واحترامه. ويتم إعطاء تمارين للتلامذة للتفريق بين الحقيقة والرأي ويُمتحنون فيها.  ولذلك تراهم لا يتجادلون ولا يضيعون وقتهم حول الآراء، وأما الحقائق فلا خلاف حولها.  ولكي أختبر بناتي وهن في الروضة إن كن قد استوعبن الدرس، فقلت عندما أطلت ممثلة على الشاشة: "القبيحة دي"، فصاحت ابنتاي Opinion) ..مجرد رأي، فلا بد أن الممثلة جميلة في نظر آخرين، من بينهن ابنتاي، وربما زوجها، ولم يضيعن وقتاً في الجدل جميلة أو غير جميلة، هذا رأيك ونقدره ولكنه لا يلزمنا – انتهى الموضوع.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق