الأثنين, 15 يونيو 2020 01:04 صباحًا 0 527 0
ايام وليالي : على سلطان
ايام وليالي : على سلطان
ايام وليالي : على سلطان
أصحاب السعادات البرهان.. حميدتي.. حمدوك .. إن الجوع كافر/................. ....................... صورة لرجل مسن وقف امام باب حكومة ولاية الجزيرة ورفع لافتة كتب عليها (الجوع كافر).. قد تستوقف "هذه الصورة أحدا ما أو لا يعيرها أحدٌ إنتباهة أو لفتة ما.. أو لا تحرك فيه ساكنا.. وربما تحرك ولاية أو بلدا بأكملها..!! الصورة تناقلتها بعض القروبات لهذا لرجل المسن في ولاية الجزيرة الذي وقف امام باب الحكومة المغلق وقد رفع لافتة من كرتون مقَوى كتب عليها (الجوع كافر).. رسالة بليغة محزنة مبكية من رجل فقد السند والعضد وقف وحيدا أمام باب الحكومة.. ليقول عبر لافتته الصغيرة الهزيلة (الجوع كافر) .. ولكنه لم يلعن الوالي أو يسب الحكومة أو يرفع عقيرته بالصراخ وكيف لصوت واهن أن يرفع عقيرته هو بالكاد يتحدث!! الرجل كبير السن خرج في صباح باكر قبل أن تفتح الحكومة بابها.. وللحكومة باب ومواعيد...! وفتح وإغلاق..!! وكان الخليفة العادل عمر بن الخطاب وجيوشه تغزو بلاد الشام والفرس ينام تحت ظل شجرة بلا حرس. َعدلت فنمت ياعمر..!! لم يخش الرجل الكورونا التي قيل إنها تترصد كبار السن الذين لا مناعة لهم.. وخرج يتوكأ على عصاه يحمل سنوات عمره وهمومه على كاهله وظهره الذي انحني من ثقل همومه وهموم من يعيل.. و قف وحيدا في صباح باكر لم يونس وحشته أحد..!! ولم يكن بجوار باب الحكومة المغلق احد..!!! الطيور غادرت اعشاشها لم تمنعها الكورونا عن البحث عن رزقها تغدو خماسا جائعة وتعود بطانا مع المغيرب وهي تحمل رزق زغبها الصغار في فمها بين منقارها الصغير..!! سبحانك ربي ترزق الطير سابحا وصغاره في اعشاشه.. وترزق الأسماك في البحر والكائنات الحية كل كائن له رزقه المقسوم.. وللانسان الذي كرمته رزقه أيضا ولكن طالبته بالسعي من أجل الرزق وطالبته أن يكون رزقه حلالا طيبا..! فما أعظمك ربي وما اعدلك.. قسمت لكل كائن حي رزقه ومعاشه.. من سعى وضرب في الأرض ومن لم يسع.. ثم طلب الله سبحانه وتعالى من الناس أن يتراحموا ويتكافلوا بعضهم مع بعض وجعل في ذلك أجر عظيم ونجاة وبعد عن جهنم ولظى. لا أدري ماذا حدث لذلك الرجل المسن بعد أن وقف وقفته الاحتجاجية؟ والي اي وقت ظل واقفا حاملا لافتته التي تنطق بالحق أن الجوع كافر.. وهل وقف معه أحد مشجعا ام معزيا أو مواسيا؟ هل فتح باب الحكَومة وجاءه الوالي وأركان سلمه مهرولين جذعين ودموعهم تنهمر على خدودهم تأثرا بهذا الرجل المسن الذي قال لكم بكل عجزه وقلة حيلته وضعفه وهوانه إن الجوع كافر.. ارجو ان لا يكون الرجل قد رجع مخذولا حزينا وقد رمي لافته على الارض وحمل عصاه في يده ورجع متقهقرا إلى داره حزينا وقد عضه الجوع وبأن على جسده النحيل الضاوي؟ ثم من كان ينتظر اوبته إلى البيت رفيقة دربه ام العيال وهي تشكو الجوع والمسغبة وربما عيال صغار وربما حفدة وحفيدات وبنات متزوجات بلا معيل ولا كفيل؟ أسئلة كثيرة يمكن أن تتفرع بلا حصر ولا نهاية.. والأمر على علاته وسوئه مفتوح لكل الاحتمالات.. ربما كاميرا موبايل وحيدة خجولة وثقت لهذا المشهد الذي كان أولى به كاميرات الجزيرة الخضراء في مدني وغيرها من وسائل الإعلام التي تركض حول حل وترحال الوالي والمسؤولين وتنسى (لقطة) عالمية لرجل مسن كبير جائع قال ليس بصوته الواهن ولافتته الهزيلة الجوع كافر.. فهل أبلغ من ذلك من من كلام ومقال وإبانة..يا سعادة البرهان وسعادة حميدتي وحمدوك وكل أصحاب السعادات دونكم رجل بسيط ضعيف كبير في السن وأهن إلخطى يتوكأ على عصاه وقف بباب حكومة الجزيرة في صباح باكر قال بصوت الكتابة المعبر.. (الف لام ميم) ... إن الجوع كافر.. فهل أنت مدركوه قبل الكفر البواح وقبل أن يكون خصيمكم ومعكم الوالي ومن حوله يوم القيامة.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق