الخميس, 24 أكتوبر 2019 01:26 مساءً 0 305 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

من وحي ملتقى الشرطة والإعلام
جاكسون اتنين صباحاعُرنِ الأسود والحيات
تنهزنى أفكار وخواطر تتناوشنى لأتصدى طرحا لغويا لهذه أو تلك الشائكة القضية ولأتناول  هذا أو ذياك الموضوع، فلا أصطاد منها شيئا ،فتنتهزني من بين أفكاكها ملحة بعينها من عُرنِ الأسود والحيات، نهزتنى لأرويها مربوطة بلقياى بشرطيين بدارهم، يا حُبانى واقعة إعتداء عند الثانية صباحا فى موقف جاكسون بينما كنت رفقة أخى نادر حلفاوى المتوكل على الله شهامة ورجولة ومروءة، نترافق يوميا لهذا الموقف لتتفرع بعده دروبنا، الموقف كعادته مرتادوه غير هيابين للزمن ولا آبهين، صاخب بالناس والحياة والباعة الجائلين والراكزين يبيعون حتى التفاح وغير بعيد عنهم من يتاجرون ليلا خلسة متوارين عن أعين السلطات ويقصدهم باحثو فرق الأسعار وهم الهاربون من دفعيات لأرتال الجبائين النهارية ،جبانة وهايصة،كعادتنا قبل أن نفترق آملين لقيا جديدة،  كنا نتجاذب ما تبقى من أطراف حديث قصير قبل أن يقطعه أحدهم بمحاولة فتح باب السيارة عنونة مع استئذان جهير :بالله لحقنا ذاك البوكس. وليس فى المشهد أصلا بوكس، هذا الأحوس كأنما هبط من السماء أو خرج من تلك الجرة اللعينة أو إنسل جنيا من بين تلك البشرية التى نشاركها الهيام ليلا بين محتطب وأحوس،إنتهرته مستقويا برفقة حلفاوى ليدع مقبض الباب مكسورا قبل أن يلحق هرولة بأحوسه إتجاه الشمال لا دليل وهاد، نظاميان تزامن مرورهما مع المشهد لا أجزم رأياه وأهملاه أم لم يلحظاه وكلا الإفتراضين أظرط وأضل، حلفاوى اجتهد مفسرا هكذا يسرقون ينهبون إعتمادا على عنصر المفاجأة وإرباك الهدف لسرقة ما خف وزنه ومن ثم يعدون لاكشيفا ولاحسنا وقد يتطور بسرقة العربة بعد سيطرة على من بداخلها، تنبيها وليس تخويفا الحكى لمشهد وقوعه وارد حتى فى المدينة الإفلاطونية، بروف الشرطة  حسن التيجانى حامل لواء رتبة عمادتها يذكر الإعلاميين والصحفيين بأن الشرطة باقية واليوتوبيا ضرب من محال وبعض خيال.
انهيار الجحافلة وذوبانهم
قيادة الشرطة ليست غافلة عن إسقاطات النظام المخلوع السابق على الشرطة وسيطرتها وسريرتها المهنية وجحافلة قوات حمايته تتخذ من زى الشرطة غطاءا وستارا لقمع كل من يظاهر ويحتج بحثا عن حقوق ومطالب مشروعة،هؤلاء الجحافلة أساءوا لشرف مهنة قديمة قدم الإنسان وبعض من أرباب المعرفة يرد الشرطية لعهد على بن أبى طالب المكرم، إنهيار الجحافلة وذوبانهم كما الفقاعات تحملت عبء تبعاته اللئام ولا زالت الشرطة التى إنسحبت من المشهد فى منعطف حرج وأعلنت فى بيان إلتزامها مقارها وعدم تعرضها للمتظاهرين والمحتجين فكانت شريكة فى فتح الشارع للثوار حتى ساحات القيادة وارتكزت تتابع المشهد عن كثب لإعادة ثقة هزها الجحافلة منحطى القدر، التعامل الشرطى بعد التغيير المهيب وإن بدا بطيئا إلا أنه حكيما وفيه موازنة بين المحافظة على حقوق الثورة التى نالت منها الشرطة نصيبا وبين البحث عن طرائق لعودة الشرطة بوجه طلق المحيا باسم الطلعة عابسها لدى وقوع ما يعكر صفو المجتمع وليس الحكام الذين آن أن يعووا المتغيرات الكبيرة فى بلد المواطنة هى الريس، تتفرغ الشرطة لنقلة هائلة منذ أن نفضت عن عدتها وعتادها غبارَ تحملِ حماية نظام حاكم،ولهذه الغاية الكبيرة والنبيلة تعمل الشرطة بلا هوادة بعيدا عن الجلبة والضوضاء إنتصارا لمهنيتها السامية وليس لقيادتها ولا لحكام إنما هم مجرد مواطنين بدرجة مسؤولين، ولتحقيق هذه الغايات القومية تعمل الشرطة آناء الليل وأطراف النهار متحملة سوءات التبعات يسافر قادتها هنا وهناك بعيدا لتلمس تجارب وتمويلات لتنفيذ مشاريع تعزز من مفاهيم سيادة المدنية وحكم القانون قيما ومعانٍ ثار من أجلها الشعب السودانى على بكرة محبة الحرية والسلام والعدالة صعبت المراس لكنها غير عصية لشعب ثواره مختلفين وشرطتهُ كذلك وهى منه وإليه مولودة من بين  صلبه وترائبه   ولايزيغ عن هداه إلا افاك وضال انتهى بلا رجعة وقد استؤصل من جذوره.
الثورية تسود الشرطية
شاركت ولفيف من الزملاء فى ملتقى الشرطة والإعلام بدارها ببرى الذى ترفع إدارته القبعات ليكون للشرطة وأصدقائها السودانيين جميعهم، الملتقى وإن لم يكن غريبا على إدارات الشرطة المتعاقبة إلا أنه كان مختلفا وروح الثورية تسود الشرطية، قيادات الشرطة جلها الآن من حملة الدرجات الأكاديمية الرفيعة،فيها علماء فى كل المجالات والصعد،إتساع الأفق ورحابة الصدر كانت العنونة الأبرز للملتقى الذى لم ينعقد لتأليه قيادة وجند الشرطة بل هو ضد القدسية مطلقا لأي من أجهزة وأنظمة الحكم، الفهم المتقدم سمح بأجواء من الصراحة بأريحية عمدت قيادة الشرطة والملتقى لخلقها ودعت لملتقاها الأول بعد الثورة حتى من يعتقد يتصيدون الأخطاء، قفل للباب بمنتهى الفهم للعداوة بينها والإعلام،قلت فى مداخلتى مما قلت أو عنيتُ أن العلاقة بين الشرطة والإعلام شراكة وليست غضاضة ومتى ما إلتقيا تباريا كفريقى كرة قدم بروح رياضية ومتى انتهى التبارى تعود الشراكة إستعدادا لتبارٍ جديد، وزدت من حق الشرطة مقاضاة الإعلام ما تعدى حقوقها وكذلك الإعلام ليكون القانون سيد الكل بلا زعل، نوافذ شرطية البرنامج التوعوى سجل الملتقى وبث منه وسيبث منه مساء غد الجمعة، نوافذ شرطية يجب البحث عن شراكة لبثه بالتزامن فى عدد من الفضائيات مع ولاية الخرطوم، فالشرطة قوميتها لا تحدها ولاية، تكاملية الأدوار والنظر للإيجابيات لتعزيزها ولتلافى السلبيات هو مانشيت الملتقى الإعلامى الذى سينفتح على الكل فى عقر دار الشرطة القومى. لانود يوما نرى فيه خروجا عن شرطتنا وقانونيتها المدنية، نريد عونا لشرطي المرور حتى قيام ساعة وبعث الكباري الطائرة والأنفاق الدافنة لفك خنقة المرور حتى لانشهد صاحب رداء أبيض يلقي ويجدع أرضا صافرة تنظيم المرور إحتجاجا على عدم الإنصياع لإشاراته المنظمة للحياة والناس ببساطة وفنية وأريحية وأناقة كان الله في عون فرد المرور إن ابتسم في وجه أحدهم لظنه ساخرا، فالدعوة للإبتسام تحتاج لسودنة، قوموا رحمكم الله لتقوية وتعزيز شرطتكم السودانية.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة